تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[معركة قصيدة النثر في مصر]

ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[13 - 09 - 2003, 03:44 م]ـ

منقول

فجر عبد المعطي حجازي قضية قصيدة النثر على صفحات الاهرام ليفتح الملف القديم الجديد لمحاكمة لون ابداعي وارد اثار ومايزال جدلا لايصنف الا كأحد نقاط التماس المباشرة في معركة الحداثة التي لم ينفرج بعد دخانها

الاراء متقاطعة فمن هم مع قصيدة النثر اعتبروها الابنة الشرعية لعصر الانترنت والعولمة عصر يتسم باقصى مستويات الحرية وانها كالفاكس والانترنت عابرة للقارات وان شاعرا يكتب قصيدته باستعمال الكيبورد في الكمبيوتر كيف يمكن ان يشبه شاعرا عربيا تاريخيا كان يكتب على قطعةمن جلد الماعز!

اما معارضوها فاعتبروها خشبة النجاة للمتطفلين على الابداع من انصاف الشعراء الجاهلين للوزن والاخرين المغرمين بالهلوسة ولعبة العبث اللغوية وكتابة التعويذات والطلاسم وتقليد الصرعات الوافدة بلا ادنى احترام لشروط ابداعية خاصة

وفي محاولتنا لرصد جمهرة من هذه الاراء المتباينة لانعدم الاشارة الى ان أي لون ابداعي لابد ان يتنوع في مستوياته ومنتوجه فالنص يحدد جودته مهارة المبدع وتمكنه من ادواته وليس قالبه مهما كان، فمما لاينكر المستوى الهابط والردي لكم هائل من اعمال قصيدة النثر الا انه مما يجدر الاعتراف به ايضا الكم المماثل والفاشل من الشعر العمودي وشعر التفعيلة والمتهم الحقيقي والذي يجب ان تفتح ملفاته هو الشاعر وليس قالب القصيدة

قصيدة النثر اميبا! لأحمد عبد المعطي حجازي

"أن قصيدة النثر وحيدة الخليّة كالاميبا، فقد تطورت الاميبا، التي تتكاثر بالانقسام إلى كائن أرقى يتزاوج بالتلقيح الشعراء الكاتبون لقصيدة والمدافعون عنها اختاروا الاميبا، التي هي أحط في سلم التطور، لأنهم جردوا الشعر من الوزن والقافية وتآزر الأصوات والاستعارة، وجعلوه محصوراً في "النثر" فهو شيء يشبه الشعر، أو شعر اخرس أو شعر وحيد الخلية .. "

قصيدة المواهب المتواصفة/ حسن طلب

"قصائد أصابت محبي الشعر بالقرف"، كانت تلك هي أولى الإشارات الهجومية التي استعملها حسن طلب، في رده المتحمسين لقصيدة النثر. ذلك أنه يذهب في ذلك إلى تحديد ثلاثة مرتكزات هي ـ في نظرة ـ شرط أو أساسي لكتابة قصيدة شعرية، ويتعلق الأمر ب‍: 1ـ الإيقاع 2ـ المجاز 3 ـ ثم المعنى، مؤكداً على أن سبب التجاء الشعراء، خصوصاً من جيل السبعينيات، إلى كتابة قصيدة النثر يرجع بالأساس إلى "تواضع مواهبهم وثقافتهم وحسهم اللغوي، لذلك هجروا الشعر إلى النثر مدعين أن الوزن زخرفة وحلية مجانية". ليخلص في الأخير إلى قناعة مفادها أن "ما انتهى إليه شعراء السبعينيات، الذين بحثوا عن السهولة، وطلبوا راحة الدماغ، وظنوا أنهم قادرون على أن يكسبوا الشعر بأقل تكلفة، فأنشأوا نثراً مموها، وحين سألناهم: ما هذا النثر المهلهل الفقير: قالوا: أنه الشعر! "

الشكل غير مقدس/ محمد سليمان

وتحت عنوان "عن الشعر والمافيا والنثر أيضاً، بدأ الشاعر محمد سليمان أقل حدة وانفعالاً من الشاعر طلب، ذلك أنه حاول منذ البداية إثبات تلك النظرة الدونية والصيغ الساخرة، التي كان يستعملها شعراء التفعيلة حيال الشكل العمودي والقصيدة القديمة باستحضار منظومة الألفية

رغم أنها نظمت لتكون وسيلة مساعدة للتعلم وحفظ القواعد النحوية، بعد ذلك انتقل للحديث عن الشكل الإبداعي، الذي اعتبره غير مقدس، لكنه في الوقت نفسه ليس بلا قيمة، بحيث يساعد على فرز النصوص ووضع الفوارق والعلامات بينها وبين كتابات إبداعية أخرى. غير أنه ما يلبث أن يصل إلى قناعة خاصة به، كما يعبر عن ذلك، مفادها أن: "قصيدة النثر حتى الآن لم تنجح في تثبيت جذور لها بسبب رفضها لكل التجارب الشعرية السابقة عليها، بما فيها قصائد النثر التي كتبها يوسف الخال، انسي الحاج والماغوط وغيرهم"، لأنها ـ دائماً حسب محمد سليمان ـ "أهملت بعض العناصر الإيجابية التي كان من الممكن الاتكاء عليها والانطلاق منها ولم تدرك أن القطيعة التامة مع التجارب السابقة نوع من العدمية وارتماء في أحضان الآخر". ليخلص، في نهاية مقالته، إلى: "اليس مخجلاً دفاع بعضنا عن قصيدة النثر لدينا بإنجاز شعراء غربيين ك: سان جون بيرس وريتسوس! "

المسؤولية تقع على عاتق المترجمين/ د. محمد عناني

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير