رحماكَ قلبي
ـ[سمير العمري]ــــــــ[03 - 07 - 2003, 05:48 ص]ـ
رُحْمَاكَ قَلْبِي فَقَدْ أَرْهَقْتَنَا وَجَعَا= كَفَاكَ نَزْفَاً وَإِلا قَدْ نَذُوْبُ مَعَا
الآهُ تَلْفَحُ أَنْفَاسِي فَتَحْرِقُهَا=وَالقَهْرُ يُلْهِبُ فِي الإِحْسَاسِ مُنْدَلَعَا
نَادَى الأَنِيْنُ جِرَاحِي فَاشْتَكَتْ بِدَمٍ=وَزِدْتَ فِيْهَا فَمَا أَبْقَيْتَ مُتَّسَعَا
مَا عُدْتُ أَسْطِيْعُ مِنْ كَظْمٍ وَمِنْ جَلَدٍ=مَا عَادَ يُجْدِي حَدِيْثُ الصَّمْتِ مَنْ سَمِعَا
تَحْمَرُّ عَيْنِي إِذَا اللَيْلُ البَهِيْمُ سَجَا= مِنْ تُرَّهَاتٍ تَجُرُّ الغَيْظَ وَالنَّزَعَا
تَنُوْشُنِي الغَضْبَةُ الْحَرَّى فَتَسْحَقُنِي=وَيَقْطَعُ النَّأْيُ أَوْصَالَ الْمُنَى قِطَعَا
كَأنَّنِي وَالشُّمُوْخَ الْحُرَّ فِي سَفَرٍ=نَحْوَ النُّجُوْمِ العَوَالِي ثُمَّ قِيْلَ قَعَا
رِفْقَاً فَفِي ثَائِرِ الوُجْدَانِ عَاصِفَةٌ=تَكَادُ تَهْتِكُ بِالإِعْصَارِ مَا انْصَدَعَا
لِئِنْ تَأَلَّمْتَ فِي جُنْحِ الدُّجَى أَرَقَاً=فَقَدْ تَنَعَّمْتَ فِي الأَيَّامِ مُنْتًجَعَا
أَدْرِكْ بَقِيَّةَ أيَّامٍ تَمُرُّ بِلا=قَهْرٍ فَإِنَّ قِطَارَ العُمْرِ قَدْ قَرَعَا
إِلَى مَتَى وَسِنِيْنُ الذُّلِّ مُتْرَعَةٌ=كَأْسَ التَّخَاذُلِ لِلْحُرِّ الذِي جَرَعَا
أَنَّى نَظَرْتُ فَخُذْلانٌ وَمَنْقَصَةٌ=وَإِنْ أَصَخْتُ فَرَجْعٌ مِنْهُ مُرْتَفِعَا
الطَيْرُ تَأْكُلُ خُبْزَ الرَّأْسِ مَا فَتِئَتْ=وَالْخَمْرَ يَعْصُرُ مَنْ أَوْعَى لِمَنْ جَمَعَا
وَالعَادِيَاتُ عَلَى الأَوْطَانِ مُسْرَجَةٌ=وَالْمُوْرِيَاتُ إِلَى الأَقْدَاحِ غِرْنَ مَعَا
وَالاتِّبَاعُ لِحَبْلِ الشَّرِّ مُتَّصِلٌ=وَالاعْتِصَامُ بِحَبْلِ الْخَالِقِ انْقَطَعَا
وَيْحِي أَيَرْتَعُ فِي أَعْرَاضِنَا رِمَمٌ=وَلا يَثُوْرُ بِنَا لِلْعِزِّ مَنْ رَتَعَا
مَا زَالَ مِنِّي لِسَانُ الشِّعْرِ مُنْعَقِدَاً=حَتَّى يَكُوْنَ عَلَى عِلْمٍ بِمَا وَقَعَا
بَغْدَادُ قَلْعَةََ مَأْمُوْنٍ وَمُعْتَصِمٍ=كَيْفَ اسْتَبَاحَ حِمَاهَا الرِّجْسُ ثُمَّ نَعَى
فِي لَيْلَةٍ أَظْلَمَتْ قَدْ خَانَهَا نَفَرٌ=فَأَسْفَرَ الصُّبْحُ يَبْكِي ظُلْمَهُمْ جَزَعَا
دَارُ السَّلامِ أَبَيْتِ الذُّلَّ كَيْفَ مَضَى=تَارِيْخُ بَابِلَ وَالإِسْلامِ وَاقْتُلِعَا
مَنْ هَؤُلاءِ الذِّيْنَ امْتَدَّ سَاعِدُهُمْْ=لِيَنْهَبَ الْمَجْدَ والأَثَارَ وَالْمَنَعَا
أَهُمْ رِجَالُكِ مَنْ لِلْفَخْرِ نَخْوَتُهُمْ=أَمِ اللُصُوْصُ سَرَابَاً يُخْدَعُ البَجَعَا
بَغْدَادُ إِنَّ جِرَاحَ القَلْبِ نَازِفَةٌ=وَالْحُزْنُ مِنْ لَيْلَةِ الأَحْدَاثِ مَا هَجَعَا
أَرَاعَكِ القَوْمَ أَنَّ الغَدْرَ طَبْعُهُمُ=أَمْ هَالَكِ الأَمْرُ أَنَّ الْجُلَّ قَدْ خَنَعَا
جَاسَتُ عُلُوْجُ الرَّدَى فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ=شَرَّاً تَأَبَّطَ في أَحْقَادِهِ الطَّمَعَا
وَالْمُرْجِفُوْنَ دُعَاةُ الذُّلِّ تَتْبَعُهُمْ=لَبِئْسَ مَنْ وَافَقَ البَاغِي وَمَنْ تَبِعَا
إِلَي فِلِسْطَيْنَ لَمْ تَرْكَبْ عَزَائِمُهُمْ=إِلا الْجُحُوْدَ إِذَا دَاعِي الْجِهَادِ دَعَا
القُدْسُُ دَنَّسَهَا بِالفُجْرِ مُغْتَصِبٌ=وَالتِّيْنُ قُتِّلَ وَالزَّيْتُوْنُ قَدْ قُلِعَا
وَلِلْحَرَائِرِ فِي أَوْطَانِنَا ثَكَلٌ=وَلِلطُّفُوْلَةِ قَهْرٌ يُوْرِتُ الْهَلَعَا
وَالغَاصِبُ الغَرُّ لا يَخْشَى بَوَائِقَهُ=وَيمْنَعُ الغَرَّ عَنْ بَغْيٍ إِذَا رُدِعَا
وَذُوْ الْحِجَى غَيْرُ مُغْتَرٍّ بِبَارِقَةٍ=لا مَاءَ فِيْهَا وَإِنْ لأْلاؤُهَا سَطَعَا
وَاحَسْرَتَاهُ وَقَدْ بَاتَتْ مَرَافِئُنَا=سَيْفَاً بِخَاصِرَةِ الأَوْطَانِ قَدْ زُرِعَا
يَا أُمَّةً أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ دَاعِيَةً=لِلْحَقِّ إِنَّ سَبِيْلَ الْحَقِّ مَا ارْتَفَعَا
وَيَا لَذِيْذَ الأَمَانِي وَالْمُنَى دَعَةٌ=بَابُ الكَرَامَةِ مَفْتُوْحٌ لِمَنْ قَرَعَا
هُوَ العِتَابُ لِمَنْ لِلْعِزِّ نَخْوَتُهُ=لَيْسَ العِتَابُ لِمٍنْ فِي طَبْعِهِ نَزَعَا
دِنْ باطِّرَاحَكَ دُنْيَا طَالَمَا غَدَرَتْ=وَزُخْرُفَاً مِنْ حَلاهَا شِدُّ مَا خَدَعَا
لا يَخْدَعَنَّكَ ضَرْعٌ دَرَّ مِنَ لَبَنٍ=إِنَّ الفِطَامَ عَلَى آثَارِ مَنْ رَضَعَا
فَاصْرِفْ إِلَى اللهِ وَجْهَ القَصْدِ مُبْتَدِرَاً=سَوَابِقَ الْخَيْرِ فَالإِنْسَانُ حَيْثُ سَعَى
وَلُمْ قُصُوْرَكَ إِنِّي لائِمِي أَبَدَاً=لَنْ يَقْبَلَ اللهُ حَتَّى تُخْلِصَ الوَرَعَا
أَمَانَةُ اللهِ تَسْطِيْعُ الأَدَاءَ لَهَا=إِذَا عَمَلْتَ بِمَا أَوْصَى وَمَا شَرَعَا
لا تَيْأَسَنَّ أَخَا الإِسْلامِ مِمَّ جَرَى=لا يَسْبِقُ الضِّيْقُ إِلا يَتْبَعُ الوَسَعَا
هُوَ ابْتِلاءٌ وَتَمْحِيْصٌ لِمَنْ صَبَرُوْا=غَيْمَاً تَرَاكَمُ فِي الآفَاقِ وَانْقَشَعَا
النَّصْرُ وَعْدٌ مِنَ الدَّيَّانِ إِنْ صَدَقَتْ=مِنَّا النُّفُوْسُ فَيَا بُشْرَى لِمَنْ طَمِعَا
¥