تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[شهقة الطفل العراقي المقتول]

ـ[صالح العمري]ــــــــ[23 - 12 - 2003, 10:24 ص]ـ

أكررها هنا تذكيرا بجرائم "العدالة الأمريكيّة المطلقة!!! " ...

والقصيدة على لسان الطفل:

http://www.alwatan.com.sa/daily/2003-04-02/Pictures/0204.pol.p2.n300.jpg

أمّاهُ من أشعل النيران في بلدي؟! ... ومن رمى بيضة الإسلام بالفَنَدِ؟!

أُمّاه من بث بذر الحقد في وطني؟! ... وخطّ بالرعب ذكرى الثأر في خَلَدي؟!

من مزّق الطفل أشلاءً مُبعثرة ً ... من نضّب القصف فوق الآلِ والولد؟!

من روّع الشيخَ عن أعوادِ مصحفهِ ... واغتال ضعفَك ِ بالأعدادِ و العُدد ِ؟!

بذلتِ دونيْ شغافَ القلب فانصهرتْ ... فلم تزيدي على الشكوى ولم أزِدِ ..

لهيّتي روعي "بمصاص ٍ" أقلّبُهُ ... فمن يلهّي زؤام الموتِ عن كبدي؟!

كم كان لي حضنك الحاني سِقا ووِقا ... والسعدُ في مهجتي، والخيرُ بين يدي

حتى إذا أمطرت من كل قنبلة ٍ ... ولاح في الأفْق ِ وجهُ الحقد ِ والحسدِ

أسلمتُ روحي َ في كفّيكِ محتسباً ... ونبضُ قلبكِ في قلبي و في عضُدي

و زَفْرُ أنفاسِكِ الحرّى يجلّلني ... إذ حشْرَجتْ سكراتُ الموتِ في الغددِ

دمي ودمُّكِ في أرض الفدا امتزجا ... كما تمازج طيفُ الروحِ في الجسدِ

فسطرا الغبن في التابوتِ ملحمة ً ... حزينةً تلعنُ الباغي إلى الأبد ِ ..

أشجانها تنذر الباغي بصاعقة ٍ ... و جحفلٍ في سبيل الله منعقدِ

من شطّ دجلة من نهر الفرات أتى ... من نجد والشام .. من سيناء من صَعدِ

أمّاه هل تعلم الدنيا بمحنتنا ... أما لنا في بني الإسلام من مدد؟!

من ذا الغريبُ الذي يفري حشاشتنا ... ملطّخَ الوجه ِ لا يلوي على أحد ِ؟!

من ذا الذي فجّر الدنيا بطائرة ٍ ... غدّارة المُغْتَدى نفّاثة َ العُقَدِ؟!!

لمَ التشدّقُ عن حريّتي، ودمي ... مُستنْزفٌ ورصاصُ الغدر ِفي جسدي؟!

لم التحدّثُ عن نفطي وقد سرقوا ... زادي وقرصَ الدوا في المجلسِ النَكِدِ؟!

لم التجارةُ في أرضي وفي شرفي ... أمّاهُ مالطعنُ في ديني و معتقدي!!

لمَ الرهانُ على حُكمي، وناصيتي ... مثل الفريسة في كمّاشة الأسدِ

لابد للكربِ يا أمّاه من فرج ٍ ... والليلُ –إن طال- لن يبقى إلى الأبدِ

ستنبت الأرض أجيالاً مباركة ً ... تصارع ُ البغي بالإيمان ِ و الجلَدِ

الشرعُ والمجدُ أقران ٌ مُقَارَنة ٌ ... والفسقُ والذّلُ مصفودان ِ في صَفَد ِ

والكُرْه في الدين أحقادٌ مورّثة ٌ ... وأجبن ُ القتل ِ من رشّاشِ مرتعدِ

دعي الجناية تحكي للألى غفلوا ... حقدَ الصليبيّة الحمقاء من أمد ِ

ما كان عيسى خبيثَ النفسِ معتديا ... وهوَ النبيُّ الذي يهدي إلى الرَشَد ِ

وهوَ الطبيبُ –بإذن الله- من عللٍ ... يحيي ويشفي من العاهاتِ و الرَّمد ِ

دعي الجريمة تروي للألى سكروا ... أن النجاة بحبل الواحد ِ الصَمَد ِ

فالعيشُ –أمّاهُ- أيامٌ مُدَاولَة ٌ ... والخلقُ ما بين مفقودٍ و مفْتَقِد ِ ..

وكلُّ أمر ٍ بتقدير الحكيم ِ مضى ... تباركَ الله ُ فعّالاً لِمَا يُرِدِ ..

في ذمّة الله أشلاء ٌ لنا هُتكتْ ... واللهُ أرحم ُ من أمٍّ على ولد ِ

لا تقلقي فابنك الموءود مضطجعٌ ... في جال لحدك تحت الجلْمدِ الصَلِدِ

إن ضمّنا اليوم قبرٌ واحد ٌ فلكم ... حملْتِني في الحشا روحين في جسدِ!!

ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[23 - 12 - 2003, 03:55 م]ـ

دالية باكية.

لابد للكربِ يا أمّاه من فرج ٍ ... والليلُ –إن طال- لن يبقى إلى الأبدِ

سيشب هذا الطفل ليعيد المجد المفقود، بإذن الله.

شكرًا يا أستاذ صالح على هذه الرائعة، لا يفضض الله فاك.

ـ[عيسى جرابا]ــــــــ[02 - 02 - 2004, 06:41 م]ـ

أخي صالح

رائع أنت كعادتك ...

إن ضمنا اليوم قبر واحد فلكم حملتني في الحشا روحين في جسد

ما هذه الروعة أيها الشاعر الرائع

وفقك الله ودمت رائعا

ـ[سامح]ــــــــ[05 - 02 - 2004, 10:56 ص]ـ

أشجتني قصيدتك بعمق ..

شهقة .. طفل .. عراقي .. مقتول

مفردات .. لانقرأها .. حتى ننعيها .. وتنعينا

ندرك أن علينا ولنا

لزاماً وواجباً وفريضة

ولكن أين منا من يسرح يديه .. ويهب للعمل .. ؟!

هناك أقلام كثيرة مترامية .. تشارك السيف في قتلنا

ولكن قلمك ياصالح يبعث فينا الحياة .. ويجدد أنفاس الأمل داخلنا

دمتَ صادقاً ياصالح

وفقك الله .. وأصلح لك شؤونك كلها

ـ[بديع الزمان]ــــــــ[07 - 02 - 2004, 11:20 م]ـ

الأستاذ الفاضل والشاعر المحلق صالح العمري

قرأت حرفك بعمق فوجدته محلقا في سماوات الإبداع ممتطيا صهوة البيان مستوفيا معاني موضوعه قادرا على نقل الصورة بدقة ووضوح 0

تشع من آفاقه أنوار الصدق يطرح سؤالا هو الجواب ينكأ الجرح فيستثير الهمم يتشبث بأهداب الأمل فيرتق ما هشمته عواصف الألم 0

أخي الغالي متمكن أنت من فنّك 0 تعهدنا بين الحين والآخر بهذه الموجات الحيوية العذبة التي استطاعت أن تغسل أرواحنا في الوقت الذي شنفت فيه أسماعنا وأسرت ألبابنا 0

امض أخي مسدّدا موفّقا 0

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير