تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال السخاوي في ((الجواهر والدرر)) [49]: ((ومن الكتب الكِبار التي قرأها في مدةٍ لطيفة: ((صحيح البخاري))، حدَّثَ به الجماعةَ من لفظه بالخانِقاه البيبرسية في عشرة مجالس، كل مجلسٍ منها أربع ساعات)) اهـ.

وذلك بعد سنة (820).

ثم سأل السخاويُّ شيخَه: هل وقع له استيفاء يومٍ كاملٍ في القراءة، كما وقع للخطيب؟ فقال: لا، ولكن قراءتي ((الصحيح)) في عشرة مجالس، لو كانت متوالية لنَقَصت عن هذه الأيام، ولكن أين الثُّريا من الثَّرى؟! فإن الخطيبَ -رحمه الله- قراءته في غاية من الصحة والجودة والإفادة وإبلاغ السامعين. انتهى كلام الحافظ.

قال السخاوي: إنما استدركَ -رحمه الله- جَرْيًا على عادتنا في التأدُّب وتواضُعًا، وإلا فقراءته -أيضًا- كانت كذلك، وهكذا كان دأبه: هضْم نفسِه على جاري عادة أهل العلمِ والدين [50].

- قراءة ((مسلم)) في خمسة مجالس. قال الحافظ في ((المجمع المؤسِّس)) [51] في ترجمة محمد بن محمد ابن عبداللطيف بن الكُوَيْك ت (821): ((وقرأتُ عليه ((صحيح مسلم)) في خمسة مجالس)) اهـ.

وقال في ((إنباء الغمر)) [52]: ((وقرأتُ عليه كثيرًا من المرويَّات بالإجازة والسماع، من ذلك ((صحيح مسلم)) في أربعة مجالس سِوى مجلس الخَتْم)) اهـ.

وفَصَّل السخاوي صِفة القراءة ووقتها فقال [53]: وقرأ ((صحيح مسلم)) ... في أربعة مجالس سِوى مجلس الخَتْم [54]، وذلك في نحو يومَيْن وشيء، فإنه كان الجلوس من بُكْرة النهار إلى الظهر ... ))، وكان سنة (813).

وعلى هذا الحِسَاب اعتبر السخاوي أن ما وقع لشيخه ابن حجر أجلّ مما وقع للفيروزآبادي من قراءة ((صحيح مسلم)) في ثلاثة أيام على ابن جَهْبَل [55].

- قراءة ((السنن الكبرى)) للنسائي في عشرة مجالس.

قال السخاوي في ((الجواهر)) [56]: ((وكذا قرأ كتاب النسائي الكبير على الشَّرَف (ابن الكُوَيك) المذكور في عشرة مجالس، كلُّ مجلسٍ منها نحو أربع ساعات، وسمعه بقراءته الفضلاء والأئمة ... وانتهى في يومِ عاشوراء سنة أربع عشرة وثمان مئة)) اهـ.

- قراءة ((السنن)) لابن ماجه في أربعة مجالس.

قال السخاوي في ((الجوهر)) [57]-أيضًا-: (([و] قد قرأ ((السنن)) لابن ماجه في أربعة مجالس)) اهـ.

- قراءة ((المعجم الصغير)) للطبراني في مجلس واحد.

قال الحافظ في ((المجمع المؤسِّس)) [58] في ترجمة عمر بن محمد ابن أحمد البالِسِي ثم الصالحي ت (803): ((قرأتُ عليه الكثير ... فمما قرأتُ عليه ((المعجم الصغير)) للطبراني، قرأته عليه في مجلسٍ واحدٍ بين الظهر والعصر)) اهـ. وعدَّ السخاويُّ [59] وابنُ فهدٍ هذه القراءة أسرعَ شيءٍ وقع للحافظ ابنِ حجر، ذلك أن هذا الكتاب يشتمل على نحوٍ من ألف وخمس مئة حديث، لأنه -أي الطبراني- خرَّج فيه عن ألف شيخٍ، عن كل شيخٍ حديثًا أو حديثين [60].

وكانت هذه القراءة في رحلته الشامية.

- قراءة ألف جزءٍ حديثي، وكتابة (10) مجلدات في مئة يوم.

قال البرهان البِقاعي في ((عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران)) [61] ((سمعتُ شيخَنا صاحبَ الترجمة (أي: الحافظ ابن حجر) غيرَ مرَّة يقول: إنه أقام في دمشق إذ ذاك (أي: في رحلته الشامية) [62] مئة يوم، فسمعَ بها نحو ألفَ جزءٍ [63] حديثي، لو جُلِّدت لكانت تقارب مئة مجلد، وكتب فيها عشر مجلدات، منها: [أطراف] [64] المختارة)).

قلت (البقاعي): هذا مع قضاءِ أشغاله، والتنقُّل في أحواله. وكتابةٍ بيِّنة وتطبيق [65] ما طبقه من الأجزاء، وهذه كرامة لا شكَّ فيها، فالله تعالى ينفعنا به آمين)) اهـ.

وذكر السخاوي في ((الجواهر والدرر)) [66] خبرَ هذه الرِّحلة، وما وقعَ له فيها من قراءةٍ للكتب في أقصرِ مدَّة، ثم قال: ((فمن هذه الكتب ما يكون مجلَّدةً ضخمة، ومنها ما يكون مجلَّدة لطيفة، فتكون نحو الثلاثين مجلدًا ضخمة، تكون نحو أربع مئة وخمسين جزءًا حديثيَّة، خارجًا عن الأجزاء الحديثية، وهي تزيد على هذا القَدْر.

هذا وقد علَّق -رضي الله عنه- في غضون هذه المدة بخطه، من الأجزاء الحديثية، والفوائد النثرية، والسماعات التي يُلحقها في تصانيفه، ونحوها: ثمان مجلدات فأكثر، وأطراف كتاب ((المختارة)) للحافظ ضياء الدين محمد بن عبدالواحد المقدسي في مجلد ضخمٍ، لو لم يكن له عَمَلٌ في طول هذه المدَّة إلا هي، لكانت كافية في جلالته)) اهـ.

* الحافظ الدِّيَمِي (908) *

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير