[حديقة الإنسان]
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[24 - 09 - 2003, 09:24 م]ـ
هناك انكسارات في حياة الإنسان تتكالب عليه فيها العوادي، ويشعر أن كثيرين ينهشون من لحمه في آن واحد. يصاب بالدهشة حين يعلم
انسلاخ الإنسان من منهجه وربما من إنسانيته، حين يخلع جلبابها ليرتدي ذاك القباء المتوحش.
عوى الذئب فاستأنستُ بالذئب إذ عوى ** وصوّت إنسانٌ فكدت أطيرُ
هذه القصيدة قد تصدق على مجتمع بني الإنسان حين يرتدون تلك الثياب.
وَلَدي يزور حديقةَ الحيوانِ ** ويعود يحكي لي كوصف عيانِ
ويقول: يا أبتي رأيتُ مَشَاهداً ** تَدَعُ الحليمَ هناك كالحيرانِ
إنّي رأيتُ الذئبَ يظهرُ بأسَهُ ** في نعجةٍ منهدَّةِ الأركانِ
ورأيتُ قرداً فاسقاً متلصصاً ** يرنو إلى أُنثى لدى الجيران
ورأيتُ ديكاً مُتْخَماً شَبَعاً ولم ** يَرْمِ الفُتاتَ لجارهِ الجوعانِ
ورأيتُ ليثاً خائراً متخاذلاً ** وعرينه تلهو به الجرذانِ
ورأيتُ صقراً غافلاً .. وإناثُهُ ** مفتونةٌ بالبومِ والغِربانِ
ورأيتُ ثوراً كم يظنُّ خُوارَهُ ** شَدْواً كشدوِ بلابل البُستانِ
ورأيتُ دُبَّاً كالكثيب ضخامةً ** ويظنُّ قامتَهُ كغُصن البانِ
ورأيت للحرباء ألفَ عباءةٍ ** لِتَبَدُّلِ الأحوالِ والأزمانِ
والثعلب المكار يمشي خاشعاً ** متظاهراً بالزُّهد والإيمانِ
فصرختُ: أَقْصِر يا بُنَيَّ ولا تَزِدْ ** وصفاً .. فتلك حديقة الإنسانِ
لَلذِّئب أرقى مِن بني الإنسان إنْ ** عاشوا بغير المنهج الربَّاني
ـ[صالح العمري]ــــــــ[25 - 09 - 2003, 06:49 ص]ـ
قصيدة معبّرة ..
وأسلوب موفق ..
ونقل مشكور ..
جزاك الله خيرا يا أستاذ ..
أخوك:
صالح