تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من وحي صنعاء]

ـ[عيسى جرابا]ــــــــ[02 - 05 - 2004, 11:27 ص]ـ

مِنْ وَحْيِ صَنْعَاء

شعر/عيسى بن علي جرابا

2/ 3/1425هـ

كنت في أمسية شعرية في صنعاء عاصمة الثقافة العربية لعام 2004م بدعوة من مؤسسة العفيف الثقافية في فعاليات من الفكر والأدب السعودي فكانت هذه القصيدة

من وحي صنعاء ...

حَمَلْتُ إِلَيْكِ يَا صَنْعَاءُ قَلْبَا

يَذُوْبُ صَبَابَةً وَيَفِيْضُ حُبَّا

وَفِي عَيْنَيْكِ سَافَرَ كَمْ قُلُوْبٍ

تَرَاءَتْ فِيْهِمَا رِمْشاً وَهُدْبَا

تَرَشَّفَ مِنْ يَدَيْكِ الحُبَّ كَأْساً

مُعَتَّقَةً تَرُدُّ العُمْرَ خِصْبَا

وَيَسْبِيْهِ الجَمَالُ وَمِثْلُ قَلْبِي

– وَلَيْسَ يُلامُ يَا صَنْعَاءُ – يُسْبَى

تَسَاقَى نَبْضُهُ الحَانِي شُعُوْراً

بِهِ رَقَّ الهَوَى وَانْسَابَ عَذْبَا

وَوَافَى يَسْتَبِيْحُ دَمَ القَوَافِي

وَيُهْرِقُهُ عَلَى كَفَّيْكِ قُرْبَى

رَآكِ فَلَمْ يَعُدْ مَا كَانَ سِرًّا

بِسِرٍّ وَاسْتَحَالَ البَوْحُ سُحْبَا

تَنِمُّ عَنِ المُخَبَّا فِي فُؤَادِي

حُرُوْفِي لَيْسَ عِنْدِي مَا يُخَبَّا

أَيَا صَنْعَاءُ جِئْتُ إِلَيْكِ أَشْدُو

وَأَسْكُبُ سَلْسَلَ الإِحْسَاسِ سَكْبَا

وَأَلْثِمُ كُلَّ شِبْرٍ ضَمَّ مَجْداً

عَلَى كَرِّ العَوَادِي كَمْ تَأَبَّى

وَأَقْرَأُ فِيْكِ تَارِيْخاً عَرِيْقاً

تَشِعُّ سُطُوْرُهُ فَتُنِيْرُ دَرْبَا

خُيُوْطُ الضَّوْءِ كَمْ وَشَّتْهُ حَتَّى

تَأَلَّقَ أَنْجُماً وَأَغَارَ شُهْبَا

وَأَشْرَقَ فِي مَرَاقِي الفِكْرِ شَمْساً

هَمَتْ أَنْوَارُهَا عِلْماً وَأُدْبَا

تَدُوْرُ عَلَى البَرَايَا مَا رَأَيْنَا

لَهَا فِي عَالَمِ الأَفْلاكِ غَرْبَا

أَتَيْتُ أَتَيْتُ يَا صَنْعَاءُ أَهْفُو

إِلَى حِضْنٍ بِهِ أَمْسَيْتُ صَبَّا

وَأَنْثُرُ مِنْ رِيَاضِ الشِّعْرِ وَرْداً

يَفُوْحُ شَذَاهُ فِي لُقْيَاكِ رَطْبَا

رَأَيْتُكِ إِثْمِداً فَكَحَلْتُ عَيْنِي

بِهِ وَمَنَاهِلاً فَسَقَيْتُ قَلْبَا

وَلَمْ أَرَ فِي الطَّرِيْقِ إِلَيْكِ إِلاَّ

حَدَائِقَ وَارِفَاتِ الظِّلِّ غُلْبَا

أَتَيْتُكِ شَاعِراً بَلْ مُسْتَهَاماً

دَعَاهُ هَوَاكِ يَا صَنْعَا فَلَبَّى

أَتَيْتُ فَلا تَقُوْلِي كَيْفَ؟ لاحَتْ

مَغَانِيْكِ الحِسَانُ فَصِرْتُ نَهْبَا

أَيَا صَنْعَاءُ كَمْ مُدَّتْ جُسُوْرٌ

مِنَ الدِّيْنِ الحَنِيْفِ تَزِيْدُ قُرْبَا

وَأَعْرَافُ الجِوَارِ تَمُدُّ أُخْرَى

فَيَلْقَى الصَّحْبُ بِالأَشْوَاقِ صَحْبَا

وَتَرْبِطُنَا أَوَاصِرُ لَيْسَ تَخْفَى

عَلَى ذِي اللُّبِّ حِيْنَ يُقِيْمُ لُبَّا

فَمِنْ بَلَدِي أَتَيْتُ يَطِيْرُ قَلْبِي

إِلَى بَلَدِي تَخِبُّ خُطَايَ خَبَّا

كَأَنِّي مَا رَحَلْتُ فَبَيْنَ أَهْلِي

أَنَا مُتَفَيِّئٌ رَحِماً وَقُرْبَى

فَصَنْعَا وَالرِّيَاضُ بِكُلِّ حُبٍّ

تَعَانَقَتَا وَشَيْخُ الوُدِّ شَبَّا

سَأُنْشِدُ فِيْكَ يَا صَنْعَاءُ شِعْرِي

وَأَجْعَلُ كُلَّ بَيْتٍ فِيْهِ رَحْبَا

وَإِنْ قَصَّرْتُ فَابْتَدِرِي وَقُوْلِي

كَفَانِي الحُبُّ مِمَّنْ ذَابَ حُبَّا

وَضُمِّيْنِي إِلَيْكِ فَلِلتَّنَائِي

لَهِيْبٌ فِي حَنَايَا الصَّمْتِ شَبَّا

يَطِيْبُ الحُبُّ إِنْ نَحْنُ الْتَقَيْنَا

عَلَى شَوْقٍ نَعُبُّ الشَّوْقَ عَبَّا

فَفِيْكِ سَكَبْتُ يَا صَنْعَاءُ قَلْبِي

وَأَطْبَقْتُ الغَدَاةَ عَلَيْكِ هُدْبَا

ـ[قطرب]ــــــــ[10 - 05 - 2004, 05:03 م]ـ

ما أجمل هذه الأبيات أيها الشاعر الرائع! لقد أسعدتنا في الحقيقة بأبيات تذوب سلاسة وعطرا , أبيات جميلة تتدفق فيها الكلمات السهلة المعبرة. إن جمال هذه الأبيات ينبع من كونها جاءت من شاعر جميل , داعب الكلمات فتراقصت بين يديه جذلانة فرحة , فمرحى لك ياشاعرنا , مرحى لك ياعيسى.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير