وإن لم يكن هناك تطفل فأرجو إيضاح القصة التي أشرتَ إليها
لك تحياتي
ـ[أبو سارة]ــــــــ[31 - 08 - 2003, 02:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الأخطل رعاه الله
صحيح أن لبيد يقصد نعيم الدنيا، ولكن تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم يختص بصدر البيت فحسب كما سيأتي بيانه،وسأورد لك ما يختص بهذا البيت،وليس تطفلا منكَ طلب ذلك، فكلنا هنا أخوة ولكل منا حق على الآخر، ولك حق عليّ بذلك دون منّه0
عندما قال لبيد هذا البيت لم يكن مسلما،حيث أنه أسلم في السنة التاسعة للهجرة،وكانت له قصة مع الصحابي عثمان بن مظعون احد السابقين الى الاسلام في وقت مبكر من البعثة، وكان قد هاجر الى الحبشة حين اشتدّ ايذاء قريش للصحابة ثم عاد منها الى مكة ودخل في جوار الوليد بن المغيرة، ثم انه رأى أن أصحابه المستضعفين الذين ليس لهم جوار يؤذون ويشرَّدون من ديارهم وهو ناعم البال في ظل الوليد، فاستنكف من ذلك وردّ على الوليد جواره قائلاً له: ارضى بجوار الله ولا أريد ان استجير بغيره .. وبعد ذلك حضر عثمان بن مظعون مجلساً من مجالس قريش وفيه الشاعر لبيد بن ربيعة يُنشدهم فلما قال:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
قال عثمان بن مظعون: صدقت، وعندما قال الشطر الآخر من هذا البيت وهو:
وكل نعيم لا محالة زائل
قال عثمان كذبت: نعيم الجنة لا يزول، فقال لبيد: يا معشر قريش: والله ما كان يؤذى جليسكم فمتى حدث هذا فيكم؟ .. فقال رجل من القوم: إن هذا سفيه فارق ديننا فلا تجدنّ في نفسك من قوله، فردّ عليه عثمان بن مظعون واحتدم الجدال بينهما الى حد ان لطم ذلك الرجل عين عثمان فلم يعد يرى بها، والوليد بن المغيرة قريب يرى ما يدور أمامه من نزاع حاد، فقال لعثمان: والله يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنيّة. لقد كنت في ذمة منيعة، فأجابه: بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله واني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر فقال له الوليد: هلمّ يا ابن أخي ان شئت فعد الى جواري قال ابن مظعون: لا .. لقد رضي بجوار الله تبارك و تعالى وإن ناله الكثير من الأذى فذلك امتحان لإيمانه والمؤمن ممتحن .. وما أصابه كان بسبب لبيد، ولعل هذه الحادثة ظلّت ماثلة في ذهن لبيد وهو يرى مسلماً يناله الظلم بسببه، وأنه في ظل هذه الصورة القاتمة حين أسلم امتنع عن قول الشعر الذي بدأه ببهتان الربيع بن زياد وهو زوج أمه تعصباً لقومه، وثنّاه باستثارته لقريش ضد عثمان بن مظعون الصحابي الذي فقد عينه بتلك الاستثارة التي هو سببها.
عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
رواه مسلم في صحيحه
قال النووي في شرح صحيح مسلم: قوله صلى الله عليه وسلم: (أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل)
وفي رواية (أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل) وفي رواية (أصدق بيت قاله الشاعر) وفي رواية (أصدق بيت قالته الشعراء) المراد بالكلمة هنا القطعة من الكلام , والمراد بالباطل الفاني المضمحل. وفي هذا الحديث منقبة للبيد , وهو صحابي , وهو لبيد بن ربيعة رضي الله عنه 0اهـ
ولاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يذكر إلا صدر البيت فقط،ولاحظ أنه قال أشعر كلمة تكلمت بها العرب في أصح الروايات0
وقد قال له عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يوما: يا ابا عقيل: أنشدني شيئا من شعرك، فقرأ سورة البقرة، وقال:. ماكنت لأقول شعرا بعد اذ علمني الله سورة البقرة وآل عمران0
ويذكر ابن قتيبة (في الشعر والشعراء) أنه لم يقل في إسلامه غير بيت واحد هو:
الحمد لله اذ لم يأتني أجل حتى كساني من الاسلام سربالا
وقيل هو قوله:
ماعاتب المرء الكريم كنفسه والمرء يصلحه الجليس الصالح
والله تعالى أعلم
والسلام
ـ[الفرزدق]ــــــــ[31 - 08 - 2003, 05:20 م]ـ
أما بالنسبة لي
فأجمل ما قيل في الغزل:
قول المجنون:
أمر على الديار ديار ليلى ... أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي ... ولكن حب من سكن الديارا
وقوله:
إذا الحجاج لم يقفوا بليلى ... فلست أرى لحجهم تماما
تمام الحج أن تقف المطايا ... على ليلى وتقريها السلاما
و أفضل ما قيل في الفخر:
قول الفرزدق:
إذا رفع السحاب إليه قوما ... علونا في السماء إلى السحاب
وأفضل ما قيل في المديح:
قول الفرزدق:
هذا ابن خير عباد الله كلهم ... هذا التقي النقي الطاهر العلم
أما أكثر معلقة أحب قراءتها معلقة الأعشى:
ودع هريرة إن الركب مرتحل ... وهل تطيق وداعا أيها الرجل
ومن بعدها معلقة عمرو بن كلثوم:
ألا هبي بصحنك واصبحينا ... ولا تبقي خمور الأندرينا
ـ[الأخطل]ــــــــ[31 - 08 - 2003, 08:14 م]ـ
أخي وقرة عيني أبا ساره
جزاك الله خيرا على هذه المعلومة الرائعة
فتأكد بأن كثيرا منا قد كان يظن هذا الظن ولكن بعد ماكتبته أناملك
اتضح لنا كل شيء فلك مني أزكى تحية
وإن كنت أعتب عليك فلم تخرج لنا مافي جعبتك إلا عنوة بغير طوع
جزاك الله خيرا وأكثر من أمثالك
¥