[رسالة إلى راعي البقر ... بوش]
ـ[سيد القوافي]ــــــــ[11 - 02 - 2004, 12:37 م]ـ
رسالة إلى راعي البقر
أقصر فدربك كله أهوال
وبأم قصرٍ عبرة ومثال
ما كان أصغرها إلى ما بعدها
وأراك تكبر أمرها وتهال
تتخبط الأخبار منك بشأنها
وتظل تنقض بعضها الأقوال
فتقول حينا قد قضينا أمرها
ويقول جندك: دونها زلزال
وزعمتها قد طُوِّعت وتجهزت
للقادمين وأوشك الإنزال
وهوى بزعمك فوهات زمجرت
وحروفها المستعجمات جدال
يبطلن منطقك البليغ بألسنٍ
جوفاء جامدة لها إعوال
كتبت على قطعان جندك ردها
سطراً على كل اللغات يقال
فرقت قومك حول ما دلسته
وتعولمت في فهمها الأجيال
قرأ الذي أعياك قتل ضميره
وارتاع منه مداهنٌ محتال
يا أيها المغرور حين تفتلت
عضلاته، بالأمس كنت تُعال
مرقاك في صرح الحضارة خطوة
وتَمُد كفك للشموس؟! محال!
آباؤك الأقصون كانوا فضلة
ضاقت بهم أرض الصليب فزالوا
دخلوا إلى الأرض الجديدة خلسة
وتمكنوا فإذا همُ أغوال
أولى مآثرهم إبادة أمةٍ
عزلاء، كل حديثها أهوال
واستكشفوا أفريقيا دهراً على
سفن الرقيق يقودها السُّلال
تجني جنى الأحرار من أحضانهم
غدراً، كأن البائسين بغال
متحررون من الفضيلة، كسبهم
نهبٌ، وكل خلالهم إخلال
فوعودهم وثقى إذا لم يقدروا
وحماة عدلٍ سيق أنّى مالوا
يتربصون بكل أعزل، حربهم
قتلٌ، وحرب الأكرمين قتال
نكصوا عن الألمان حتى ضُعضِعت
أركانهم، فعدوا هناك وصالوا
و" بهيروشيما " يفخرون ولم تكن
حرباً، غداة استسلم الأقيال
حرقوا بها أثر الحياة، فأصبحوا
علماً على الإرهاب مهما قالوا
بمئات آلافٍ أبيدوا غيلة
في أمنهم وبيوتهم أغفال
في كل يومٍ غدرةٌ يشقى بها
حتى صنائعهم على ما نالوا
يا أيها المنان! وهو يبيدنا
وديات قتلانا له تنهال
حاربت طاغية سقيت جذوره
عقدين مورده لديك زلال
لم يخدع الشعب الأبيَّ ضلاله
أيام منك يحوطه الإغفال
قد كان ثأرهمُ، وأنت رفعته
صنماً على هاماتهم يختال
أمْددته بالعذر إذ عاديته
زعماً، فصدق زعمك الجهال
يا سنِّمار البعث! حركْ صخرةً
يهوي، فمنك بناؤه المختال
فلأنت أدرى بالذي يشقى به
ولأنت أدرى ما به يحتال
فعلام تهدم كل بيت أيها ال
متبرع المتعفف الختال
ضحيت بالشعب الجريح ليسقط ال
باغي، ففات، وجُدِّدت أغلال
لا فرق بين إبادةٍِ وإبادةٍ
لكنْ خطاك لخطوه أميال
أقصر فما في الدرب غير مدائنِ
تفني الغزاة، وأنهرٌ تغتال
بغداد عاصمة الرشيد كتابها
باقٍ، وأحفاد الرجال رجال
شتان بين بني العروبة والهدى
وبني الشذوذ يقودهم ضُلال
أعلنتها حرب الصليب فأخرست
فينا دعاتك، واختفى الأذيال
فاحشد قرابين الجحيم لحتفها
هذا العراق تضمه الأنفال
لا يخدعنك أن جندك أوغلوا
فيها فرُب تقدمٍ إجفال
لَيحاربنّك شيبها وكهولها
وشبابها والغيد والأطفال
ولَتعجزنّك دجلةٌ وفراتها
وحقولها والنخل والأوحال
ياراعي الأبقار! إنا أمةٌ
أوطانها للمعتدين نكال
كانت لنا أحدٌ كبدرٍ قوةً
ولنا - إذا تعب النضال - نضال
قد يُضعف الترف الطويل كفاحنا
لكننا في النائبات جبال
مهما يحاصرنا الجفاف فأصلنا
يرويه عذبٌ باردٌ سيال
وإذا ذوت منا الغصون ففرعنا
متسامقٌ في الجو ليس يُطال
ولنا مواعدُ من نبيٍّ صادقٍ
ما نيل يشهد بالذي سينال
ـ[حمد النويصر]ــــــــ[13 - 05 - 2004, 12:38 ص]ـ
الأخ سيد القوافي:
أشكر لك نشر قصيدتي هذه
وأتمنى لو كنت نسبتها
علماً أني كتبت تعليقاً سابقاً
ولا أعرف سبب سقوطه
أشكرك ثانية
ولي عودة
حمد عبد الله النويصر