[((المذهب الواقعي)) ....... -- نبذة مختصرة -- برؤية منصفة ..]
ـ[السمو]ــــــــ[11 - 11 - 2003, 10:22 م]ـ
المذهب الواقعي REALISM
هو مذهب أدبي فكري .. أساسه المادية ..
تاريخه:
و قد ظهر في النصف الأول من القرن التاسع عشر و ما بعده.
و يرتبط ظهور هذا المذهب بانتشار الفلسفات: الوضعية و التجريبية و المادية الجدلية (عقيدة الشيوعية) في أوربا ..
و من ثم بدأ تأثير هذه الفلسفات بالتحول إلى الفنون و الآداب ..
أسسه و أفكاره:
و من أظهر أفكار هذا المذهب الإلحاد وإنكار الغيب.
و تصوير الإنسان كائناً حيوانياً .. خالي العقل تسيِّره غرائزه .. !
و يتميز عن الكلاسيكية و الرومانسية أن أدباءه قد اتجهوا إلى تصوير حياة الطبقة الدنيا من المجتمع و لفت الأنظار إليها و مناقشة متاعبها و مشكلاتها ..
و عبر هذه الدراسات و النصوص و الأعمال الأدبية تكَوَّن هذا المذهب الأدبي المسمى بالواقعي.
أنواع المذهب الواقعي:
و ينقسم هذا المذهب إلى عدة واقعيات تشعبت بسبب اختلافها في بعض المبادئ الثانوية إلا أنها تتفق في الأساسيات ..
و من أهم هذه الواقعيات: الواقعية الانتقادية , الواقعية الطبيعية , الواقعية الاشتراكية:
-------
الواقعية الانتقادية:
تتميز بأن مدارها قائم على فكر التشاؤم ..
فهي تعالج مشكلات المجتمع و قضاياه .. و لكنها تركز بشكل كبيرة على جوانب الشر و الفساد فيه و تقوم بانتقاده و إظهار عيوبه و تسليط الضوء عليها ..
و التشاؤم فيها عنصر يعد من أصول الحياة ..
و القصة هي مجال الواقعية الانتقادية الأكبر و تليها بعد ذلك المسرحية ..
و من أشهر قصاصيها الأديب الفرنسي (بلزاك) صاحب الرواية المشهورة (الملهاة الإنسانية) ..
و (شارلز ديكنز , تولستوي ,و إرنست همنغواي).
----
الواقعية الطبيعية:
تتفق مع الواقعية الانتقادية في جميع مبادئها بل و تزيد عليها في تأثرها الكبير بالنظريات العلمية و تدعو بشدة إلى تطبيقها في مجال العمل الأدبي.
و تقوم أيضاً على أن الإنسان حيوان تتحكم به غرائزه تماماً ..
و بسبب الجنوح الشديد إلى العلمية فيها؛ فإن كل شيء في الإنسان يمكن تحليله .. فسلوكه و فكره و مشاعره ترجع إلى إفرازات غددية.!
من أعلام هذه الواقعية الطبيعية:
الأديب الفرنسي (أميل زولا) و هو رائد هذه الواقعية .. و له قصة شهيرة (الحيوان البشري) ضمن فيها مبادئ واقعيته , و كذلك طبق نظريات (دارون) في التطور , و (مندل) في الوراثة , و (كلودبرنارد) في الطب.
و من كتابها (فلوبير) صاحب قصة (مدام بوفاري).
---
* الواقعية الاشتراكية:
المذهب الأدبي الرسمي المعتبر في دول الشيوعية روسيا و الصين ..
يتميز بأنه تجسيد للرؤية الماركسية للأدب .. و تقوم على مبادئ الفلسفة المادية الجدلية ..
بعض أفكارها:
أن النشاط الاقتصادي في نشأته و تطوره هو أساس الإبداع الفني. . و لذلك فيجب توظيف الأدب في خدمة المجتمع ..
و بحكم صفة الاشتراكية في هذا المذهب فلابد أن يكون مدار العمل الأدبي فيه قائماً على تصوير الصراع الطبقي .. بين طبقة العمال و الفلاحين و طبقة الرأسماليين و البرجوازيين .. و يجعل الثانية مصدر الشرور في الحياة .. فيدينهما و يكشف عيوبهما .. , و ينتصر للفلاحين و العمال و يظهر جوانب الخير و الإبداع فيهم ..
و تقوم هذه الواقعية أيضاً على الإلحاد و إنكار الديانات و العقائد السماوية ..
و الأديب الروسي (مكسيم جوركي) أول من استخدم اصطلاح الواقعية الاشتراكية في كتاباته ..
ميدان هذا المذهب:
القصة .. ثم المسرحية , ثم دخلت أخيراً إلى الشعر .. و بعده إلى كل الأجناس الأدبية ..
من أشهر أدباء الواقعية الاشتراكية: (مكسيم جوركي , حمزانوف , شولخوف , جورج لوكاش) و روجيه جارودي قبل إسلامه ..
الواقعية برؤية إسلامية:
الإسلام دين يحث على الاهتمام بالمجتمع و البحث عن ما يصلحه و يعود عليه بالنفع ..
و من ذلك مناقشة القضايا الهامة و إيجاد الحلول لها , و النظر إلى حال الأمة و وصف و رصد ما يعتريها من تغيرات ..
و هذا هو الأدب الصحيح الذي حادت عنه الواقعية حينما استمدت فكرتها من الوثنية و الفلسفات البشرية المنحرفة.
و القدر في الواقعية أساس الشر و محوره .. و الحياة لديها سوداوية اللون حالكة الظلام .. و التشاؤم يسيطر على فكرتها تماما ..
تسليط الضوء على نقاط السوء و العيب في المجتمع , و التهييج لتغييره و الثورة ضد كل ما يعرقل تبديله ..
إلا أنها لا تقدم بديلاً .. كما أنها تقوم دون منهج واضح صحيح ..
و دون تخطيط أو تنظيم ..
الإنسان في نظر الواقعية حيوان غرائزي .. ليس للجانب الروحي فيه مكان .. بل تسيطر عليه غرائزه و تتحكم في أفعاله ..
و لكن الإسلام يصور الإنسان جسداً و روحا .. و لكل منهما حقه و ميزته و حاجاته ..
أخيراً:
نستطيع إيجاز كل ما سبق عن المذهب الأدبي الواقعي .. في أنه قد تشرب بالنظرية الفلسفية التي تقول: (إن الحياة قد بنيت على الشر).
و الحمدلله أولاً و آخرا ..
انتهى.
¥