تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الحسبة على طالب العلم]

ـ[أبو رشيد]ــــــــ[01 - 09 - 04, 05:20 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحسبة على طالب العلم ... !!

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وعلى آله وصحبه الشرفاء.

وبعد:

فقد طلب مني أحد الأحبة الأفاضل في أحد مشاركاتي في (منتدى الحدث)، أن أذكر له بعض الكتب التي أنصح بقراءتها لطالب علم مبتدأ، على أن تكون هذه النصيحة في صورة مشاركة حتى يستفيد منها الجميع، وفي الحقيقة مع ضعف قوتي، وقلة بضاعتي، وهوان حيلتي، استحيت منه أن أرد طلبه، فعزمت على الولوج في هذا الأمر ـ مع كثرة من سبقني في ذلك ـ، ورأيت أن أسوقها في ثنايا نصيحة عامة لطلبة العلم الشرعي، وسميتها (الحسبة على طالب العلم) ولعل الله تعالى ييسر لي استكمال سلسلة أبواب الحسبة في هذا المنتدى، فينتفع بها الجميع، وأولهم كاتبها، ومن كانت له نصيحة يبتغي بها وجه الله فليتقي الله ويسدها، قبل فوات الأوان، فإن من حق المسلم على المسلم بذل النصيحة.

أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وممن يصدق قوله عمله، وأن يجعلنا من المحتسبين الصادقين.

((الحسبة على طالب العلم))

قبل أن نلج في الموضوع أرى لزاما علي أن أُذكر أحبتي في الله بمعنى الحسبة في في اللغة والإسلام، حتى يتضح البيان، ونوقظ النيام، فأقول وبالله التوفيق والسداد:

((الحسبة في اللغة)):

أولا ـ كلمة ((الحسبة)) تضبط بكسر أولها، اسم مصدر احتسب يحتسب احتسابا وحسبة.

ثانيا ـ أصل معناها اختلف فيه على أقوال كثيرة، ولكون المقام مقام اختصار وإجمال، سأقتصر على بيان أشهرها وأقربها للمعنى الشرعي، وهو (طلب الأجر، والإنكار)، قال ابن منظور (اللسان 1/ 314): الحسبة: مصدر احتسابك الأجر على الله. اهـ. وأيضا في المرجع السابق 1/ 317: احتسب فلان على فلان: أي أنكر عليه قبيح عمله. اهـ.

((الحسبة في الإسلام)):

مما لا ريب فيه أن كلمة الحسبة في الإسلام لها مدلولات كثيرة تختلف بحسب الإضافة، هل يقصد بها عمل ديني، أم ولاية في الدولة، أم علم مستقل له مصنفاته، وقواعده، وأصوله؟ وطلبا للاختصار سأكتفي ببيان تعريفه بحسب كونه عملا دينيا يصح أداؤه من كل مسلم.

وعليه، فالحسبة على هذا المعنى: (أمر بالمعروف إذا ظهر تركه، ونهي عن المنكر إذا ظهر فعله). وهذا التعريف للماوردي في (الأحكام السلطانية ص299) وهو اختيار أكثر علماء الحسبة وأرجح التعاريفات عندي.

إذا تقرر ذلك ـ رحمكم الله ـ، فللكلام على ((الحسبة على طالب العلم)) سأجعله في عناصر رئيسة يندرج تحت كل عنصر تفصيله إن احتاج لذلك:

أولا ــ ((من هو طالب العلم .. ؟)):

في البداية يجب على الجميع أن يعلم أن المقصود بالعلم (العلم الشرعي)، والعلم الشرعي ينقسم إلى أربعة أقسام، أضعها بين يدك مختصرة:

1 ــ ((أصول)) ــ ولك أن تسميها (الأساسيات)، وهي: الكتاب، والسنة، والإجماع، وآثار الصحابة.

2 ــ ((فروع)) ــ ولك أن تسميها (حواسي الأصول)، وهي: الشروح والتفاسير للأصول السابقة.

3 ــ ((مقدمات)) ــ ولك أن تسميها (العلوم الخادمة) وهي التي تساعد وتخدم الطالب في استيعاب الأصول والفروع السابقة، كعلم اللغة، والنحو، وأصول الفقه، والقواعد الفقهية.

4 ــ ((متممات)) ــ ولك أن تسميها (الكمليات)، وهي: التي تزيده تغلغلا في الجوانب الخفية للأصول، كعلم القراءات، وعلم رجال الحديث.

وهذه العلوم حث الشرع على طلبها، كما في حديث أنس بن مالك مرفوعا: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم)) رواه ابن ماجه بسند صحيح.

وبلا ريب لفظ (مسلم) يدخل فيه أيضا (المسلمة). أما الحديث الذي فيه زيادة (ومسلمة) فهي زيادة ضعيفة، وعموم اللفظ الأول يغني عن الضعيف.

والمقصود بـ (علم الفرض) هو: كل علم شرعي لا يسع أي مسلم جهله كـ (أصول العقيدة، وأركان الإسلام، كالصلاة، والطهارة، والصوم إذا باشره، والزكاة إذا وجبت عليه، والحج إذا شرع في نسكه).

ثانيا ــ ((كيفية طلب العلم)):

لطلب العلم وسيلتان: (كتاب، وشيخ)

1 ــ أما الكتاب، فهو العمود الفقري لكل طالب علم، والوسيلة الأساسية في الطلب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير