[من أروع ماقرأت --> أفراح الروح]
ـ[حروف]ــــــــ[24 - 06 - 2003, 01:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد ..
فكتاب " أفراح الروح " لسيد قطب، من الكتب التي لا تخلو المكتبات منه ..
لكني أتساءل ..
هل كل من طالعه وقرأه تدبره، ومن ثم عمل بما فيه!!
إنه يحوي - على الرغم من صغره - كماً هائلاً من النصائح و التوجيهات التي جعلها رحمه الله بأسلوب منمق جذاب لايمكن الانصراف عن مطالعته بعد البدء فيها ...
فجزاه الله خير الجزاء ..
وجعله في موازين حسناته ...
ومما يتميز به - أيضاً - الكتاب هو الأسلوب الشاعري، والوصف الجميل ..
الذي يسهل لجميع الطبقات فهمه بسهولة ...
وهذه مقاطع انتقيتها من كتابه الرائع "أفراح الروح":
((مد الحياة الزاخر هو ذا يعج من حولي ....
كل شيء إلى نماء وتدفق وازدهار ..
الأمهات تحمل وتضع، الناس والحيوان سواء، الطيور والأسماك
والحشرات تدفع بالبيض المتفتح عن أحياء وحياة ..
الأرض تتفجر بالنبت المتفتح عن أزهار وثمار ..
السماء تتدفق بالمطر، والبحار تعج بالأمواج ..
كل شىء ينمو على هذه الأرض ويزداد!.
بين الحين والحين يندفع الموت فينهش نهشة و يمضي ..
أو يقبع حتى يلتقط بعض الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات! ..
والحياة ماضية في طريقها، حية متدفقة فوارة ..
لا تكاد تحس بالموت أو تراه!!
قد تصرخ مرة من الألم، حين ينهش الموت من جسمها نهشة ..
ولكن الجرح سرعان ما يندمل، وصرخة الألم سرعان ما تستحيل مراحاً ..
و يندفع الناس والحيوان، و الطير و الاسماك، الدود و الحشرات ..
العشب و الأشجار، تغمر وجه الأرض بالحياة والأحياء! ..
والموت قابع هنالك ينهش نهشة ويمضى ...
أو يتسقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات!!.
الشمس تطلع، والشمس تغرب، والأرض من حولها تدور، والحياة تنبثق
من هنا و من هناك .. كل شيءإلى نماء .. نماء في العدد و النوع، نماء في الكم والكيف .. لو كان الموت يصنع شيئاً لوقف مد الحياة! ..
ولكنه قوة ضئيلة حسيرة، بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة ... !
من قوة الله الحى ... تنبثق الحياة وتنداح!!))
((عندما نعيش لذواتنا فحسب، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة ..
تبدأ من حيث بدأنا نعيش، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود ...
أما عندما نعيش لغيرنا، أي عندما نعيش لفكرة ..
فإن الحياة تبدو طويلة عميقة ... تبدأ من حيث بدأت الإنسانية ..
وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض!!))
((عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس ..
نجد أن هناك خيرا كثيرا قد لا تراه العيون أول وهلة! ...
لقد جربت ذلك .. جربته مع الكثيرين ..
حتى الذين يبدو في أول الأمر أنهم شريرون أو فقراء الشعور ...
شيء من العطف على أخطائهم وحماقاتهم، شيء من الود الحقيقي
لهم، شيء من العناية- غير المتصنعة- باهتماماتهم وهمومهم ...
ثم ينكشف لك النبع الخير في نفوسهم، حين يمنحونك حبهم ومودتهم
وثقتهم، في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك .. ))
((حين نعتزل الناس لأننا نحس أننا أطهر منهم روحاً، أو أطيب منهم
قلباً، أو أرحب منهم نفساً، أو أذكى منهم عقلأ: لا نكون قد صنعنا
شيئاً كبيراً .. لقد اخترنا لأنفسنا أيسر السبل وأقلها مؤونة!.
إن العظمة الحقيقية: أن نخالط هؤلاء الناس مشبعين بروح السماحة
والعطف على ضعفهم ونقصهم وخطئهم وروح الرغبة الحقيقية في
تطهيرهم وتثقيفهم ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع! .. ))
((إن الإنسان لجدير بأن يزداد إحساسآ بعظمة الله المطلقة كلما
نمت قوته لأنه جدير بأن يدرك مصدر هذه القوة كلما زادت طاقته
على الإدراك ... ))
((عندما نصل إلى مستوى معين من القدرة نحس أنه لا يعيبنا أن
نطلب مساعدة الآخرين لنا، حتى أولئك الذين هم أقل منا مقدرة!
ولا يغض من قيمتنا أن تكون معونة الآخرين لنا قد ساعدتنا على
الوصول إلى ما نحن فيه.
إننا نحاول أن نصنع كل شىء بأنفسنا، ونستنكف أن نطلب عون
الآخرين لنا، أو أن نضم جهدهم إلى جهودنا .. ؟ نستشعر الغضاضة
في أن يعرف الناس أنه كان لذلك العون أثر في صعودنا إلى القمة.
إننا نصنع هذا كله حين لا تكون ثقتنا بأنفسنا كبيرة أي عندما نكون
بالفعل ضعفاء في ناحية من النواحى ..
أما حين نكون أقوياء حقأ فلن نستشعر من هذا كله شيئأ ..
إن الطفل هو الذي يحاول أن يبعد يدك التى تسنده ..
وهو يتكفأ في المسير!.))
أتمنى أن تبدوا لي رأيكم فيه ..
وتقبلوا تحياتي ...
محبة الفصحى ..
** حـ: cool: ــروف **
ـ[تميم]ــــــــ[12 - 07 - 2003, 03:40 م]ـ
تسلم (يدياتك) حروووووف
حقا يتميز سيد قطب باسلوبه العذب الممزوج بجزالته الادبية المعروفة
احترامي لك
تم تم
ـ[فجر]ــــــــ[29 - 07 - 2003, 07:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعجبني كتاب (أفراح الروح) لسيد قطب. فجزاكم الله خيرا:)