تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فتَوَفَّرَ على العمل الإصلاحي، وعلى الزيارات والرحلات الدعوية، والأنشطة التربوية، بشكل أكثر من ذي قبل. وظلّ محبّوه في كل مكان وجميعُ من يعايشونه يتخوّفون عليه من اجتهاده البالغ، الذي كانت لاتسمح به له تداعياتُ انحرافاته الصحية، التي كان لايزال يعيشها منذ ذاك الوقت.

كان – رحمه الله – يحضر كالعادة يوم الثلاثاء: 8/ 4/1426هـ = 17/ 5/2005م مجلسه بعد صلاة العصر، إذ غصّ بالبلغم، وشعر إثر ذلك باضمحلال، فقصد بيته، وما لبث أن تحوَّل البلغم دمًا. ربما كان ذلك من أجل انصداع عرق المخّ، وما إن أدّى صلاة المغرب بشكل أو بآخر، إذ بدأ الدم يجري من كل من فمه وأنفه، مما استنزف دمه جلَّه بل كلَّه. وجرى الاتصال بأطبائه الذين حضروا فورًا، وأشاورا بإلحاقه عاجلاً بمستشفى بـMهردوئي L ووضعه تحت العناية المركزة. وما إن وُضِعَ في سيارة الإسعاف وتحرَّكت خارجةً من مدرسته حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

* * *

وقد خَلَّفَ رحمه الله وراءه أخوين يقتطن أحدهما بباكستان، وثانيهما يسكن مدينة Mعليجراه L بالهند، وكان له رحمه الله خمسة إخوة وأخت. كما خلّف زوجتهَ الصالحة وبنتهَ الوحيدة، التي هي زوجة الشيخ الصالح محمد كليم الله – حفظه الله – الطبيب النطاسي بالطبّ اليوناني العربي، الذي انتُخِبَ خليفةً له – رحمه الله – على جميع أعماله الدعوية والتربوية والتعليمية. ولهذه السيدة الصالحة ثلاثة بنين، هم: عليم الحق وفهيم الحق وسليم الحق، وثلاث بنات – حفظهم وحفظهن الله تعالى. وقد كان له رحمه الله ولدٌ صالح ورع تقي، هو الحافظ أشرف الحق، مات في شبابه عندما كان في 28 من عمره. وذلك عام 1395هـ / 1975م.

وخلفاؤه رحمه الله – الذين تربّوا عليه و تخرّجوا في التزكية والإحسان – نوعان: المجازون بالبيعة والمجازون بالصحبة. والنوع الأول عددهم 103، والنوع الثاني عددهم 36؛ فإجمالي عددهم 139.

والمجازون بالبيعة منتشرون في أقطار العالم؛ فهم في الهند 60، وفي باكستان 6، وفي بريطانيا – المملكة المتحدة – 1، وفي أمريكا 1، وفي إفريقيا 3، وفي السعودية 5، وفي بنغلاديش 27.

نبذة من بطاقته الشخصية

وُلِدَ رحمه الله يوم 7/جمادى الأولى 1339هـ الموافق 20/ ديسمبر 1920م بمدينة Mهَرْدُوْئِيْ L (Hardoie) بولاية Mأترابراديش L بالهند لأب صالح كان من أتباع الشيخ الكبير العلامة أشرف علي التهانوي والمشتغلين عليه في التزكية والإحسان، وهو الشيخ محمود الحق الذي كان من المحامين المبزرين بـMهردوئي L والمتخرجين من جامعة المسلمين بمدينة Mعليجراه L الشهيرة. وكان وطنه الأمّ بلدة Mبَلْوَل L (Palwal) المجاورة لدهلي العاصمة. فانتقلت أسرته أولاً إلى Mميروت L ثم إلى Mهردوئي L. ينتهي نسبه إلى محدث الهند الكبير الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي (958 - 1052هـ = 1551 - 1642م)؛ ومن هنا كان – رحمه الله – يُعْرَفُ بـMالحقيّ L .

ورغم أن والده كان مُثَقَّفًا بالثقافة العصريّة الإنجليزية، وكان يمارس مهنةَ المحاماة؛ ولكنه آثر لولده السعيد أن يكون عالمًا متقنًا من علماء الدين. وكان ذلك اختيارًا له من الله الذي بيده الخير. وقد قال المترجمون له: إنّ من لقنّه فاتحةَ القراءة هو العالم الرباني الشيخ السيد أصغر حسين الديوبندي أحد كبار أساتذة ومشايخ الجامعة الإسلامية دارالعلوم / ديوبند، المتوفى 1364هـ / 1944م. وقد أنهى – رحمه الله – حفظ القرآن الكريم ولم يتجاوز عمره (8) ثماني سنوات، وتلقّى مبادئ القراءة بالأردية والفارسية والعربية من الشيخ أنوار أحمد الأنبهتويّ المظاهري في مدرسة تابعة للجمعية الإسلامية بمدينة Mهردوئي L التي كان قد أسّسها والده الشيخ محمود الحق، الذي كان له شغف زائد بالأعمال الإسلامية الخيرية رغم تشاغله البالغ بمهنة المحاماة التي كان يزاولها، مما مَكَّنَه من التقدّم في دراسة العلوم الشرعيّة في عمره المبكر، فقصد عام 1349هـ / 1931م وهو في 10 من عمره مدرسةَ مظاهر العلوم بمدينة Mسهارنبور L التي هي صِنْوَةُ الجامعة الإسلامية دارالعلوم / ديوبند، والتحق بها يتعلم في المرحلة الابتدائية من التعليم العربي الديني.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير