[اليتيمة لـ (دوقلة المنبجي)]
ـ[الأحمر]ــــــــ[02 - 09 - 2003, 03:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل بالطلولِ لِسائلٍ رَدُّ
أمْ هل لها بِتكَلُّمٍ عَهْدُ
دَرَسَ الجديدُ جَديدَ مَعْهَدِها
فَكَأنَّما هِيَ رَيْطَةٌ جَرْدُ
مِنْ طُولِ مَا تَبكي الغُيومُ على
عَرَصاتِها وَيُقَهْقِهُ الرَّعْدُ
وتلث سارية وغادية
ويكر نحس خلفه سعد
تلقاء شاميةيمانية
لهما بمور ترابها سرد
فكست بواطنها ظواهرها
نوراً كأن زهاءه برد
فَوَقَفْتُ أسألها وليس بِها
إلا المها ونَقَانقٌ رُبْدُ
فَتَناثرتْ دُرَرُ الشُّؤونِ على
خدي كما يتناثرُ العِقْدُ
لَهفي على دَعْدٍ، وما خُلِقَتْ
بالاً لِطُولِ تَلَهُّفِي دَعْدُ
بيضاءُ قدْ لَبِسَ الأديمُ أديـ
ـــمَ الحُسنِ فهو لِجِلدها جِلدُ
وَيُزِينُ فوديها إذا حَسَرتْ
ضَافي الغَدَائرِ فَاحِمٌ جَعْدُ
فالوجه مثل الصبحِ مُبيضٌ
والشَعْرُ مِثلُ الليلِ مُسْودُّ
ضِدانِ لما استُجْمِعا حَسُنا،
والضِّدُّ يُظهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ!
وَجَبينها صَلْتٌ وَحَاجِبُها
شَخْتُ المَخَطِّ أزجُّ مُمْتَدُّ
فكأنها وسنى إذا نَظَرَتْ،
أو مُدْنَفٌ لما يُفِقْ بَعْدُ
بِفُتورِ عَيْنٍ ما بِها رَمَدٌ؛
وبِها تُداوى الأعينُ الرُمْدُ
وَتُريكَ عِرْنيناً به شَمَمٌ
أقنى وَخَداً لَوْنُهُ وَرْدُ
وَتُجِيلُ مِسْوَاك الأراكِ على
رَتْلٍ كأنَّ رُضَابَهُ شَهْدُ
والجِيدُ منها جِيدُ جازِئةٍ
تَعْطُو إذا ما طالها المَرْدُ
والصدر منها قد يزينه
نهد كحق العاج إذ يبدو
وكأنما سُقِيَتْ تَرائِبها
والنحرُ ماءَ الوردِ إذ تَبْدو
والمِعصمان فما يُرى لهما
مِنْ نِعْمَةٍ وَبَضَاضَةٍ زَنْدُ
ولها بَنانٌ لو أردْتَ له
عَقْداً بِكَفِّك أمْكَنَ العَقْدُ
وَبِصَدْرِها حُقّانِ خِلْتَهُما
كافورتينِ عَلاهُما نَدُّ
والبطنُ مَطويٌّ كما طُوِيتْ
بِيضُ الرِّياطِ يَزِينُها المَلْدُ
وبِخَصْرِها هَيَفٌ يُزَيِّنُهُ
فإذا تنوءُ يَكادُ يَنْقدُ
والتف فَخْذَاها وَفَوقَهُمَا
كَفَلٌ، يُجاذِبُ خَصْرَها، نَهْدُ
فَقِيامُها مَثْنى إذا نَهَضَتْ
مِنْ ثِقْلِهِ وَقُعُودُها فَرْدُ
والساق خرعبة منعمة
عبلت فطوق الحجل منسد
والكعب أدرم لا يبين له
حجم وليس لرأسه حد
ومشت على قدمين خصرتا
والتفتا فتكامل القد
ما شَانَها طُولٌ ولا قِصَرٌ
في خَلقِها فَقِوَامُها قَصْدُ
إن لم يكنْ وَصْلٌ لديكِ لنا
يشفي الصبابةَ فليكنْ وَعْدُ
قدْ كانَ أورقَ وَصْلُكُمْ زمناً
فذوى الوِصَالُ وأورقَ الصَّدُ
لله أشواقي إذا نَزَحتْ
دارٌ بِنا وَنأى بِكُمْ بُعْدُ
إن تُتْهِمي فَتِهامَةٌ وطني
أو تُنجِدي إن الهوى نَجْدُ
وزَعَمْتِ أنكَ تُضْمِرين لنا
وُدّاً، فَهَلاَّ يَنْفَعُ الودُّ
وإذا المُحِبُّ شكا الصُّدُودَ ولم
يُعْطَفْ عليه فَقَتْلُهٌ عَمْدُ
نختصها بالود وهي على
ما لا نحب فهكذا الوجد
أو ما ترى طمري بينهما
رجل ألح بهزله الجد
فالسيف يقطع وهو ذو صدأ
والنصل يعلو الهام لا الغمد
هل تنفعن السيف حليته
يوم الجلاد إذا نبا الحد
ولقد علمت بأني رجل
في الصالحات أروح أو أغدو
سلم على الأدنى ومرحمة
وعلى الحوادث هادن جلد
متجلبب ثوب العفاف وقد
غفل الرقيب وأمكن الورد
ومجانب فعل القبيح وقد
وصل الحبيب وساعد السعد
منع المطامع أن تثلمني
أني لمعولها صفا صلد
فأروح حراً من مذلتها
والحر حين يطيعها عبد
آليت أمدح مقرفاً أبداً
يبقى المديح وينفد الرفد
هيهات يأبى ذاك لي سلف
خمدوا ولم يخمد لهم مجد
والجد كندة والبنون همُ
فزكا البنون وأنجب الجد
فلئن قفوت جميل فعلهمُ
بذميم فعلي إنني وغد
أجمل إذا حاولت في طلب
فالجِدّ يغني عنك لا الجَدّ
ليكن لديك لسائل فرج
أو لم يكن فليحسن الرد
هناك بيتان حذفتهما لأن الذوق العام يمجهما
ـ[ثابت قطنة]ــــــــ[02 - 09 - 2003, 10:19 م]ـ
قصيدة فريدة كاسمها
لكن يا عزيزي هل صحيح أن دوقلة ليست له إلا هذه القصيدة!!
(إن صحت نسبتها إليه).
و يا ترى ما تاريخ هذا الشاعر؟! وأين نتاجه؟!
أسئلة تدور في خلدي كلما قرأت هذه التحفة
فيا ليتك لو أفتدنا في ذلك.
وشكرا لك عزيزي الأخفش.
ـ[تأبط خيرا]ــــــــ[03 - 09 - 2003, 10:33 م]ـ
شكرا لنشر هذه القصيدة الرائعة
لي عليها بعض التعليق لاستفزاز علماء العروض والبلاغة (ولست منهم ولكني أجد في تعليقاتهم ومناقشاتهم متعة كبيرة فأرجو أن لايبخلوا علينا بها)
وَتُريكَ عِرْنيناً به شَمَمٌ
أقنى وَخَداً لَوْنُهُ وَرْدُ:
كأني أشعر ببعض الخلل في الوزن في قوله لونه ورد. ربما كانت لونه الورد والله أعلم. مارأي علماء العروض ياترى؟
والصدر منها قد يزينه
نهد كحق العاج إذ يبدو
وكأنما سُقِيَتْ تَرائِبها
والنحرُ ماءَ الوردِ إذ تَبْدو
يبدو لي غريبا أيضا تكرار القافية
تبدو ويبدو في بيتين متتاليين: مارأي علماء البلاغة؟
لله أشواقي إذا نَزَحتْ
دارٌ بِنا وَنأى بِكُمْ بُعْدُ
نأى وبعد تفيدان ذات المعنى فلعها "وطواكمُ البعدُ)
ان تتْهِمي فَتِهامَةٌ وطني
أو تُنجِدي إن الهوى نَجْد
فان لم تنجد فهل يبقى الهوى في نجد. كلمة "إنَّ" هنا تعطي معنى الديمومة وتلغي شرط وجود المحبوبة في تلك الديار. فلعلها (أو تنجدي يكنِ الهوى نجد) فهذا أبلغ والله أعلم.
ولقد علمت بأني رجل
في الصالحات أروح أو أغدو
يبدو لي أيضا أن هناك خللا في الوزن في الشطر الأول ولعله (ولقد علمت بأنني رجل بدلا من "بأني رجل".
أفيدونا بشروحكم وتعليقاتكم جزاكم الله خيرا.
¥