[هذا الموضوع لم ننهيه بعد يا أبا سارة]
ـ[بوحمد]ــــــــ[03 - 11 - 2003, 02:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فما وَجدتْ بناتُ بني نَِزار=حَلائلَ أسودِينَ وأحمرينا
قالها حكيم الأعور (ابن عياش الكلبي) من شعراء الشام في هجاء مضر ورمى فيها زوجة الكميت بن زيد بأهل الحبس لما فرّ منه الكميت بثياب امرأته.
(سؤال: أسودِين؟! ... أحمرين؟! هل يُجمع أسود وأبيض بهذه الطريقة؟)
وعارضها الكميت رحمه الله بقوله:
ألا حُيَِيتِ عنا يا مَدِينا=وهل بأسٌ بقولِ مُسَلِّمينا
لنا قَمَرُ السماءِ وكُلُّ نجمٍ=تُشير إليهِ أيدي المهتدينا
وجَدْتُ الله إذ سمَّى نِزاراً=وأَسكنهم بمكةَ قاطنينا
لنا جَعَلَ المكارمَ خالصاتٍ=وللناسِ القفا ولنا الجبينا
وما ضَرَبَت بناتِ بني نِزارٍ=هوائجُ مِن فحولِ الأعجمينا
وما حَمَلوا الحميرَ على عِتاقٍ=مُطَهَّمَةٍ فَيُلْفَوا مُنْغِلينا
مع العُضروط والعُسَفاءِ ألْقَوا=بَراذِعَهُنَّ غَيْرَ مُحَصَّنينا
وتسمى المُذَهبَّة، القصيدة الدامغة والمشهورة للكميت بن زيد رحمه الله (كما ذكرها صاحب الأغاني) والتي ردَّ بها على قصيدة الأعور الذي كان قد هجا نِزار ونسله، وكما هو معلوم فإن نِزار بن مَعَدّ بن عدنان هو والد مُضر ونسبه يتصل بنسب النبي محمد (ص)، فبنو هاشم من مُضر. وكان هذا الأعور يتقرب الى بني أمية حتى أنه لم يتورع عن هجاء علي بن أبي طالب (رض) وبني هاشم جميعا. يقول الأعور هاجياً جميع بني نزار ومنهم بني هاشم:
فما وَجدتْ بناتُ بني نَِزار=حَلائلَ أسودِينَ وأحمرينا
الغريب في الأمر أن دعبل الخزاعي والمعروف بولائه الشديد لآل البيت وصاحب التائية الشهيره:
مَدَارسُ آياتٍ خَلَتْ مِن تلاوةٍ=وَمَنزلُ وَحيٍ مُقفرُ العَرَصَاتِ
أقول أن دعبل هذا قد عارض قصيدة الكميت بستمائة بيت وهجا بها النزارية أيضاً!! ولم يبق منها إلا ما لايتجاوز العشرين بيتاً .. يقول فيها (كما أوردها الكرمي مع إني لم أجدها في ديوانه الذي شرحه مجيد طراد نسخة دار الجيل، بيروت):
أقِلّي من مَلامَكِ يا ظَعينا=كفاكِ اللومَ مَرّث الأربعينا
ألم تحزُنكِ أحداثُ الليالي=يُشَيِّبْنَ الذوائبَ والقرونا
لقد علمتْ نزارٌ أن قومي=إلى نَصر النبوةِ فاخرينا
هُمُ كتبوا الكتابَ ببابِ مروٍ=وبابِ الصين كانوا الكاتبينا
حتى قال بعضهم: لم يزل دعبل عندنا وعند الناس جليل القدر، حتى ردّ على الكميت بن زيد ..
يقول أبو سعد المخزومي في دعبل:
وأَعْجَبُ ما سَمِعنا أو رأينا=هجاءً قالهُ حَيٌّ لِمَيْتِ
وهذا دِعْبِلٌ كَلِفٌ مُعَنّى=بتسطير الأهاجي في الكُميتِ
وما يهجو الكميت وقد طواه الر=دى إلا ابن زانية بزيتِ
وقد ذكر حسن سعيد الكرمي صاحب "قول على قول" (ج10ص216)، أن السيد أحمد محمد الشامي سفير جمهورية اليمن في لندن في ذلك الوقت، قد جمع عدداً من القصائد التي عارضت الكميت والردود عليها في كتاب سمّاه "دامغة الدوامغ"، إلا أنني لم أعثر عليه في المكتبات! (من يعلم عنه شيئاً فليتكرم بإبلاغي فأنا متشوق للإطلاع على جميع تلك القصائد).
على أي حال فإن دعبل الخزاعي هذا حكاية أخرى يكفيني منه الآن قوله:
لا تعجبي يا سلم من رَجلٍ=ضحك المشيب برأسه فبكى
بوحمد
ـ[أبو سارة]ــــــــ[03 - 11 - 2003, 09:57 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
صدقت يا أبا حمد، لم ينته الموضوع لأنه تم حذفه للظروف التي مر بها المنتدى، حتى أني لم أعدأتذكر ما كتبتُه على وجه الدقة، إلا أنني أتذكر أني أشرت إلى أن ثمة خلاف حول قائل تلك الأبيات، هذا ما أتذكره،ولك مني ومضات سأدرجها قريبا جدا جدا إن شاء الله حول هذا الموضوع0
ولايفوتني هنا أن أشيد باختياراتك الجميلة فيما تطرحه علينا في هذا المنتدى،فنحن بحق بحاجة إلى مثل هذه الإشارات اللطيفة0
فجزاك الله عنا كل خير0
ـ[حروف]ــــــــ[04 - 11 - 2003, 01:21 ص]ـ
أخي الكريم (بو حمد .. )
في عنوان الموضوع:
أليس الأصح (لم نههِ) وليس (لم ننهيه)؟!
لأن "لم ننهِ" مجزومة بلم وعلامة الجزم حذف حرف العلة - الياء -؟!
لفتة بسيطة أتمنى أن لا أكون مخطئة فيها ...
واصلوا بارك الله فيكم ونفع بعلمكم ..
تحياتي ..
ـ[بوحمد]ــــــــ[04 - 11 - 2003, 12:43 م]ـ
أخي أبا سارة: كما سُمح من قبل للشاعر أن يقول عاشيها وساديها بدلاً من عاشرها وسادسها، ألا يُسمح لبوحمد -بمناسبة الشهر الفضيل- أن يقول "لم ننهيه" بدلاً من "لم ننهه"؟؟؟ .. وبإنتظار ومضاتك ..
صدقت أختي الكريمة "حروف" ..
وقد سبق وأن نبَّهني لذلك أخي العزيز "سامح" ..
ولا أرى محمد ابن بشير الخزاعي قال هذه الأبيات إلا في بوحمد:
أما لو أعِي كلَّ ما أسمعُ=وأحفظُ من ذاكَ ما أجمعُ
ولم أستفد غير ما قد جمعـ=ـت لقيلَ: هو العالم المقنعُ
ولكنَّ نفسي إلى كل شئ=من العلم تسمعه تَنْزَعُ
وأحضرُ بالجهلِ في مجلسي=وعلمي في الكتبِ مستودعُ
فلا أنا أحفظ ما جمعت=ولا أنا من جَمْعهِ أشبعُ
ومَنْ يكُ في علمهِ هكذا=يكن دّهْرَهُ القَهْقَري يرجعُ
إذا لم تكنْ حافظاً واعياً=فَجمعُك للكُتْبِ لا ينفعُ
(سؤال: لم قال "ومَنْ يكُ" بدلاً من "ومن يكون"؟)
ووجدت أيضاً في روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لأبي حاتم السبتي ص38، هذه الأبيات لمحمد بن عبدالله المؤدب:
جامع العلم تراه أبداً=غير ذي حفظ ولكن ذا غَلط
وتراهُ حسَنَ الخطِّ إذا=كتب الخطَّ بصيراً بالنقط
فإذا فتشته عن علمه=قال: علمي يا خليلي في السَّفَط
في كراريس جياد أُحكمت=وبخط أيّ خطّ أيّ خطّ
فإذا قلت له: هاتِ لنا=حَكَّ لَحْيَيْه جميعاً وامْتَخَط
بوحمد
¥