[(ياسماء) البصري]
ـ[أناالحزين]ــــــــ[30 - 05 - 2004, 10:19 م]ـ
(ياسماء)
كيف تَرقَى رُقِيَّكَ الأنبياءُ يا سماءَ ما طاوَلَتْها سماءُ
لَمْ يُساوُوك في عُلاكَ وقَدْ حا لَ سناً مِنك دونَهم وسَناءُ
إنما مَثَّلُوا صِفاتِك للنا سِ كما مثَّلَ النجومَ الماءُ
أنتَ مِصباحُ كلُ فضلٍ فما تَصْـ ـدُرُ إلا عن ضوْئِكَ الأضواءُ
لكَ ذاتُ العلومِ من عالِمِ الغَيْـ ـبِ ومنها لآدَمَ الأسماءُ
لم تَزَلْ في ضمائرِ الكونِ تخُتا رُ لك الأُمهاتُ والآباءُ
ما مضتْ فَترةٌ من الرُّسْلِ إلاَّ بَشَّرَتْ قومَها بِكَ الأنبياءُ
تتباهى بكَ العصورُ وتَسْمو بكَ علْياءٌ بعدَها علياءُ
وبَدا للوجودِ منك كريمٌ من كريمٍ آبَاؤُه كُرماءُ
نَسَبٌ تَحْسِبُ العُلا بِحُلاَهُ قَلّدَتْهَا نجومَها الجَوزاءُ
حبذا عِقْدُ سُؤْدُدٍ وفَخَارٍ أنتَ فيه اليتيمةُ العَصْماءُ
ومُحَيًّا كالشمس منكَ مُضِيءٌ أسْفَرَتْ عنه ليلةٌ غَرّاءُ
ليلةُ المولدِ الذي كان للدِّيـ ـنِ سرورٌ بيومِهِ وازْدِهاءُ
وتوالَتْ بُشْرَى الهواتِفِ أن قدْ وُلِدَ المصطفى أو حُقَّ الهَناءُ
وتَدَاعَى إيوانُ كِسْرى ولَوْلا آيةٌ مِنكَ ما تَدَاعَى البناءُ
وغَدا كلُّ بيتِ نارٍ وفيهِ كُرْبَةٌ مِنْ خُمودِها وبَلاءُ
وعيونٌ لِلْفُرسِ غارَتْ فهل كا نَ لنِيرانِهِمْ بها إطْفاءُ
مَوْلِدٌ كان منهُ في طالعِ الكُفْـ ـرِ وَبالٌ عليهِمُ ووَباءُ
فهنيئاً به لآمِنَةَ الفَضْـ ـلُ الذي شُرِّفَتْ به حوَّاءُ
مَنْ لَحِوّاءَ أنها حملَتْ أحْـ ـمَدَ أو أنها به نُفَسَاءُ
يوْم نَالت بِوَضْعِهِ ابنَةُ وَهْبٍ مِنْ فَخَارٍ ما لم تَنَلْه النِّساءُ
وَأتَتْ قومَها بأفضلَ مما حمَلَتْ قبلُ مريمُ العذراءُ
شمَّتَتْه الأَملاك إذ وضَعَتْهُ وشَفَتْنَا بِقَوْلِها الشَّفّاءُ
رافعاً رأسَه وفي ذلك الرّفْـ ـعِ إلى كل سُؤْدُدٍ إيماءُ
رامِقاً طَرْفُه السماءَ ومَرْمَى عينِ مَنْ شَأْنُهُ العُلُوُّ العَلاءُ
وتَدَلَّتْ زُهْرُ النُّجومِ إليهِ فأضاءت بِضوئها الأرجاءُ
وتراءَتْ قصورُ قَيْصَر بالرُّو م يَرَاها مَنْ دَارُهُ البَطحَاءُ
وَبَدَتْ في رَضَاعِهِ مُعْجِزَاتٌ لَيْس فيها عنِ العيونِ خَفاءُ
إذْ أَبَتْهُ لِيُتْمِهِ مُرْضِعاتٌ قُلْنَ ما في اليتيمِ عَنَّا غَنَاءُ
فأتتهُ من آلِ سعدٍ فتاةٌ قد أبَتْهَا لِفَقْرِها الرُّضَعاءُ
أَرْضَعتْه لِبَانَها فَسَقَتْها وَبِنيها أَلبانَهُنَّ الشَّاءُ
أصْبَحَتْ شُوَّلاً عِجافاً وأمْسَتْ ما بِها شائلٌ ولا عَجْفاءُ
أخصب العيش عنده بعد محل إذ غدا للغبيِّ منها غِذاءُ
يا لَها مِنَّةً لقدْ ضُوعِفَ الأَجْـ ـرُ عليها من جِنْسِها والجزَاءُ
وإذا سَخَّرَ الإلهُ أُناساً لسعيدٍ فإنهم سُعَداءُ
حَبَّة أَنْبَتَتْ سَنَابِلَ والعَصْفُ لَدَيهِ يَسْتَشْرِفُ الضُّعَفاءُ
وَأَتَتْ جَدُّهُ وقد فَصَلَتْهُ وبِها مِنْ فِصَالِهِ البُرَحَاءُ
إذ أحاطتْ به ملائكةُ اللهِ فظنَّتْ بأنهم قُرَنَاءُ
ورأى وَجْدَها به ومِنَ الوَجْدِ لهيبٌ تَصْلَى بهِ الأحْشاءُ
فَارَقَتْهُ كُرْهاً وكان لَدَيْها ثاوِياً لا يُمَلُّ مِنْه الثَّواءُ
شُقَّ عنْ قَلْبِهِ وَأُخْرِجَ مِنْه مُضْغةٌ عِنْد غَسْلِهِ سوداءُ
خَتَمَتْهُ يُمْنَى الأمِينِ وقد أُو دِعَ ما لم تُذَع له أَنْباءُ
صانَ أسرارَه الخِتامُ فلا الفَضْـ ـضُ مُلِمٌّ بهِ وَلا الإفضاءُ
أَلِفَ النُّسْكَ والعبادةَ وَالخَلْـ ـوَةَ طِفْلاً وهكذا النُّجَبَاءُ
وإذا حَلَّتِ الهِدايةُ قَلْباً نَشِطَتْ في العبادَةِ الأعضاءُ
بعَثَ الله عندَ مَبْعَثِهِ الشُّهْبَ حِراساً وضاقَ عنها الفضاءُ
تَطْرُدُ الجِنَّ عن مقاعدَ للسَّمْعِ كما تَطْرُدُ الذِّئابَ الرِّعاءُ
فَمحَتْ آيةُ الكَهانَةِ آيا تٌ مِنَ الوحْي ما لَهنَّ امِّحاءُ
ورأتْهُ خديجةٌ وَالتُّقَى والز هْدُ فيه سجيَّةٌ والحياءُ
وأتاها أنَّ الغَمامةَ والسر حَ أَظَلَّتْهُ منهما أفياءُ
وأحاديثُ أنَّ وَعْدَ رسولِ اللهِ بالبعثِ حانَ منه الوفاءُ
فدَعَتْهُ إلى الزواجِ وما أحْـ سنَ ما يبلغُ المُنى الأَذكياءُ
وأتاهُ في بيتها جَبْرَئيلٌ ولِذِي اللُّبِّ في الأُمورِ ارْتياءُ
فأماطت عنها الخِمارَ لتَدْرِي أَهُوَ الوحْيُ أم هو الإغماءُ
فاختفى عند كشفِها الرأْسَ جُبْريلُ فما عادَ أو أُعيدَ الغِطاءُ
فاستبانت خديجةٌ أنه الكنْـ ـزُ الذي حَاوَلَته والكِيمِياءُ
ثم قام النبيُّ يدعو إلى اللهِ وفي الكُفرِ نَجْدَةٌ وإباءُ
أُمَماً أُشرِبَتْ قلوبُهُم الكُفـ ـر فَدَاءُ الضِّلالِ فيهم عيَاءُ
ورأينا آياتِه فاهتدَيْنَا وإذا الحقُّ جاء زالَ المِراءُ
رَبِّ إنَّ الهُدى هُداك وَآيا تُكَ نورٌ تَهْدي بها من تشاءُ
كم رأيْنَا ما ليس يَعْقِلُ قد أُلْـ ـهم ما لَيْسَ يُلْهَمُ العُقلاءُ
إذ أبى الفيلُ ما أتى صاحبُ الفيلِ ولم ينفعِ الْحِجا والذكاءُ
والجماداتُ أفصحت بالذي أُخْرِ سَ عنه لأَحمدَ الفُصَحاءُ
ويْحَ قومٍ جَفَوا نَبِيَّاً بأرضٍ أَلِفَتْهُ ضِبَابُها والظِّباءُ
وَسَلَوهُ وَحَنّ جِذْعٌ إليه وَقَلَوْهُ ووَدَّهُ الغرَباءُ
أخرَجوه منها وآوَاهُ غارٌ وَحَمَتْهُ حَمامةٌ وَرقاءُ
وكَفَتْه بِنسجْها عنكبوتٌ ما كفَتْهُ الحمامةُ الحَصْداءُ
وَاختفى منهمُ على قُرْبِ مَرْآ هُ وَمن شِدَّةِ الظهورِ الخَفَاءُ
وَنَحا المصطفى المدينةَ وَاشتا قتْ إليه من مكّةَ الأَنحاءُ
وَتغنّتْ بِمَدحِه الجِنُّ حتّى أَطْرَبَ الإنسَ منه ذاك الغِناءُ
واقتفى إثرَهُ سُراقَةُ فاستَهْـ ـوتْهُ في الأَرْضِ صافِنٌ جَرْداءُ
ثم زادهُ بعدَ ما سِيمَتِ الخَسْـ ـفَ وقد يُنْجِدُ الغريقَ النِّداءُ
فطوَى الأَرضَ سائراً والسموا تِ العُلا فوقَها له إسراءُ
فصِف الليلةَ التي كان للمُخْـ ـتارِ فيها على البُراقِ استواءُ
وتَرقى به إلى قابِ قَوْسَيْـ ـن وَتلكَ السيادةُ القَعْساءُ
رُتَبٌ تَسْقُط الأَمانيُّ حَسْرَى دونَها ما وراءَهن وَرَاءُ
ثم وَافَى يحَدِّثُ الناسَ شُكْراً إذ أتته من ربِّه النَّعْماءُ
وتَحَدَّى فارتابَ كلُّ مُريبٍ أوَ يَبْقَى مع السُّيولِ الغُثَاءُ
وهُوَ يدعو إلى الإله وَإن شَـ ـقَّ عليه كفرٌ به وازدِراءُ
وَيدُلُّ الورَى على الله بالتَّوْ حيدِ وهُوَ المَحَجَّةُ البَيْضاءُ
¥