تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عرفت «عنيزة» بهذا الاسم .. منذ زمان قديم ربما ناف على القرون. وورد هذا الاسم في كثير من النصوص والاشعار. قال مؤلف معجم بلاد القصيم «الشيخ محمد بن ناصر العبودي» «اشتقاق اسم عنيزة» مختلف فيه بين اللغويين والاقرب منها ان تكون مصغرة من كلمة العنز التي تعني القارة السوداء فذلك ما رواه الازهري عن اعرابي شافهه بذلك مشافهة، وهو الذي يتفق من كون عنيزة كان بقربها اكمة هي التي اكتسبت منها هذه التسمية قبل ان تصبح مدينة، بل ربما قبل ان يستخرج محمد بن سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس ماءها فتصبح ماءً موروداً وذلك في القرن الثاني الهجري». ا. هـ.

وعنيزة في زماننا الحالي تسمى «الفيحاء» والفيحاء هي الروضة التي تنتهي اليها مسايل المياه والاودية فتنبت العشب والزهور ذات الروائح الفواحة من النفل والاقحوان والخزامى وهو ما ينطبق موقعه على «عنيزة» حيث يحدها شرقاًً مرتفعات جبل طويق وتنحدر اليها الاودية من الغرب والجنوب.

النشأة

تعود نشأة «عنيزة» وعمارتها الى مئات السنين لما تتمتع به من موقع فريد ومياه وافرة وارض خصبة فالماء هو اهم عنصر من عناصر الحياة وبسببه تنشأ كثير من المدن فلا ترى مدينة من المدن القديمة في الجزيرة العربية الا وهي مورد ماء او كان فيها عين من العيون.

وقال الشيخ محمد بن مانع: انشئت عنيزة سنة 630هـ تقريباً لانه معلوم بما استفاض عند اهل القصيم بأن اول من سكن عنيزة هو زهري بن جراح الثوري.

وقال مقبل الذكير في تاريخه، «في حوادث سنة 1097هـ في هذه السنة خرج الشريف احمد بن زيد الى نجد في شهر ربيع الثاني ونزل عنيزة في القصيم وكانت يومئذ منقسمة الى اربعة اقسام .. الجناح، العقيلة، المليحة، الجادة.

وقال الاستاذ عبدالعزيز بن محمد القاضي في قصيدته الشهيرة «العنيزية»

ولما اتى القرن الذي هو سابع

لهجرة خير الخلق والنظراء

تأسس مبناها وكان شمالها

لآل جناح اول المترائى

بها نزلوا حتى اقامت قبيلة

سبيع من الجراح ذات دهاء

وقال الشيخ محمد العبودي ايضاً اقدم نص مكتوب عثرت عليه عن عنيزة ووصفها بأنها قرية إذ سجل واقعة حدثت عام 822هـ .. وذلك في طبقات القراء وهذا نص كلامه:

«خرج - اي ابن الجزري - للحج هو ومعين الدين بن عبدالله بن قاضي كارزون فوصلا الى قرية «عنيزة» من نجد وتوجها منها، فأخذهم الاعراب من بني لام بعد مرحلتين فرجعا الى عنيزة». وهذا النص يدل على ان عنيزة كانت في ذلك الوقت ذات مبان ومساكن. اما بالنسبة للتسمية فهي قديمة جداً .. وتشتهر عنيزة بأنها تقع على طريق الحاج البصري المتجه الى مكة المكرمة ويقع الى الشمال منها احد منازل هذا الطريق وهو منزل القريتين الواقع على ضفة وادي الرمة شمال عنيزة ويقع منزل القريتين المسمى حاليا العيارية او «الملقي» بين كل من منزل «رامة» و «العوسجة» ويبعد عن منزل رامة حوالي 43كم.

اشعار في عنيزة

نظراً لان «عنيزة» تقع في مسارح العرب القديمة ومرابعهم ومراعيهم فقد ورد فيها من الاشعار مالا يحصى ولا يعد.

قال بشر بن ابي خازم الاسدي وهو شاعر جاهلي:

عفا رسم برامة فالتلاع

فكثبان الحفير الى لقاع

فخبت «عنيزة» فذوات خيم

بها الغزلان والبقر الرتاع

وهو شاعر اسدي .. وتقع عنيزة ضمن منازل بني اسد وبني تميم وبالقرب منهما اذ تتركز منازل بني اسد في غرب القصيم وشماله وذكر مواضع لاتزال معروفة حتى الآن باسمها القديم مثل «رامة» المشهورة في اشعار العرب هي كثبان تقع جنوب غرب عنيزة .. وكذلك «الحفير» وتعرف الآن ب «الحفيرة» وهي حي صغير جنوب غرب عنيزة واكثر الشعراء من وصف الحياة البرية مثل الغزلان وبقر الوحش، ويذكر بعض كبار السن ان «الغميس» الواقع غرب عنيزة كان مليئاً بأشجار الغضا حتى قطع عن آخره .. وحمى اهالي عنيزة غضا «الخبيبة» فبقى على وضعه.

وقال امرؤ القيس: «يصف مطراً وسحاباً»:

سقى واردات والقليب ولعلعاً

ملق سماكي فهضبة ايهبا

فمر على الجنتين خبتي «عنيزة»

فذات النقاع فانتحى وتصوبا

ملما تولى من اعالي «طمية»

انسبت به ريح الصبا فتحلبا

وقال مالك بن الريب في قصيدته المشهورة وهو بخراسان:

وهل اترك العيس العوالي بالضحى

بركبانها تعلو المتان الفيافيا

اذا عصب الركبان بين «عنيزة»

وبولان عاجوا المبقيات النواجيا

وقال:

الا ليت الغضا لم يقطع الركب عرضه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير