[في رثاء المجاهد العظيم أبي الوليد الغامدي رحمه الله ....]
ـ[صالح العمري]ــــــــ[21 - 04 - 2004, 10:52 م]ـ
موكب الشهداء
في رثاء المجاهد أبي الوليد عبدالعزيز الغامدي
شعر: صالح بن علي العمري- الظهران
هل غادرَ الشهداءُ في عُرسِ الدمِّ؟! = أم هل رأيتَ الصدقَ بعدَ توهّمِ؟!
هل سرّكَ الإقدامُ في زمنِ الونى = أم هل شممِتَ المسكَ من جسدِ الكَمِي؟!
أرأيت موكبَهم وفي قسماتِهم = نورُ الخلودِ .. ونضْرةُ المتبسّمِ؟!
أقرأتَ في صفحاتِهم قصصَ الفدا = تُحيي الكرامةَ في السَّوادِ الأعظم!!
أسمعتَ آياتِ اليقينِ، ورجْعُها = يطوي الأسى عن حاضرٍ متجهّم؟!!
الحافظون إخوّة الإسلامِ في = عصرِ الجَفا والمَعْهدِ المتصرّمِ
الثابتون على مواثيقِ التُّقى = في اليُسرِ أو في الموقفِ المتأزّم ِ
الصابرون على مقارعةِ العدا= في غربةِ الدَُنيا .. وسطوِ المجرم ِ
الصامدون على محكِّ شدائد ٍ= هوجاءَ تطحنُ كلَّ صخرٍ أعجمي
الباسمون على تصاريفِ القضا = كتبسّمِ اللهفانِ عند المغنم ِ
الواثقون بنصرِ من فلقَ الدُّجى = بالفجر من بعد السواد المُظلم ِ
يا أخوةً كانت هنا أجسادُهم = تعلي اللوا، والروح فوق الأنجم ِ
من كل نفسٍ بالمرارة تصطلي = من كل قلبٍ بالرجولة ِ مُفعم ِ
من كل روحٍ رفرفت لم يُثنها = إرجافة ُ الجافي وثٌقْلُ المَغْرم ِ
لمّا رأوا ساح الجهاد كسيفةً = وثبوا وثوبَ الواثق المتقدَّم
والعيشُ في زمن المذلّة ميتةٌ = والشهدُ في كأسِ الونى كالعلقم ِ
كم جهبذٍ بمدى النفاق تقطّعت = أوصاله كالشامخ المتهدمِ
ألفا أبي لؤلؤة المجوسيِّ انتخى = بالغدر مختفيا وألفا ملجم!!
والله ما خطرت لنا ذكراكمُ = إلا ندمت ولات ساعة مندم ِ
حتفُ الشهيد بهجْمةٍ فتاكّة ٍ = وأنا شرقتُ بمشربي وبمطْعَمي!!
عبدالعزيز .. أبا الوليدِ تحيّة ً = يا صوت توحيد ٍ ونخوة مسلم ِ
يا نهضةً .. يا صرخةً علويّة ً = يا نورَ آمالٍ .. ونفحة بلسم ِ
يا قاهرَ الروسِ الصلابِ على الضنى = في عزمِ مقدامٍ ووثبة ضيغم ِ
تبكيك أمتُنا الأسيفةُ فاستمع = شجنَ اليتيمة ِ وانتحابَ الأيّم ِ
اغسل بدفقِ دِمَاك رانَ قلوبنا = وأنرْ بعزمِك كلَّ ركنٍ مظلم ِ
لي في رحيلِك لوعةٌ قلبيّة ٌ = ومشاعرٌ فوّارةٌ لا تُنْظّم ِ
لم تهنَ بالعيشِ الرغيدِ على الأذى = وبلادنا تغلي على قِدْرِ الدَّمِ
أوقفتَ في دربِ الفدا عمرَ الصِّبّا = ونشأتَ في ظلّ الإلهِ المنعمِ
وتفتحَ القلبِ الغضيضِ على السنا = كالنورِ يعقبه انبلاج البُرعم ِ
وشغفت بالجنّات من أوصافها = لم تُلْهِكَ الدنيا وصَرْفُ الدرهم ِ
صفحات عمرك مغنمٌ في مغنمِ = وكتابُ غيرك مأثمٌ في مأثمِ
وجفوت عن دنيا زهت بسرابها = عن عذل عاذلها ولومِ اللُّوّم ِ
وصرختَ في وجهِ انتماءاتِ الثرى: = إنّي إلى نسبِ العقيدةِ أنتمي
ما ضرّ شرعي قلّةٌ أو كثرةٌ = ما دمتُ في كنفِ العزيزِ الأعظم ِ
إن ضاقَ عيشي يا رفاقُ فإنني = قد هِمْتُ بالعيشِ الرحيبِ الأكرم ِ
ولئن تقحّمت ُ القلاع بقلّة ٍ = فاذكر بهم نفرا بدار الأرقم ِ
في الثغرِ أحلامي ومنبتُ عزّتي = ونسيمُ أشواقي ومنبعُ زمزمي
فعليك من ربي شآبيبُ الرضا = واللهُ حسبي في القضاءِ المؤلم ِ
عُقبى المجاهدِ رفعةٌ وكرامةٌ = وعدوهُ الباغي وقودُ جهنّم ِ
يا أمةً تجني الأسى، وكتابها = يهدي القلوب إلى الصراط الأقوم ِ
يجتالها الوغدُ الحقودُ فتنحني = وجراحُها السوداءُ راعفةُ الدم ِ
اللهُ أعلاها وصان كيانها = فعثا الخلاف بصفّها المتثلّم ِ
لكن ْ إذا أذنَ الإلهُ بنصرِها = نهضتْ نهوضَ الماردِ المتجهّم ِ
قد يبطيءُ النصرُ اليسيرُ مكيدةً = في طلعةِ النصرِ الأعز ِّ الأدوم ِ
لايُرتجى ميلادُ جيلٍ باسم ٍ = إلا على غصصِ المخاضِ المؤلم ِ
انظر لطلعتِه فإني ناظرٌ = كالفجر يبزغُ ... كالقضاءِ المُبْرَم ِ
ـ[السراج]ــــــــ[23 - 04 - 2004, 10:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الصابرون على مقارعةِ العدافي غربةِ الدَُنيا .. وسطوِ المجرم ِ
الصامدون على محكِّ شدائد ٍهوجاءَ تطحنُ كلَّ صخرٍ أعجمي
الباسمون على تصاريفِ القضاكتبسّمِ اللهفانِ عند المغنم
شكراً لشاعر الفصيح على الرائعة في رثاء القائد أبي الوليد ..