تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مركب الأحلام]

ـ[سلاف]ــــــــ[01 - 09 - 2003, 11:47 ص]ـ

أيّ نايٍ ساحرٍ أيّ وترْ= جاءني عزفهما عند السّحرْ

رقصت روحي على إيقاعه= وانتشى الوجدان من حشد الصور

قلمُ الفكر على أفْقِ الرؤى= بمداد الحلمِ تهويماً سطرْ

يا لألفاظٍ بسبك ضُفِّرت= في جديلاتٍ لشِعْر لا شَعَرْ

مركبَ الأحلام خذني جولةً= أظلمت نفسي وأعياها الضّجرْ

خيزان الخيرِ جودي وامنحي= قلبي المنهوكَ إذنا للسفر

كان عندي ذات يومٍ مركبٌ= حيثما قلت له خذني مخرْ

راقصَ الأمواج في إبحاره= فهما خدنانِ طبعاً وقدَرْ

كنت قد أثقلته حُلْما وما= أدركت عيني به حدّ الخطرْ

كان ربّانا له قلبي الذي= من دنان الحلمِ أوهاه السّكَرْ

مركبي كم هام في تجواله= وبوحل الواقع المضني استقرْ

هذه سمراءُ في الحلم فقطْ= وهي فيه أغنياتٌ وصورْ

وجهها ما كان إلا ضحكةً= كشعاع الشمس في الأفق انتشر

قلت في النور إذن لي موضعٌ = فإذا الضاحك في وجهي بسرْ

وإذا الفجر دخانٌ أسودٌ = دونه الليل إذا الليل اعتكرْ

وإذا الشهد الذي أملته=صار في حلقي له وخز الإبرْ

وإذا لا قيت سمرا صدفةً = شككتني أهْيَ لحمٌ أم حجرْ

ضحكت لكنّما ضحكتها= وقعها عندي كزامور الخطرْ

خلتها حظي الذي يبسم لي = كلما صدّقته بي قد غذرْ

ويح قلبٍ لم يزلْ يعشقها=كلما سار على الدرب عثرْ

كيف صارت خنجرا في خافقٍ= عشق الطعنة منها وانتحرْ

إنني من أمة حالمةٍ = إن أفاقت لم تجدْ منه أثَرْ

كم أناشيدٍ بحلمٍ أُنْشِدت= عن ربا يافا ونهرٍ وبحرْ

سكب الناس دماهم صدّقوا= أنّ من قادهم في الحَلْفِ برّ ْ

شطب الميثاق واستنجى بما= من نجيع سالَ، جهْراً ما استترْ

نحن كالأغنامِ في أمتنا= ومن الأغنامِ من يدفعُ شَرْ

بل نباتاتٍ غدونا كلّ من= لاحتطابٍ رام منها قد نشرْ

أشعلوا الثورة هبّوا ثم (بسْ) = قال فانصاعوا له في المؤتمرْ

ثورةٌ مذ أسّست مقصدها= أنّ إسرائيلَ حقّ معتبرْ

وفلسطين هي الشبر الذي= تحت بسطار يهودٍ محتَقرْ

وحدة الأوطان قالوا ويلهم= أي توحيد بعهرٍ قد سفَرْ

لا يبيع الأرض إلا أهلها= إنها والله من إحدى الكُبَرْ

إنّ شبرا ليس يحوي صفداً= أنا منه ساخرٌ فيمن سخَرْ

وطن دحلانُ من أبطاله = ورجوب قائد فيه اشتهر

وطنٌ رايته ملعونةٌ = والكزينو فيه عنوان الخفرْ

ذنْبُ من قدّس حدّاً خطه = في بلادي سِيْكِسٌ لا يُغْتفَرْ

والكيانات التي أنشأها= ليهودٍ فصلت كالمؤْتَزَرْ

إمبراطورية كم عندنا = فوقها في القدْرِ والطيب البَعَرْ

أيّ علجٍ لم يبلْ في وجهنا = بعدما من قادةٍ نال الوطرْ

كلّ أرضي أصبحت سيليّةً=ما بها إلا أريحا وقطرْ

كل شبرٍ ضيعته أمتي= شبّ في قلبي لهيبا واستعرْ

كلما قال دنت وحدتنا= عزفوا التشطير لحنا فانفطرْ

وغدت صهيون منّا رَحِما= وتآخت معَ رومانٍ مُضَرْ

ظلّ يهفو نحو إشبيليّةٍ= فإذا بغدادُ من كانَ خبرْ

ينشد العزّةَ في أحلامه= وإذا ما داسه الجُنْدُ شكرْ

مثل قومي إنني منهزمٌ= فخيار الذّلّ فينا محتكرْ

جندُ من يا صاحبي أضحكتني= إنّهم ارتالُ روما والتّترْ

لا يغرّنك الذي أفتى به= قابض العشرينَ عدّا بالدُّلَرْ

منذ قرن ديننا مختطفٌ= خاطفوه من حثالات البشرْ

دون فتوى لم تقع موبقةٌ= أيُّ دينٍ صار ممطى من كفَرْ

كلّ علم دون فكرٍ وتُقى= علمُ إبليسَ ولو طالَ الشّعَرْ

يمنح التشطير شرعيّته= ووليَّ الأمر يدعو من دعرْ

كلّما قيل له أفت اتكا= ثم أفتى وتمطّى واعتطرْ

صلح إسرئيل فرض لازمٌ= ذاك ما علّمنا خير البشر .... *1

وحدةٌ!! كلا فهذي فتنةٌ = فاسمعوا مني أطيعوا من أمرْ

كلما يمّمَ قلبي فرَحاً= مونقَ البهجةِ وضّاحاً أغرْ

مأتماً حالَ إذا أدركته = فيه نَوْحُ الناي معْ لطم الوتَرْ

كلما لاح غمامٌ خلته= منقذي من ظمئي فيه المطر

فإذا فيه غبار كالذي= نال ممن قد تعاطى ونحرْ

نحر الناقةَ قومٌ أُهلكوا = عندنا ينْحرُ أخيار البشرْ

ما الذي أهذي به ما صرختي= إنّ في الآذان من قومي وقَرْ

ما الذي في الشعر يجدي معشراً= من هدى الرحمن في الآي نفَرْ

لست غير الله أرجو فيهمُ= إنّ للرحمن في الدنيا عِبَرْ

مركبَ الأحلام خذني جولةً= علّني أجهر فيمن قد شخرْ

دولة الإسلامِ هيْ منقذنا= وبلاها نحن للذبح بقرْ

وفّق اللهمّ من يمّمَها= وأنلنا العزّ فيها والظّفرْ


ردا على المشاركة:

http://www.alomary.net/moltaqa/showthread.php?s=&threadid=2387

1* http://www.aljazeera.net/programs/i...03/8/8-11-2.htm
وأفتى بذلك قبله وعده فريضة شيخه وإمامه.
يرحم الله من قال:" آفة الدين شيوخ الخواجات". سقا الله أيام شيوخ السلاطين.
فلا حول ولا قوة إلا بالله.

وأستودعكم الله. فإن للنفس من قرفها من الوضع العام ومرارة نظرتها لذاتها في سلبيتها وجبنها ما لايزيده الشعر إلا تفاقما.

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[12 - 09 - 2003, 11:15 م]ـ
أهلا بالقصيدة المتألقة في بحر الفصيح
أبحر مركبكم بنا يا شاعرنا في لجة مآسينا التي نتغافل عنها جبنا أو عجزا أو قرفا كما أشرت أو حفاظا على ما تبقى من عقولنا وقلوبنا

القصيدة رائعة كما تعودنا فيما نقرأ من قصائدك

أعجبني فيما قلت هذا التمسك (بالكل) الذي لا نجده عند الكل ولا حول ولا قوة إلا بالله

إنّ شبرا ليس يحوي صفداً أنا منه ساخرٌ فيمن سخَرْ

حقا لا أستطيع أن أتصور أن هناك من يقبل أن تكون حيفا ويافا والقدس الشرقية (بزعمهم) خالصة لليهود؟ هلا قدموا لنا صك ملكيتهم لها ليقولوا ذاك؟
ولكن لم العجب وهم قد يسلمون قريبا ما تبقى من بلاد المسلمين كلها؟

جزاك الله خيرا أيها الشاعر الحامل هما ليكون لحمل قلم الأدب الهادف أهلا
أسأل الله أن يثيبك عن كل حرف بما هو أهله

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير