[محاكمة تكاليف الزواج ... !!!]
ـ[زكي النصر]ــــــــ[14 - 11 - 2003, 12:49 م]ـ
(محاكمة تكاليف الزواج)
- بقلم: زكي صالح النصر
- حصلت هذه المسرحية على جائزة المركز الأول في المسابقة الأدبية لجامعة الملك فيصل بالأحساء.
:)
? الفصل الأول:
(يرفع الستار ... في المسرح يظهر ديكور محل شعبي لبيع الأقمشة، يبيع فيه شاب تبدو عليه ملامح الشرود وكأنه غارق في عالم الخيال والأحلام)
يدخل رجل أعرابي إلى المحل.
الأعرابي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشاب: من؟ ليلى؟
الأعرابي: لا. بل سلمى.
ينتبه الشاب من شروده
الشاب: آه .. لماذا قطعت أحلامي؟
الأعرابي: ما بك يا فتى؟ لماذا تبدو مهموماً مغموماً؟
الشاب: الحب أرقني والعشق أنحلني ........... فيا صديقيَ هل لي عنكم حلّ؟
الأعرابي: إمممم .. إذن فأنت تشكو من داء الحب والهوى .. أيها الفتى.
إذن فأنا أنصحك بالنسيان!! فإنه خير دواء لمن ابتلي بهذا الداء!!.
الشاب: النسيان؟ .. كيف أنساها وطيفها لا يفارقني ليلاً ونهاراً؟
الأعرابي: دع عنك هذا الآن وأعطني ذلك القماش الأحمر.
الشاب: آسف يا سيدي .. فهذا القماش ليس للبيع!!
الأعرابي: ليس للبيع؟! لماذا؟
الشاب: لأنه يذكرني بخد حبيبتي الجميلة حينما يحمرّ خجلاً!.
الأعرابي: نعم .. نعم .. إذن أعطني ذلك القماش الأبيض؟
الشاب: وهذا أيضاً يذكرني بثغر حبيبتي حينما تبتسم .. ولذلك فهو ليس للبيع!.
الأعرابي: لا تقل لي بأن القماش الأسود أيضاً ليس للبيع.
الشاب: بلى إنه كذلك! .. فهو يذكرني بشعرها الأسود الجميل.
الأعرابي (مبتسماً): أ لهذه الدرجة تحبها؟
الشاب:
يلومني في هواها الصحب والأهل ........ وليس يصرفني عن حبها عذْل
قلبي بقبضتها فكيف أتركها؟ ......... بل كيف تتركني وحبها غلّ؟
الأعرابي: أحسنت .. لا فُضَّ فوك يا ابن الملوَّح!!.
ولكن .. إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تتزوجها؟
الشاب: وهل تحسب أني لم أحاول يا قليل العقل ويا طويل اللسان؟!!.
لقد حاولت .. ولكن …
الأعرابي: ولكن ماذا؟
الشاب: هو يمنعني من الزواج؟
الأعرابي: ومن هو؟
الشاب: المفرّق بين العشاق والمباعد بين الأحباب؟
الأعرابي: الموت؟؟! رحمها الله وغفر لها .. ورزقك الصبر والسلوان.
الشاب (متعجباً): ماذا تقول يا هذا؟ إنها لا تزال حية.
الأعرابي: حية؟ كنت أظن أنها عقرب!! أقصد كنت أظن أنها ماتت.
الشاب: ومن قال لك هذا يا شيخ السوء؟ جعلك الله من حطب جهنم.
الأعرابي: ألم تقل إنه حال بينك وبينها المفرّق بين العشاق والمباعد بين الأحباب؟
الشاب: بلى .. ولكني لم أقل بأنه الموت .. أخذ الله روحك وقطع أجلك.
الأعرابي: حسن .. حسن .. أياً كان هذا الذي تعنيه فإني أنصحك أن تشكوه إلى القاضي.
الشاب: القاضي؟ .. نعم إنها فكرة جيدة.
إذن .. إلى المحكمة.
ينزل الستار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:)
? الفصل الثاني:
(يرفع الستار ... في المسرح توجد منصة المحكمة، ومجموعة من الأشخاص الجالسين ينتظرون البدء في المحاكمة)
يدخل الحاجب وينادي (بصوت عال): محكمة.
يقف الأشخاص الجالسون، ثم يدخل القاضي ومعه اثنان من مساعديه ويجلسون في أماكنهم.
القاضي: صاحب القضية رقم 40/ 10
الحاجب: أربعة يا أستاذ!!؟.
القاضي: صاحب القضية رقم 40/ 10
يدخل المدعي، وعليه علامات الحزن والهم والغم.
القاضي (للمدعي):
تفضل يا فتى .. ولا تخف.
فلن أكون كالمارد، ولا تحسب أني معاند، فأنا لست كذلك.
إن كان الحق معك فحكمي سيرضيك، فاشرح لي ما يحزنك ويؤذيك،
فكلي آذان صاغية.
المدعي: سيدي القاضي .. أشكو من كابوس يرعبني، في النوم يطاردني، كاتم على أنفاسي، مضيق على فؤادي، قتل آمالي، وشتّتَ أفكاري!!.
القاضي: كل هذه الصفات في خصمك؟ وأين هو كي نراه ونتحقق مما تقول؟
المدعي: هو عند باب المحكمة .. يا حضرة القاضي!!.
القاضي (للحاجب): أحضروا المتهم حالاً.
يذهب الحاجب ثم يأتي ومعه شخص وجهه مغطى بقماش لا يبين منه إلا عيناه.
القاضي (للمتهم): اكشف اللثام عن وجهك.
يكشف اللثام عن وجهه فيبين شكله المخيف.
القاضي: من أنت يا هذا؟
¥