هل يُستحسنُ الجهلُ أحياناً؟
ـ[بوحمد]ــــــــ[04 - 11 - 2003, 01:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول محمد بن إسحاق الواسطي (وجدته في روضة العقلاء ص120):
لئن كنتُ محتاجاً إلى الحلمِ إنني=إلى الجهل في بعض الأحايين أحوجُ
ولي فرسٌ للحلمِ بالحلم مُلجم=ولي فرسٌ للجهل بالجهل مسرجُ
فمن شاء تقويمي فإني مقوِّمُ=ومن شاء تعويجي فإني معوِّجُ
وما كنت أرضى الجهل خِدناً ولا أخاً=ولكنني أرضى به حين أحرجُ
فإن قال بعض الناس: فيه سماجةٌ=فقد صدقوا، والذّل بالحر أسمجُ
بعض الأحايين؟!! (عجز البيت الأول)
هي هي تصغير "أحياناً"؟ وما الذي يضيفه التصغير هنا للمعنى؟
وهل "أحياناً" هي جمع "حين"؟ وما الفرق بينها وبين "وقت"؟
وما إعراب "ولي فرسٌ" في البيت الثاني؟ وهل يتغير الإعراب إذا كانت ياء "لي" ساكنة أو مفتوحة؟
سؤال أخير (إن أذنتم لي):
الفاصلة (،) المستخدمة وسط الجملة هل تؤثر على الأعراب إذا فُقدت؟ خذوا عجز البيت الأخير كمثال.
وأخيراً .. لا تنسوا –جزاكم الله خير- العنوان.
بوحمد
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[04 - 11 - 2003, 03:09 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأستاذ بو حمد: حين جمعها: أحيان، وجمع أحيان: أحايين، فهي جمع الجمع.
لي فرس: خبر مقدم ومبتدأ مؤخر. ويجوز فتح ياء النفس، و يتخلص به عن التقاء الساكنين، كقوله، تعالى: (يا عباديَ الذين أسرفوا) وقال الشاعر:
دعاني الغواني عمهن وخلتني ** ليَ اسم ...
الفاصلة علامة ترقيم تعين القارئ على معرفة ارتباطات الكلمات، وتمام المعاني. فلا تؤثر في الإعراب بذاتها، لكنها تبين نهاية الجملة، وموقعا يحتاج دقة ومعرفة، ففي كتاب (أعجب العجب) للزمخشري، لما ذكر حذف نون (يكون) المجزوم قال: ولا يقاس عليه، مثل يمون، ويهون ...
فالمحقق وضع الفاصلة بين عليه و (مثل) و (مثل) نائب فاعل للفعل (يقاس) المبني لما لم يسم فاعله، و الأصل أن الفاصلة لا تفصل بين ما بينهما صلة كالفعل وفاعله، والمبتدأ وخبره، ونحوهما.
قال، تعالى: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عاقبتم به) فلو رددت على أحد جهالته بمثلها فلا بأس، مالم تكن جهالة مستقبح ردها، ففي الحديث: (إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه). قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: (يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه).
ومع هذا فالحلم والصبر وغض الطرف أجمل.
ـ[ابن الفصيح]ــــــــ[04 - 11 - 2003, 03:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لأخي أبي حمد على أسئلته الرائعة.
أجاد أستاذي خالد في الرد ولي إضافة متواضعة كتواضع علم صاحبها.
فيما سمعته عن أحد شيوخنا الأفاضل وهو الشيخ عبد الله المطلق قوله: يحسن بنا أن نتجاهل عن أشياء نعلمها لأن في المواجهة ما لا تحمد عقباه.واستشهد بمقولة لأحد الأئمة في هذا الجانب.
والتجاهل هو التغافل وهو عكس الجهل تماما وهو محمود أحيانا، فهو رفع النظر عن أمر مع العلم به. كأن تسمع كلمة نابية من أحدهم فتتجاهل سماعها.
ولا أجمل من البيت المشهور الذي يقول:
ليس الغبي بسيد في قومه ... لكن سيد قومه المتغابي.
محبكم.
ـ[بوحمد]ــــــــ[04 - 11 - 2003, 09:56 م]ـ
جزاكما الله خيراً أساتذتي الأفاضل ..
إذن "أحايين"الجمع، هي أيضاً جمع "أحيان" .. ولكن ما الفائدة من جمع الجمع؟ فهل هو بديل لصيغة المبالغة؟ وهل هناك مثال آخر على جمع الجمع؟ وإذا كان للجمع جمع، أفلا يمكن أن يكون للمفرد مفرد على سبيل التصغير مثلاً؟ (مجرد استفسار).
وإذا أردنا تصغير مثل هذا النوع من جمع الجمع، فكيف نقول؟
وما الفرق بين "بعض الأوقات" و "بعض الأحيان"؟ (بإعتبار أن اللغة العربية لا ترادف فيها).
بارك الله فيكم ونفعنا بعلمكم ..
بوحمد