عن الأمير عن الصعيدي عن ابن عقيلة)) عنه، ثم هذا الإسناد على طوله وبعده ونزوله فيه إجازتان،
والسماع التام مفقود في أكثر من طبقة من الطبقات المتأخرة منه!!!!! وما هكذا يساق الإسناد إلى
صحيح البخاري في ثبت معتنى به ومراجع ومحقق ومنقح ومزيد على مدى عشر سنين!!!!!
ومن أبنائنا وأبناء أصدقائنا الكثيرون ممن ليس بينه وبين العجيمي إلا سبع وسائط من عدة طرق
بالسماع المسلسل، أو بإجازة واحدة على الأكثر، بل بعضهم وُلد بعد الشيخ الناخبي بنحو مائة
وعشر سنين وأحضر سماع بعض صحيح البخاري على أصحاب من سمعه من نذير حسين، بقراءته
لجميعه على الشاه محمد إسحاق، عن جده الشاه عبد العزيز عن أبيه الشاه ولي الله، عن الكوراني
أبي طاهر عن العجيمي، وكله بالسماع!!!!!
فهذا مثال واحد لسلسلة من المحدثين وبالسماع التام وبالعدد نفسه وبرجال أجلّ إلى العجيمي
تقع لجماعة من الأطفال سمعوا في نجد والحجاز والكويت بين ولادتهم وولادة الشيخ الناخبي أكثر
من مائة عام. . . . أفلا يكون مخرج الثبت قد أفسد علو إسناد الشيخ وأخّر الأكابر عن الأصاغر؟؟؟؟
خلافا لصنيع الناس؟ ويكون مخرج الثبت بأعلى أسانيده مساوياً لتلميذ أبنائنا وأصدقائهم!
ثانيها: أن الإسناد أبعد ما يكون عن التحرير والتحقيق والتدقيق!!!!! ومن وهاء التحرير الجهل بصيغ
الأداء التي كان يحرص عليها المحدثون، والتي أفردوا لها أبحاثاً كاملة في المصطلح، إذ قول زكريا
الأنصاري ((أخبرنا)) الحافظ ... ابن حجر كما هو في هذا الإسناد، يوهم سماعه للصحيح كاملاً منه،
والواقع أنه إنما سمع بعضاً منه فقط، وعكس في رواية البرهان التنوخي عن الحجار فقال: ((أنبأني))
وهي سماع محقق مشهور، وفيه بعده: ((أنبأنا سراج الدين .. سماعا))! والواقع أنه أخبرنا.
كذلك لا أدري أين رأى قول الفربري ((حدثني)) محمد بن إسماعيل البخاري، وشبه ذلك كثير في
سياق هذا السند، وهذا قد يُقبل في مذاكرة عاجلة أوسوق الأسانيد تبعاً لا استقلالاً، أما في
مبحث مفرد ذي مقدمة وعنوان عريض، فالمفترض أن تولى عناية أكبر واهتماماً أفضل، خاصة بعد
المراجعة والتنقيح لمدة عشر سنوات، ولا سيما أن المخرج نصَّ أنه يقدم هذا الإسناد كمرجع
للآخذين عن الشيخ الناخبي!!!!!
وثالثها: أن فيه أوهاماً في التواريخ -ولم أتتبعها- ولكن منها قوله إن الحجار توفي سنة 733 والصحيح 730
وأن الأمير الكبير توفي سنة 1242 والصحيح 1232 فكأنه اختلط على المخرِّج بابنه الأمير الصغير!!!!
ثم قال الشيخ فيما نسبه إليه مخرج الثبت:
ح ولنا سند آخر عال جداً، أعلى من السابق بخمس درجات، وهو المروي عن المعمري، وقد ارتضاه جمع من أهل الحديث والإسناد لعلوه وقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لقلة الوسائط. نرويه بالسند السابق إلى العجيمي، وهو عن شيخه العلامة المحدث صفي الدين أحمد بن محمد بن العجل اليمني (982 - 1074هـ)، وهو يرويه من طريقين: الأول: عن العلامة مفتي مكة قطب الدين محمد بن أحمد النهروالي الحنفي (917 - 990هـ)، عن أبيه المعمر علاء الدين أحمد بن محمد النهروالي (870 - 949هـ)، عن أبي الفتوح أحمد بن عبد الله الطاووسي (ت904هـ)، عن المعمر بابا يوسف الهروي. والثاني: عن يحيى الطبري المكي، عن جده محب الدين أبي المعالي محمد بن أحمد الطبري، عن البرهان إبراهيم بن محمد بن صديق الشهير بابن الرسام الدمشقي (ت806هـ)، عن عبد الرحيم الأوالي. وهما، أي الهروي والأوالي، عن محمد بن شاذبخت الفرغاني، عن أبي لقمان يحيى بن شاهان الختلاني، عن محمد بن يوسف الفربري، عن مؤلفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمهم الله جميعاً.
فقوله عن هذا الإسناد الموضوع ((قد ارتضاه جمع من أهل الحديث والإسناد لعلوه وقربه من رسول
الله صلى الله عليه وسلم لقلة الوسائط)) استهتار بأهل الحديث والإسناد، وحاشا أهل الحديث على
التحقيق أن يرتضوا مثل هذا السند، بله أن يكون رضاهم بسبب علو الإسناد وقلة وسائطه!!!!!
وهذا كلام من لم يشم رائحة التحقيق، وإلا فما أسعد أبي الدنيا الأشج بما نسب إلى جماعة المحدثين
هؤلاء!!!!! وقد نص العلماء بأنه لا يفرح بعلو هذا الضرب إلا جاهل، ولعلي أكتفي بالنقل من كلام
الشيخ عمر النشوقاتي في كتابه ((التحرير الفريد)) -وقد طبع قبل طبعة هذا الثبيت المحققة المنقحة
¥