ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[13 - 07 - 2003, 08:18 م]ـ
الأستاذ أبا سارة
شعر التفعيلة قد يكون له جذور عربية، في الحداء ونحوه، وكما تعلم أنه التزام وحدة إيقاعية تتكرر، وهذا - في ظني - ما كان من تفعيلة الرجز، إذ تتكرر ثلاث مرات، أو مرتين في المجزوء، والشاعر في الشعر الحر أو شعر التفعيلة يكرر هذه الوحدة الإيقاعية عدة مرات، وربما وجدت أن الأذن تطرب لذلك التكرار الموسيقي، فليس في ذلك خروج عن نهج العرب في التكرار التفعيلي في البحور الشعرية. وهذه البحور ليست نصًا توقيفياً حتى نحظر التجديد فيه، ولكن هي قوالب إيقاعية تحمل المضمون الذي ينبغي أن يكون هو مدار النقد. كما ذُكر فالفكر الحداثي في المضمون ربما لبس ثوب القافية. فلا أجد غضاضة في قراءة الحر والاستمتاع به.
لك تحياتي
ـ[أبو سارة]ــــــــ[15 - 07 - 2003, 06:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ خالد الشبل حفظه الله
أنا لست بأستاذ، ولي الفخر أن أكون طويلب علم، لأن العلم شموخ وعزة ويكفيني بل ويرضيني أن أكون في أنزل مكان من مراتب العلم،وأنا على أتم الاقتناع بذلك0
وكلامك الذي تفضلت به، هو كلام صديقي الشاعر، والذي أشرتُ إليه أعلاه،ولكني أقف منه موقف الحذر، ولا أستسيغ أن أعده في شجرة نسب شعرنا العربي الأصيل!،ولا أقول هذا الكلام وفق ضوابط وقواعد،لأنه قد يكون في كلامك جانبا كبيرا من الصواب، لكني أقوله هكذا بالفطرة!
نفعنا الله بعلمك، والسلام
ـ[أمل]ــــــــ[15 - 07 - 2003, 04:00 م]ـ
الأساتذة الأفاضل
تابعت حواركم من بدايته، واستمتعت به وأفادني، لكني آثرت التنحي قبل هذا عن مناقشة الموضوع لأني اعتقدت أن المسألة أولاً وأخيراً مسألة ذائقة، وكل جديد (في سنن الحياة) مرفوض منبوذ، وهذا من آليات الأمم للحفاظ على ثوابتها، ونتيجة له فإن الوافد الجديد إن استحق الحياة ثبت وصار جزءاً من النسيج العام، وإن لم يستأهلها اندثر .. وكذلك حال الجديد في الأدب، ودارس تاريخ الأدب (في أية أمة يعرف ذلك جيداً)
غير أن لي تعليقاً قصيراً على ما ورد في كلام أستاذنا الفاضل أبو سارة؛ ففي أحد ردوده يقول: " فالقصة أصبح لها أتباع وكتاب في وطننا العربي،ويرى بعض النقاد الإسلاميين أنها مبنية على الكذب لأنها اختلاق لا أصل له!!
وهذه وجهة نظر قوية عند إرجاعها لمقاييس الشرع لأن تعريف الكذب: هو إخبار عن شيء خلاف الحقيقة! "
فالكذب المنهي عنه في شرعنا ليس منه ما ينطبق على الأدب، وإلا لما كان ذلك فات علماءنا الأولين، وهم أهل علم وتقى، ولما كان فات قبلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته حين كانوا ينشدون الشعر عنده (في مسجده) ويستحسن بعضه ..
وأرجو ألا يقول قائل أن ذاك الشعر كان صادقاً كله، فنحن نعرف أن الحقيقة خلاف ذلك ..
ونقادنا الأوائل وهم أيضاً أهل ورع وعلم قالوا: " أعذب الشعر أكذبه "
والكذب الأدبي يسمى خيالاً، ولا يكاد يخلو بيت منه في صورته البسيطة (تشبيهات واستعارات) أو في نسج حكايات كاملة دون سند من الواقع ..
الإسلام ليس محارباً للأدب، والأدب كان أحد أسلحة الإسلام في بداية الدعوة ..
أليس كذلك يا أبا سارة؟
ـ[سامح]ــــــــ[16 - 07 - 2003, 03:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت رد أبي سارة .. ولكني خشيت سوء فهمي ..
ولكن رد الأخت أمل .. أكسبني الجرأة على العودة وإبداء الرأي.
أبو سارة ..
أظن أن في إطلاق الكذب على فن القصة شيء من الإجحاف
وكثيراً ماتحجج بالكذب في رفض أمور لغوية وأدبية .. وسرعان
ماوجدنا من علماء اللغة من يفند حجج المتحججين.
قد لاأكون ذا باع في فن القصة .. ولكن على حد علمي أن القصة
تتطلب الواقعية في أحداثها .. ومن ثم فإن مادة العمل القصصي
يستوحيها القاص من تجاربه الخاصة .. أو من تجارب الآخرين
وهنا لايمكنه أن يختلق شيئاً مخالفاً للواقع.
أما شعر التفعيلة .. فلاأظن بإمكاننا رفضه لأنه أثبت جماله وحسنه
وسواء كان له أصل في القديم أولا فلايمكننا رفضه كفن أدبي لمجرد
أنه دخيل.
ولعلك قرأت في الكتب التي زودنا بها الأخ الفاضل عاشق الفصحى
قول حسن عباس في كتاب (حروف المعاني بين الأصالة والحداثة)
"فلولا الأصالة لما كان ثمة حداثة، ولولا الحداثة لفقدت الأصالة معناها. فالأصالة بلا حداثة عُقم وجمود وموت والحداثة بلا أصالة ضياع وتفسخ وانحلال. رابطة أصيلة بين الأصالة والحداثة يمكن تلخيصها في مقولة: ((لا حداثة بلا أصالة، ولا أصالة بلا حداثة .. )).
ولولا كرم خلقكِ معنا .. لما تجرأنا بطرح أراءنا الفقيرة
للعلم المتمكن.
لكم جميعاًَ تحياتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[16 - 07 - 2003, 07:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكم مني جميعا كل الشكر والتقدير على تفاعلكم الممتع0
وهاهنا إشارات لابد منها000
- قلتُ (هذه وجهة نظر قوية)
فأنا أعتبرها وجهة نظر وليست فتوى، وقد وضعت شاهد قوتها حسب رأيي، وهو تعريف الكذب!، بينما الفتوى تقوم على الدليل الشرعي وفق الكتاب والسنة أو القياس الصحيح0
أما قول الأخت أمل (فالكذب المنهي عنه في شرعنا ليس منه ما ينطبق على الأدب) ففيه نظر!، وهذه فتوى، ولكن تحتاج الى دليل شرعي!
ونقل الأستاذ الفاضل سامح: (لا حداثة بلا أصالة، ولا أصالة بلا حداثة)
أقولُ: هذه القاعدة صحيحة، ولكن بشرط: أن تكون الحداثة خارجة من ذات الأصالة، فستكون حينئذ امتداد للأصالة!
وقبل سنوات حصل خلاف مع أحد الأصدقاء بخصوص كتاب عن" بحور الشعر العامي"، فهو مصر أن يجعله يتماشى مع بحور الشعر العربي، وكان آخر المطاف أن اقترحت عليه اقتراح أن يجعل أسم كتابه "مستنقعات الشعر العامي" وعدم اقحام بحور الشعر الفصيح بذلك، ولكنه لم يرض بذلك 0
أشكركم مرة أخرى على حسن مداخلاتكم وحسن أخلاقكم
وتقبلوا تحياتي