لغز يُحل بعد 40 سنة!!!
ـ[أسامة بن منقذ]ــــــــ[12 - 11 - 2003, 08:34 ص]ـ
السلام عليكم
ليس هذا اللغز ما وعدتكم به , فليس الصفدي بأذكى أهل الأرض قاطبة
ولكن قد شهد له أذكى أهل الأرض بأن رأسه كالقِدر تغلى من التوقّد
تقول بق بق بق ... لله هذه الرؤوس.
فبعض الناس عقله جديد للغاية لم يُستخدم طيلة عمره, فلو أُحتيج لعقل
لكان لعقله التقديم , إذ أنه نظيف لدرجة أنه لم تدر فيه فكرة ولا خطرت فيه خاطرة. والله المستعان
قال بن تغري بردي في (المنهل الصافي) في ترجمة بن الحاجب:
((وله في المُعميات (أي بن الحاجب):
ربما عالج الحروف رجال**في القوافي فتلتوي وتلين
طاوعتهم عين وعين وعين** وعصتهم نون ونون ونون
قال الشيخ صلاح الدين (الصفدي): كتب هذان البيتان إلى حاذق بإخراج
المعميات فأقام ستة أشهر ينظر فيها إلى أن كشفهما، ثم حلف بأيمان
مغلظة أنه لا ينظر بعد ذلك في معمى أبداً، ولم يذكر تفسيرهما أصلاً،
فأضربت عن النظر فيهما لما تبين من عسرهما من سياق الحكاية، ثم
بعد أربعين سنة خطر لي بالليل أن أنظر فيهما، فظهر لي أمرهما وأنه
إنما أراد قوله طاوعتهم عين وعين وعين يعني .... يدٍ وغدٍ وددٍ لأنها
عينات مطاوعة في القوافي، مرفوعة كانت أو منصوبة أو مجرورة، وكل
واحد منها عين لأنها عين الكلمة، لأن وزن (غدٍ) فع , ووزن (يد) فع
ووزن (دد) فع
وأراد بقوله وعصتهم نون ونون ونون:
الحوت لأنه يسمى نوناً
والدواة لأنها تسمى نوناً
والنون الذي هو الحرف
وكلها نونات غير مطاوعة في القوافي، إذ لا يتم واحد منها مع الآخر، ثم نظم ذلك - عفا الله عنه - في بيتين على وزن السؤال، فقال:
أي غدٍ مع يدٍ ددٍ ذو حروف**لها وعت في الورى وهو عيون
ودواة والحوت والنون نونا**ت , عصتهم وأمرها مستبين
قلت: كان الشيخ صلاح الدين لم يظهر له معناه المعمى إلا لما وقف على هذين البيتين، والله أعلم.)) اهـ من المنهل الصافي
http://www.alwaraq.cc/index2.htm?i=279&page=1
أين أجد المنهل الصافي كاملا في الشبكة؟
فأنا أبحث عن ترجمة بن دقيق العيد وأسباب وقيعة أبي حيان فيه, فهل يعرفها أحد منكم فيفيدنا؟
فإن المنقول هذا آخر المنهل الصافي في الوراق, والمعمى وقع اتفاقا لاقصدا.
ـ[أسامة بن منقذ]ــــــــ[13 - 11 - 2003, 08:20 م]ـ
توقّد ذهن الصفدي
يحكي الصفدي في كتابه (الوافي بالوفيات) عن أول لقاء له مع
شيخ الاسلام, ويتجلى فيه منتهى ذكاء الصفدي, لدرجة أن الشيخ
رحمه الله عدل عن جوابه إلى شكره.
بل أورد على شيخ الاسلام إيرادات, تدل على أنه لايمر عليه شيء إلا
وينخله بعقله ... قال الصفدي:
((وسألته في سنة ثماني عشرة أو سبع عشرة وسبع مائة وهو
بمدرسته بالقصاعين عن قوله تعالى "و أخر متشابهاتٌ" فقلت له:
المعروف بين النحاة أن الجمع لا يوصف إلا بما يوصف به المفرد من الجمع
بالمفرد من الوصف، فقال: كذا هو، فقلت: ما تفرد متشابهات? فقال:
متشابهة، فقلت: كيف تكون الآية الواحدة في نفسها متشابهة، وإنما
يقع التشابه بين آيتين? وكذا قوله تعالى "فوجد فيها رجلين يقتتلان"
كيف يكون الرجل الواحد يقتتل مع نفسه? فعدل بي من الجواب إلى
الشكر، وقال: هذا ذهن جيد (ولو لازمتني سنة لانتفعت).
وسألته في ذلك المجلس عن تفسير قوله تعالى "هو الذي خلقكم من
نفس واحدةٍ وجعل منها زوجها" إلى قوله تعالى " عما يشركون" فأجاب
بما قاله المفسرون في ذلك وهو آدم وحواء وأن حواء لما أثقلت بالحمل
أتاها إبليس في صورة رجل وقال: أخاف من هذا الذي في بطنك أن
يخرد من دبرك أو يشق بطنك وما يدريك لعله يكون بهيمة أو كلباً، فلم
تزل في همّ حتى أتاها ثانياً وقال: سألت الله تعالى أن يجعله بشراً
سويّاً وإن كان كذلك سميه عبد الحارث. وكان اسم إبليس في الملائكة
الحارث، فذلك قوله تعالى " فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما
آتاهما" وهذا مروي عن ابن عباس.
فقلت له: هذا فاسدٌ من وجوه لأنه تعالى قال في الآية الثانية " فتعالى
الله عما يشركون" فهذا يدل على أن القصة في حق جماعة، الثاني أنه
ليس لإبليس في الكلام ذكر، الثالث أن الله تعالى علم آدم الأسماء
كلها فلا بد وأنه كان يعلم أن إبليس الحارث، الرابع أنه تعالى قال:
"أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهو يخلقون" وهذا يدل على أن المراد به
¥