المزيدة بدهر- إذ قال الشيخ عمر النشوقاتي ص62 - 64:
وهو إسناد باطل لا أصل له، اغتر به كثير من أصحاب الإثبات وافتخروا وتبركوا بعلوه. .! دون النظر والتحقيق فيه، فأقول وبالله التوفيق:
في هذا الإسناد علل كثيرة:
1 - . . . .
2 - أحمد بن العجل اليمني المولود سنة (983 هـ) والمتوفى سنة (1074 هـ) كما في ترجمته من خلاصة الأثر 1/ 346 - 347، يروي عن قطب الدين النهروالي المتوفى سنة (990 هـ) بالإجازة العامة لأهل العصر لا بالخاصة، كما بينه الكتاني في فهرس الفهارس 2/ 853، وفي منح المنة ص9، وفيها من الضعف ما لا يخفى.
3 - قطب الدين محمد بن علاء الدين النهروالي المكي المولود سنة (917 هـ) والمتوفى سنة (990 هـ) كما في فهرس الفهارس 2/ 948 لا يمكن أن تكون له رواية عن أبي الفتوح الطاووسي، لأن الطاووسي توفي نحو سنة (871 هـ) كما في الضوء اللامع 1/ 360 - 361 (1)، فيكون قطب الدين النهروالي قد ولد بعد وفاة الطاووسي بنحو ست وأربعين عاماً، فكيف يمكن له الأخذ عنه؟ هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن قطب الدين النهروالي نفسه روى في ثبته عن والده علاء الدين النهروالي عن قطب الدين أبي يزيد بن محي الدين الأنصاري عن أبي الفتوح الطاووسي، كما في فهرس الفهارس 2/ 949/ روى هذا الإسناد مفتخراً بعلوه، فأنت ترى أن قطب الدين النهروالي نفسه لم يرو عن الطاووسي إلا بواسطتين، فمن ذا الذي استحل أن يروي عنه عن الطاووسي مباشرة ويسقط واسطتين؟
4 - المعمر بابا يوسف الهروي، يقول الحافظ السخاوي في ترجمته في الضوء اللامع 10/ 319 ما نصه: ((يوسف بن عبد الله الضياء بن الجمال الهروي، ويعرف ببابا يوسف، لقيه الطاووسي في سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة بمنزله في ظاهر هراة، وذكر له أنه زاد سنه على ثلاثمائة بسبع سنين، استظهر الطاووسي لذلك بأن عدة من شيوخ بلده قالوا: نحن رأيناه في طفولتنا على هيئته الآن، وأخبرنا آباؤنا بمثل ذلك، وحينئذٍ قرأ عليه الطاووسي شيئاً بالإجازة العامة)) اهـ فيستفاد من كلام السخاوي هذا أن الهروي المذكور ليس من أهل العلم والرواية في شيء، وإنما روى عنه الطاووسي بروايته عمن أدرك حياتهم ممن أجازوا لأهل عصرهم، وقد أشار الكتاني في منح المنة ص9 إلى أن رواية الهروي عن الفرغاني هي بالعامة لأهل العصر، هذا كله إذا سلمنا بصحة تعميره بهذا العمر الطويل المستحيل في العادة، والذي لا يكتفى في إثباته بالظن والتخمين.
5 - محمد بن شاذبخت الفرغاني ويحيى بن عمار الختلاني لم أجد لهما ذكراً في كتب الحفاظ الذين عنوا بجمع رواة صحيح البخاري، كابن نقطة في التقييد، والفاسي في ذيله، وابن حجر في المعجم المفهرس، وفي مقدمة فتح الباري، والروداني في صلة الخلف، كما لما يذكرهما الذهبي في تواريخه، وهذا كاف في رد هذا الإسناد والطعن فيه والدلالة على أنه إسناد مركب، والله تعالى أعلم.
-------
(1) فما نقله الكتاني في فهرس الفهارس 2/ 951 من أن وفاة الطاووسي كانت سنة (904) هـ خطأ بين، لأن السخاوي وإن لم يحدد سنة وفاة الطاووسي بدقة إلا أنه قد جزم بوفاته، والسخاوي توفي سنة (902) هـ أي قبل التاريخ الذي ذكره الكتاني لوفاة الطاووسي.
فقارن بين التحريرين! وانظر كيف يقف أصحاب التحرير والتثبت وقفات عدة في السند، بينما
يُمشّيه غيرهم دون تعليق واحد في كامل الإسناد، فقط يريد من الناس الركون لتحريره المزعوم
بلا بينة!! ويزعم زوراً أن أهل الحديث ارتضوه!!
والغريب أن مخرج الثبت يقول في سنة 1427 راداً على نفسه: ((كما ان بعض المسندين المتقدمين
والمتأخرين وقعت لهم أوهام كما في سند المعمرين ورواية القطب النهروالي عن الطاووسي))،
ولاحظ أنه هنا جعل بينهما واسطة، بينما في ((تحرير)) النشوقاتي هناك واسطتان، حذف مخرج
الثبت إحداهما ليعلو له السند المحرر!!
وهذا عن الإسناد الذي فيه بابا يوسف، وليس السند الثاني بأحسن حالاً فهو موضوع، ورجاله
مجاهيل، وأتوا عن شيخ ابن حجر إبراهيم بن الصديق بما لم يعرفه ابن حجر ولا غيره!!!!
ومن الملاحظات أن مخرج الثبت بعد أن عدل عن السماع لإجازات المجاهيل التي فرح بعلوها،
غفل عن أن يصل إسناد الشيخ إليهم بالإجازة بعلو، فأحال بالسند النازل نفسه للعجيمي، ثم منه
للمجاهيل!!!!
وهكذا ينزل بشيخه حتى بالإجازة!!!!! والحقيقة أنني أحزن على هذا الشيخ الجليل الذي لم يقيّض
له من يخرِّج له ويخدمه بما يستحق، بل جاءه من ألصق جهالاته به!!!!! والحمد لله على كل حال،
والعوض على الله.
ومن المفارقات أن يروى صحيح البخاري والذي اشترط مؤلفه في الاتصال شرطاً شديداً وتطلب
التحقق من ثبوت أخذ الراوي عن شيخه أو لقائه وعدم الإكتفاء باحتمال ذلك أو المعاصرة، بمثل هذا
الإسناد الذي يتراوح رواته بين العدم وجهالة العين والكذب، وتحيل العادة اتصال الرواية فيما بينهم!!!!!
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وحبذا لو يعلق على الموضوع تلامذة الشيخ الناخبي والآخذين عنه من أهل العلم والمسندين، فإن
هذا الكتيب وإسناد البخاري خاصة قد أعده مخرِّجه ليكون مرجعاً لهم.
¥