[هذيان عربي]
ـ[موسى عقيل]ــــــــ[27 - 08 - 2003, 01:31 ص]ـ
هذيانُ عربي
من أين جئت؟ وفي خضمّ الحادثات وجدت نفسي
تتلفت الأشياء حولي، مترعٌ بالخوف كأسي
وجوانحي قد ظلّ يملؤها الضجيج،وكلَّ حسي
في حرقة الأشواق تنأى بسمتي ويغيب أُ نسي
والنار تحرق سطوتي مدهوشة، وتُذيب بأسي
إبريق ماء في يدي متحفِّزٌ ينساب عكسي
خبث السنين يصب في آني ويشرب منه قدسي
بغداد بين جوانحي ولهيبها آفاق يأسِ
ينتابني غضب الحليم وتبلع الظلمات شمسي
تتساقط الآمال في ساحي وتفتح ألف رمس
في عالم الأهوال أشرعتي وفي المجداف فأسي
من أين جئت بلا قيودٍ في يدي والكون حبسي
أنا من أنا؟ من أي كون يا ترى أو أي جنس
حلم الكرامة مولدي، حريّتي، وجلاء رجسي
وعقيدتي حمم تثور بداخلي تقتات وجسي
كل النقائض قسمة بين الجوانح دون بخس
في حيرتي غرق الوجود وفي اقتفاء الأمن بؤسي
قد تهت بين الذكريات، ودوّخ التنقيب أمسي
عرّيت كلّ خواطري وتوارد الأطياف لبسي
حتى الخيال تشوهت فيه الملامح بالتأسي
ما كنت أشعر بالوجود ولا وعيت حروف درسي
ما كنت أرهق فكر أيامي، ولا قد دار رأسي
أنا من أنا؟ من أين جئت؟ فلم أجد في العيش نفسي
أتُرى ولدت على بياض سريرتي؟ أم مات حدسي
أنا لا أرى في عالمي إلا جماداً فوق كرسي
شعر / موسى محمد عقيل.
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[27 - 08 - 2003, 01:52 ص]ـ
إطلالة جميلة لشاعرنا المبدع الغائب عن رواق الفصيح منذ زمن
حياك الله وأهلا بهذه القصيدة التي تشعرنا أنه ما زال هناك من يكتب عن أمته بعد أن دارت الرؤوس وتغيرت الميول ويئست نفوس وسارت في الغواية نفوس
هو تهكم وهو تساؤل وهي دهشة
ولقد بدأت بسبب الجرح يا شاعرنا
من أين جئت؟ وفي خضم الحادثات وجدت نفسي
لو كان العرب يدركون حقيقة وجودهم وغايتهم ومصيرهم لما رضوا بالذلة
ولما ورثوا أبناءهم هموم سلطة مثقلة وهموم أحداث متلاحقة
وكيف يجد في العيش نفسه من يرى تلك الأحوال؟
حق له أن يشعر بالغربة والتيه
هو فعلا خبث سنين
** خبث السنين يصب في آني ويشرب منه قدسي **
جزيت خيرا
جعل الله قلمك محلقا في عالم الأدب الإسلامي بجناحي التقوى والفن الراقي
ـ[الأخطل]ــــــــ[28 - 08 - 2003, 03:02 ص]ـ
أخي موسى عقيل
بارك الله فيك قصيدة جميلة
نحن أمة أعزها الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله
فلا مكان بيننا للقوميات العربية
وتقسيم للعالم الإسلامي بين مصري وسعودي وكويتي وعراقي ... إلخ
فهذا مما زرعه الاستعمار فينا ففرقنا ونجح في ذلك أيما نجاح
ولكن نقول بصوتٍ عالٍ (نحن مسلمون) لافرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى
دعني أدعو لك بما دعت لك به أستاذتنا أنوار
جزيت خيرا
جعل الله قلمك محلقا في عالم الأدب الإسلامي بجناحي التقوى والفن الراقي