تُهَدِّرُ في دِمشقَ وما تَريمُ
ـ[ابن هشام]ــــــــ[23 - 01 - 2004, 10:49 م]ـ
أخي أبا حمد وفقك الله ومرحباً بك وبسؤالك.
معنى تريم في البيت: أي تنتقل، وما تريم: أي ما تذهب وتخرج وتنتقل لحرب علي.
وهذا البيت - أخي الكريم - كما تفضلت هو للوليد بن عقبة، يخاطب به مع أبيات أخرى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، ويحضه على حرب علي بن أبي طالب رضي الله عنه. والعرب تسمي البعير (المعنَّى). وذلك إذا كان فحلاً فهاج على الإبل، فإنهم يحبسونه، فلا يزال يهدر ويحن ويرغو ولكن بدون فائدة، وهو في هذه الحالة يقال له (السَّدِمُ المُعَنَّى). وهذا ما يقصده الوليد بقوله لمعاوية:
قطعت الدهرَ (كالسد المعنى ... تُهَدِّرُ) في دمشق وما تريمُ
وإنك والكتاب إلى عليٍّ**** كدابغة وقد حلم الأديمُ
وعذراً فلم أتمكن من تأمل ما نقلته لأعرف هل وردت العبارة أم لا فسامحني.
وأما سؤالك عن بيت الأخطل:
هَديرَ المعنَّى ألقحَ الشَّولَ غيرُهُ ... فظلَّ يُلوِّى رأسَهُ بِصِفَادِ
وسؤالك لم نصبت (هدير)؟
فالجواب هو أنه لا يفهم هذا البيت إلا بما قبله، فهو يهجو رجلاً اسمه الحراق من بني بكر. فهو يقول:
ولو لم يعذ بالسلم منهن هانئ ** لعفرن خدي هانئ برمادِ
وظل الحراق وهو يحرق نابه ** بما قد رأى من قوة وعتادِ
هدير المعنى، القح الشولَ غيره ** فطل يلوي رأسه بقتاد
فهو يقول إن الحراق سيظل يعض على أنيابه غيظاً، ولا يجرؤ على قتالهم، لما رأى من قوتهم، وسيظل يهدر مع عجزه عن حربنا هديرَ المعنى - الذي هو البعير الهائج الذي منع من الضراب كما تقدم - الذي ينزو على الناقة وهو محبوس عن الضراب بطريقة يعرفها أهل الإبل، وقد سبق أن ألقح هذه الناقة فحل قبله، فيظل رأسه متدلياً يشده الرسن والحبل الذي قد ربط به.
فسبب نصب (هدير) إذاً أنه تعرب فيما يبدو لي مفعولاً مطلقاً. فتقدير الكلام (لظل الحراق يهدرُ هديرَ المعنى).
تقبل تحياتي.
ـ[بوحمد]ــــــــ[26 - 01 - 2004, 04:20 ص]ـ
إذن (هديرَ) المعنى مفعول مطلق ولذلك جاء منصوب ولكن هل يضاف مفعول المطلق؟
اليس هدير المعنى أقرب للتشبيه منه للمفعول المطلق؟
تريم تعني تنتقل؟ فما اصل اشتقاقها اذن؟ وما هو المصدر الذي يثبت هذا المعنى لها؟
وشكراً لكم