[بدعة الإبداع]
ـ[عيسى جرابا]ــــــــ[12 - 12 - 2003, 06:55 م]ـ
إخوتي الأدباء والفصحاء والفضلاء من مشرفي و أعضاء هذا المنتدى الأغرّ 0
كنت شاركتكم فيما مضى بإحدى قصائدي ولقيت من قبلكم ترحيبا حارّا واستحسانا مشجّعا، لكنني لم أكن قادرا على الاتصال المستمر بكم نظرا لأنني من بيئة لا تتمتع بكل معطيات الحضارة المعاصرة وعلى رأسها الهاتف الذي يمثّل الجسر الذي يربطني بمنتداكم العامر فكنت ألجأ إلى الاستعانة ببعض الإخوة ممّن يمكنهم الاتّصال بأسبابكم دون عناء فأوصلني مشكورا بكم وكانت تلك المشاركة 0 وبعد حين جئت لأردّ على المتداخلين مع قصيدتي تلك ففوجئت بأن المنتدى مطبوب فلم أتمكن من دخوله 0
وهاأنذا آتيكم اليوم يحملني شوقي إليكم و إعجابي بمنهجيّة منتداكم الذي يضمّ نخبة من الشّعراء و الأدباء والنّقاد والفضلاء من علماء اللغة الكرام فاقبلوا مني مشاركاتي وإن كانت متباعدة مع أنني أعد نفسي بالتواصل الجادّ معكم متى ما زالت عوائق هذا الاتصال 0
وفقكم الله و سدّد خطاكم 0
أخوكم / عيسى جرابا 0
ـ[عيسى جرابا]ــــــــ[12 - 12 - 2003, 07:00 م]ـ
[بدعة الإبداع]
أَفْنَيتُ فِيكَ العُمْرَ يَا شِعْرِي = رَحْبَ الخَيَالِ مُؤَصَّلَ الفِكْرِ
لا لَمْ يُخِفْنِي اللَّيْلُ حِيْنَ جَثَا= وَامْتدَّ فِي زَهْوٍ عَلى الفَجْرِ
حَتَّى الخَفَافِيشُ التِي انْسَربتْ= فِي جَوفِهِ لَمْ تَلْقَ مَا يُغْرِي
أَنَا مُسلمٌ مَا تُهْتُ عنْ هَدفِي= وَالشِّعْرُ عِندِي لَيسَ لِلشِّعْرِ
لِي مَنهجٌ كالشَّمسِ سَاطعةً= تَمْحُو دَيَاجِي البَرِّ وَالبَحْرِ
أَوْ أَنَّهُ كالغَيثِ مُنهمِراً= تَنْمُو بِهِ الأَفْراحُ فِي القَفْرِ
كَمْ شَاعرٍ لَمَّا اصْطَفاهُ سَمَا= بِالشِّعْرِ عنْ مُسْتنقَعٍ الوِزْرِ
لا خَيْر فِي أَدَبٍ بِلا أَدَبٍ= وَبِلا شَذَا مَا قِيمةُ الزَّهْرِ؟
عَادتْ بِيَ الذِّكرى عَلى بُسُطٍ= مَنقوشَةٍ بِالمَجْدِ وَالفَخْرِ
فَسمعْتُ لَحْناً كُنْتُ مُتَّكِئا= فَجَلسْتُ أَسْمعُ وَالسَّنا يَسْرِيً
فَإِذَا بِهِ حَسَّانُ مُمْتطِياً= خَيلاً يُثِيْرُ مَكَامِنَ الذُّعْرِ
وَصَهيلُهُ يَمتَدُّ مُنْسكِباً = مِثْلَ اللَّظَى فِي مَسْمَعِ الكُفْرِ
مَازلْتُ رغْمَ البُعْدِ أَسْمَعُهُ = وَأَراهُ يُنْشِدُ بَاسِمَ الثَّغْرِ
وَنَبِيُّنَا يَدْعُو لَهُ فَنَضَا = مِنْ شِعْرِهِ سَيفاً بِهِ يَفْرِي
مَا أَجْملَ الذِّكرى لَها أَرَجٌ = يَنْسابُ مِنْ عَصْرٍ إِلَى عَصْرِ
يَا أَيُّها المَخْدُوعُ مُلْتحِفاً = ثَوبَ الغُرُورِ وَبُردةَ الكِبْرِ
أَوَمَا كَفَاكَ الرَّكْضُ فِي طُرُقٍ = تُفْضِي إِلَى الإِسْفافِ وَالخُسْرِ؟
أَمْ تَحْسَبُ الإِبْداعَ فِي صُوَرٍ = مُنْحلَّةٍ تَنأَى عَنِ الطُّهْرِ؟
مُنْذُ ابْتَدَا تَارِيْخُنَا وَلَنَا = أَدَبٌ سَمَا فِي الشِّعْرِ وَالنَّثْرِ
ذَابتْ قُلُوبُ الصَّادقِيْنَ بِهِ = وَتَلأْلأَتْ كَالأَنْجُمِ الزُّهْرِ
فَأَتَى إِلَينَا رَوضَةً عَبَقَتْ = بِأَريْجِها أَوْ جَدولاً يَجْرِي
فَتَرشَّفَتْ أَنْدَاءَهُ مُهَجٌ = ظَمْأَى لِفَيضِ مَعِينِهِ البِكْرِ
فَإِذَا بِها نَشْوَى مُغرِّدَةً = قَسَمَاتُها تَفْترُّ بِالبِشْرِ
يَا أَيُّها المَخْدُوعُ فِي زَمَنٍ = أَمْسَى بُغاثُ الطَّيْرِ فِي الصَّدْرِ
هَبْ أَنَّهُ هَبَّتْ جَحَافلُهُ = دِرْعاً يَصُدُّ أَسِنَّةَ الغَدْرِ
أَتَرُدُّ عَمَّنْ تَرتَضِي قَدَراً = أَمْ أَنَّها سَتعُودُ بِالنَّصْرِ؟
كلا فَإِنَّ الحَقَّ دَوْلتُهُ = أَبْقَى وَأَقْوَى مِنْ يَدِ الدَّهْرِ
يَا أَيُّها المَخْدُوعُ رَايتُنَا= بَيْنَ الوَرَى مَرْفوعَةُ القَدْرِ
وَإِذَا شَدَونَا لَمْ يَكُنْ عَبَثاً = بَلْ دَعْوةٌ لِلنُّورِ وَالفَجْرِ
عَجباً لِمَنْ يَهْذِي وَيَحْسَبُهُ = مِنْ جَهلِهِ أَسْمَى مِنَ الشِّعْرِ
فَاقْرأْ رَوائعَ خُلِّدَتْ وَغَدَتْ = وَضَّاءَةَ الإِحْساسِ وَالفِكْرِ
يَفْنَى الفَتَى وَيُضَمُّ فِي جَدَثٍ = وَيَظَلُّ مَا أَبْقَاهُ مِنْ ذِكْرِ
ـ[صالح العمري]ــــــــ[13 - 12 - 2003, 09:02 ص]ـ
أخي عيسى:
لا خَيْر فِي أَدَبٍ بِلا أَدَبٍ ... وَبِلا شَذَا مَا قِيمةُ الزَّهْرِ؟
طبت وطاب شعرك العطر .. وطاب هدفك السامي ..
ومرحبا بك وبجديدك الأصيل ...
في انتظارك ..
أخوك:
صالح العمري
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[14 - 12 - 2003, 01:49 م]ـ
الأستاذ الكريم عيسى جرابا
المنتدى يفخر - بحق - بك وبأمثالك من الأدباء والشعراء وأهل اللغة، وغيرهم، ممن يحمل همّ الأدب الرصين،
والكلمة الصادقة.
أرجو من الله أن يوفق المسؤولين للنظر في حاجة بلدتكم الخضراء، حتى نأنس بقربكم.
لك تحية فواحة بعطر الجنوب.
ـ[عيسى جرابا]ــــــــ[30 - 01 - 2004, 02:08 م]ـ
أخي الشاعر المبدع صالح العمري
أشكرك على حسن ظنك
وإلى مزيد من التواصل إن شاء الله.
ودمت شاعرا متألقا
¥