تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أدب طلب العلم - الدكتور صلاح الصاوي]

ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[16 - 10 - 04, 03:36 ص]ـ

http://www.assawy.com/Documents/Articles/EtiquettesInSeekingKnowledge.htm

بسم الله الرحمن الرحيم

أدب طلب العلم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد

فهذه رسالة في أدب طلب العلم نقدمها لأحبابنا في الله في هذه القارة، ثم إلى كل من تصل إليه من المسلمين كافة، لم نأت فيها بجديد، ولكننا جمعنا فيها جملا مفيدة مما كتبه سلفنا الصالح في هذا المقام، وقمنا بتهذيبها وترتيب مادتها، رجاء أن يعم النفع بها، وأن تسهم في تجلية صفحة مشرقة من صحائف حضارتنا الإسلامية، والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل

اغد عالما أو متعلما

لا يخفى أن العلم الشرعي هو ميراث النبوة، وعلى قدر حظ الناس منهم يكون حظهم من وراثة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هنا فإن طلب العلم أغلى ما أنفقت فيه أعمار البشر وأموالهم، وإن لحظة ينفقها الإنسان في عمره لا يستفيد فيها علما، ولا يقصد فيها إلى طاعة، لجدير بأن تطول عليها حسرته!

ولقد بدأ الله بالعلم قبل العمل في أعلى مطلب إلهي فقال تعالى:) فاعلم أنه لا إله إلا الله ((محمد: 19) وقد قرن الله عز وجل اسم العلماء باسمه واسم ملائكته في الشهادة على أعظم مشهود به وهو توحيد الله عز وجل، فقال تعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) آل عمران: 18. يقول القرطبي رحمه الله: (وفي هذه الآية دليل على فضل العلم وشرف العلماء وفضلهم، فإنه لو كان أحد أشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن اسم العلماء) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 4/ 41

وقد جعل الله تعالى أهل العلم هم أهل خشيته من بين سائر عباده، فقال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) فاطر: 28، فكل مسلم يخشى الله لكن الخشية متفاوتة، وأكمل الناس خشية لله هم العلماء بالله والعلماء بدينه، فكل من كان بالله أعلم كان أكثر له خشية، وأوجبت له الخشية الله الانكفاف عن المعاصي، والاستعداد للقاء من يخشاه!

وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأله المزيد من العلم فقال تعالى: (وقل رب زدني علما) (طه: 114) ولو كان شيء أشرف من العلم لأمر الله نبيه أن يسأله المزيد منه كما أمره أن يستزيده من العلم.

وفي بيان أهمية طلب العلم وعلو رتبة أهله يقول المعصوم صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر!)

ولقد بين المعصوم صلى الله عليه وسلم أن من علامة إرادة الخير بالعبد أن يرزق الفقه في الدين، فقال صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) وعندما دعا لابن عمه عبد الله بن عباس قال: (اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل!) وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (اغد عالما أو متعلما ولا تغد إمعة بين ذلك) والإمعة كما يقول ابن الأثير: الذي لا رأي له، فهو يتابع كل أحد على رأيه. ولقد أخذ على رضي الله عنه بيد كميل بن زياد النخعي وقال له: (الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع، أتباع كل ناعق، يميلون مع كل صائح، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق!)

وقارن بين طلب العلم وطلب المال فقال:

- العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال.

- العلم يزكوا على العمل، والمال تنقصه النفقة.

- العلم حاكم، والمال محكوم عليه.

- وصنيعة المال تزول بزوالها، ومحبة العالم دين يدان بها، يكسبه الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد موته.

- مات خزان المال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وآثارهم في القلوب موجودة!

ويقول سفيان بن سعيد الثوري: ليس عمل بعد الفرائض أفضل من طلب العلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير