تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عفواً .. الشعر العامي لا يستحق القراءة!!!؟؟

ـ[زكي النصر]ــــــــ[01 - 11 - 2003, 03:37 م]ـ

الشعر العامي .. لا يستحق القراءة!!؟؟

منذ فترة ليست بالقصيرة انطلقت دعوة خطيرة تدعو لمحاربة اللغة العربية واستبدالها باللهجات العامية، وقد كانت البداية على يد بعض المستعمرين الغربيين حيث تأثر بها بعض العلمانيين والمستشرقين وقاموا بمتابعة الحرب ضد العربية الفصحى، وشيئاً فشيئاً أخذت هذه الدعوة تنتشر بين أوساط الناس في العالم العربي حتى صار لها أنصارها والمتعصبون لها.

ولذا نحن لا نعجب حين نرى بعض المجلات والجرائد السطحية تهتم بالشعر العامي لكي تروج سلعتها بين الجهّال والأميين بعد أن رفضها المثقفون، ولكن العجب – وللأسف الشديد – أن توجد مجلات متخصصة فقط في مجال الشعر العامي أو ما يسمونه بالشعر النبطي أو الشعبي، رغم أن أكثر القصائد العامية تافهة وسطحية ولا تتعدى كلمات الغزل المكررة من قصيدة إلى أخرى!!.

- وقد حاولت كثيراً أن أجبر نسي على قراءة الشعر العامي – فلربما أغيّر رأيي فيه!! – إلا أني كلما قرأته ازداد يقيني بأنه شعر تافه لا يستحق القراءة وأنه ضد الذوق الأدبي، ولذلك أنا أحترم جميع الوسائل الإعلامية التي تأبى أن يلوث هذا الشعر صفحاتها، وأدعو البقية لاقتفاء أثرها والاحتذاء بها.

وإن مما يدعو إلى التخلي عن هذا النوع من الشعر أنه شعر خاص بالمجتمع الذي كتب فيه، فالشعر الخليجي لا يقرأه إلا أهل الخليج، والشعر المصري لا يقرأه إلا المصريون، وكذلك الشعر الشامي والمغربي والسوداني ... إلخ. ولهذا فأنت لا ترى شاعراً عامياً مشهوراً على مستوى العالم العربي لأنه لا يقرأ له إلا من يتكلم بلهجته، ولذا لا يعرفه إلا أهل منطقته، باستثناء مجموعة قليلة ارتفع شأنهم واشتهر اسمهم بسبب التلميع الإعلامي الكاذب.

وإنني من خلال هذا المنبر الثقافي أدعو الجميع – وخصوصاً الشعراء والكتّاب - إلى نبذ هذا الشعر ومحاربته ليكون مصيره إلى مزبلة الأدب فهي أولى به!!.

ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[01 - 11 - 2003, 09:30 م]ـ

الأستاذ زكي النصر

الشعر العامي لا يعدو أن يكون كلامي وكلامك وكلام هذا وذاك فيما بيننا، لكنه جاء على نغم إيقاعي.

حفل الشعر الشعبي برصد موثق لحقب مضت جغرافيًا واجتماعيًا وسياسيًا وثقافيًا، وبعضه تطرب له النفس. نعم لا نستبدله بالشعر العربي هذا حق، لكن أن نطرحه جانبًا ونرميه في المزبلة فهذا ما أخالفك فيه. ولا تحكم على الشعر الشعبي من خلال المجلات التافهة التي تفوح غثًا، وتنضح هزالاً، لكن اقرأ شعر القاضي وابن لعبون وبركات الشريف وراشد الخلاوي وغيرهم، وسترى الحكمة والفلك والغزل الجزل والوصف.

أرى أن الشعر الشعبي الرصين يروى ويتمثل به، لكن أن يجعل له مجلات ومحافل ورسائل جامعية ويربى صغار الأمة عليه فلا.

ـ[زكي النصر]ــــــــ[02 - 11 - 2003, 09:03 ص]ـ

أستاذي العزيز / خالد

شكراً لك اخي الكريم على هذا الرد الجميل، فأسلوبك رائع ومقنع جداً.

نعم .. أنا معك فيما قلته عن الشعر الشعبي وأنا لا أنكر وجود قصائد عامية تحمل بعض المعاني السامية والصور المعبرة الجميلة.

ولكن ...

هذا لا يعني أن نشجعه ونحافظ عليه ونردده، فهو في النهاية ضد اللغة العربية الفصحى.

شكراً مرة أخرى، ويسعدني أن أرى ردودك على مشاركاتي.

ولك مني أجمل تحية.

ـ[ابن الفصيح]ــــــــ[03 - 11 - 2003, 02:12 ص]ـ

تحية طيبة

الأستاذ زكي النصر

مقالتك رائعة الفكرة سامية الهدف، إلا إنه خانك التعبير في أسلوب الدعوة للعربية والذود عن حماها عندما جانبت الجدال بالتي هي أحسن.

كما أن منطق القوي في حجته يناقش ثم يناقش ثم يبدي رأيه دون أن يكون هذا الرأي حكما ملزما لمناقشيه وإلا فما فائدة النقاش؟

عند العودة إلى مقالتك أراك في ـ أكثر من موضع ـ ذكرت عبارة " الشعر العامي " ومن البديهي أنك طالما أقررت بأنه شعر وهو كذلك فلنا في كونه كلاما أن نقبل حسنه وأن نرفض سيئه، ولا أظن أن عدم قدرتك على استقرائه أمراً معيبًا له.

لا مزيد على ما قاله أستاذنا الشبل في أن هناك من المعاني السامية والأخلاقيات الفاضلة الموجودة في عدد من قصائد الشعر الشعبي ما هو أولى بالدراسة والنقد البنّاء من ترّهات كثير ممن ادعى أنه من شعراء الفصحى.

وحتى نكون أكثر منطقية أقول إن المتأمل ومدقق النظر في ألفاظ الشعر الشعبي يجد أن لغالبيتها أصول في عربيتنا.

أخيرا:

نعم نحارب العامي ولكن ما هو العامي؟

نعم نحارب العامي ولكن تُرى هل حفظ العربية ينتهي عند ذلك؟

نعم نحارب العامي ولكن هل نحارب أهله، ونقول: إن أفكاركم وكلامكم ونتاجكم مهما كان! هو رافد من روافد زبالة الأدب؟

نعم نحارب الشعر العامي ولكن تُرى بماذا ومن أين نسد فراغه في أذهان أصحابه وقلوب محبيه؟

نعم تراثنا الأدبي زاخر بالدّر والجواهر ولكن ...

ليس الفتى من قال كان أبي ...

.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير