-- (((فتاةٌ بين فكّي الأجل))) --
ـ[صالح العمري]ــــــــ[02 - 08 - 2004, 11:42 ص]ـ
فتاة بين فكي الأجل!!
القصيدة على لسان فتاة تعرضت لحادث أليم ووجدت نفسها وجها لوجه بين فكي الموت الذي فاجأها على إسراف على النفس وانغماس في الشهوات والعلاقات والتبذّل في الأسواق والمطاعم والعبث في الإنترنت .. ولكن الله أمهلها لتخرج من هذا الحادث تائبة آيبة .. فهل نستشعر المهلة التي نعيشها!!
وصحوتُ في ساح الحساب ِ = على صفيحٍ من عذابي!!
فإذا اللِّحاظُ تسمّرتْ = في حضرة الأجل ِ المُهابِ
وإذا الثواني أصلَتَتْ = حولي نصالا من حرابِ
عُقدَ اللسانُ فليس لي = إلا دموعي وانتحابي
وإذا الجوارحُ نُطَّقٌ = بالوزر، تشهدُ بالجوابِ
ورأيتُ دنياي التي = أحببتُها كرؤى السراب ِ
سقطَ القِنَاعُ المُهتري = عن وجهِ زيفٍ و اغترابِ
كم سرتُ في أوصابها = جذلى .. وبي منهنَّ ما بي
غلّقتُ نافذة الهُدى ُ = وفتحتُ للأوهام بابي
أشدو بأرصفة الهوى = والدرب ينضحُ بالذئابِ
وأهزُّ عِطفَ مفاتني = فتهيجُ ملحمةُ الرِّغابِ
ألوي حجابا سافرا = وهو الفقير إلى الحجاب ِ
وأشيعُ عطرا أفيحا = يدعو العفيفَ إلى اقتراب ِ
كم من صريعِ صوا .. (م) = .. رم المكياجِ من تحتِ النقابِ
ألهو وأسلو والرؤى = قَشَرٌ .. على سُمِّ الُّلباب ِ
أصبو إلى شطِّ المُنى = فأغوصُ في لُججِ اكتئابي
وأفرُّ من كهف الجحيم = إلى مجاهل من ضبابِ
قد كنتُ أُبصرُ عزّتي = لكن يغالبني التصابي
ولَكَمْ مضغتُ ندامتي = غصصا كسوطٍ من عذاب ِ
وأحسُّ نفثةَ خافقي = والقشعريرةُ في إهابي
لكن يخاتُلني الغَرورُ = فيغتويني عن صوابي
وتشّدُ "سوف" على يدي = وتدوسُ أسئلةَ ارتيابي
وبدت "لعل" بقهقها .. (م) = .. ت الطيشِ في عينِ المُصابِ
وإذا تباطأت الخُطا = يوما تندّرَ بي صحابي ..
من يلهثون على مقا .. (م) = .. صلِ غيّهم .. لهثَ المُرابي
من يهبطون على الخنا = مثلَ البعوضة والذُّباب ِ
من يهدرون ويسدرون = ويعبثون مع الكلاب ِ
وغَدَا سجلُّ سوابقي = حبلاً تلبّبَ في الرقابِ
وإذا الفضائحُ كشّرتْ = للتو عن ظفرٍ ونابِ
فتهدّمت في مهجتي = قيمي على جرف الخرابِ
وإذا الهمومُ بخاطري = كالبحر ناريّ العُبابِ
لم يبقَ بين جوانحي = إلا ضميرٌ من عتابِ
عمياءُ .. يائسة المُنى = يأس العجوز من الشبابِ
ظَمْأى .. مُعَثّرة الخطا = ظمأَ الهجير إلى الشراب ِ
قد كنتُ أدرك موقفي = في الحشرِ من بعد الإيابِ
وأرى المصارع بغتةً = فلم التحايلُ والتغابي؟!
ويحي ألم أسمع هنا = عظة المقابرِ والقِبابِ
ويحي وكم من مضجعٍ = وارى الأحبّةَ في الترابِ
كم حشرجت من سكرةٍ = بين التنفّسِ والشراب ِ
كم من فتاةٍ كُفّنت = والكفُّ بكرٌ بالخضابِ
يُطوى اللِّفافُ على درارٍ .. (م) = من محاسنها العِذابِ
ويُصبُّ ماءُ المسك في = عنقٍ أرقَّ من السحابِ
وتُقطّنُ الأذنُ التي = ما عاد ترعي للخطابِ
وتُغلّقُ العينُ التي = انطفأت على مرأى الصِّحابِ
ويُقلّبُ الجسمُ الأبضُّ = بمأتم الخجلى الكَعَابِ
ويح الشفاه كأنّها = لم تجرِ بالشهدِ المُذابِ
والشعرُ ندَّ .. ألم يكن = ليلا تموّج بالشهاب
أين العطورُ الفائحا (م) = .. تُ من الجواهرِ والثيابِ
ويح الحليِّ تخلّفت = والجيدُ زُفَّ إلى تبابِ!!
فإذا الجفونُ ملاعبٌ = للدودِ من بعد التصابي!!
وإذا الخدودُ تهتّكتْ = بعد النضارة والشبابِ!!
وإذا العظام رميمةٌ = يا للرشاقة والطِّرابِ!!
ربّاه قد أمهلتني = فتولّني .. واقبل إيابي
أسرفتُ فيمن "أسرفوا" = والنارُ تضرمُ من كتابي
فإذا صدى "لاتقنطوا" = كالغيثِ يورقُ في الروابي
ربّاه إن عذّبتني = فكمالُ عدلك في عذابي
ولئن رحمتَ مذلّتي = فجلالُ لطفك كشفُ ما بي
فقري إليك معلقٌ = بغناك ربّي عن عذابي
إنّي أتيتك نادما = لا أقتني إلا متابي
وتطهرّت مني الحشا = طُهر الدعاء المُستجابِ
وتغسّلت روحي الرفيـ (م) = ــفةُ من سنا "أم الكتابِ"
فامنن عليّ بمهلة ٍ = لأريك بالتقوى جوابي
وأُفنّد َ العصر المُشِّتَ = ويعلم الساهون مابي!!!
=========================
صالح بن علي العمري- الظهران
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[02 - 08 - 2004, 01:17 م]ـ
ما أشد تلك اللحظات، حينها يعيد الخيال شريط العمر بعرضٍ سريع.
شكرًا يا مهندس صالح على هذه الذكرى.
أين العطورُ الفا (م) ئحاتُ من الجواهرِ والثيابِ
لو قيل:
أين العطورُ الفائحا (م) تُ من الجواهرِ والثيابِ
ويبدو لي أن هناك حرفًا ساقطًا، أو أنني لم أحسن قراءة البيت:
وتغسّلت روحي الرفيـ (م) ـةُ من سنا "أم الكتابِ"
لك تحياتي، يا أبا علي، فلا فض فوك.
ـ[صالح العمري]ــــــــ[02 - 08 - 2004, 04:06 م]ـ
شيخنا الحبيب خالد:
جزاك الله خيرا .. عدّلتها ..
لا عدمناك ولا عدمنا تصويباتك المسددة الرائعة ..
واسلم لمحبّك ..
صالح