تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أولاً: قصيدة النثر (قصيدة عصر الإنترنت والعولمة) هي ثورة جذرية مثلثة الأطراف أحدثت تغييرات جذرية أخرى في شكل القصيدة

ثانياً: حرثت وقلبت محتواها فأوجدت لها محتوى خاصاً بها جديداً كل الجدة على عالم الشعر العربي

ثالثا: ثم طورت ـ وهنا الثورة الأكبر ـ بل اخترعت لغتها الخاصة وابرز سمات هذه اللغة تحررها من حركات الأعراب بعد أن حررت نفسها وقائلها من قيود الفراهيدي. والفرهود لغة هو حمل الغنم الصغير وجمعه فراهيد والفراهيد قبيلة سكنت البصرة في الزمن القديم ومن أشكال بحوره الهندسية وتكرارها الدوري الرتيب: إنها قصيدة الفوضى الخاصة الخالية من أية منظومة عقلية هندسية. ولأنها متحررة من حركات الأعراب. نراها قريبة جداً من الشعر الشعبي العامي. إنها ضد المنطق المعروف وضد مفاهيم العقل السائدة بالعرف أو الولادة أو بقوة الدين وقوانين الدولة. فيا أيها الشعراء: أفسحوا المجال أمام كوكبة شباب قصيدة ما بعد الحداثة (قصيدة عصر الإنترنت وزمن العولمة). فالميدان قد اعد لهم بعناية وأنهم هم الظافرون. لأن جبروت هذا العصر العلمي والتقني يقف وراءهم وهم ثمرته ونتاجه ووارثيه شئناً أم أبينا. لقد قاوم أجدادنا القطار والكهرباء والمدارس كبدع محرمة، فمن انتصر في نهاية الأمر؟ نور الكهرباء أم فتاوى التحريم؟

هذا دليل على حيوية اللغة العربية/ عقل العويط

شعر النثر العربي، في تجاربه واختباراته كلها، من لبنان وسوريا والعراق والأردن وفلسطين، إلى الخليج ومصر والمغرب، إلى كل مكان آخر، في مشارق الأرض ومغاربها، لم تعد مشكلته محصورة في قصيدة النثر، كبنية ذات قيم جمالية محددة، أسقطت عليها أسس نظرية واضحة. فقد تم اختراق "منطق" هذه القصيدة وكسر مفاهيمها والتوسع في مقاربة عوالمها، التي باتت تخلق نفسها بنفسها وتجدد جسدها وروحها، خارجةً على "الأسس" التي وضعتها سوزان برنار، واعتقد البعض، لوهلة، أنها مقدسة ونهائية، فإذا بها ممرَّغة ومضرَّجة على أيدي أصحاب الثورة الأدبية من الرواد قبل غيرهم تأكيداً. فنحن، تقول مقدمة "لن"، لا نهرب من قوالب جاهزة لنجهّز قوالب أخرى، ولا ننعى التصنيف الجامد لنقع بدورنا فيه. وما صفة التدمير التي تلاحق قصيدة النثر ك‍ "لعنة" جميلة إلاّ "الإطار" الحرّ والخلاّق الذي نحبّ أن ندرج فيه كل محاولة جديدة لشعرنة النثر وكتابة قصيدة فيه. نقول التدمير، نعم، تدمير الشكل وتدمير العالم، بهدف خلق أشكال وعوالم هي نفسها ستكون عرضة للتدمير، لا استتباباً لحقيقة نهائية. وما دامت المعارك الأدبية تجري في القاهرة على هذه المنوال، ويتردد بعض صداها في بيروت، ووفق هذه الأهداف المجانية، شعرياً، فإن الشعر المصري، وشعر النثر تحديداً، يبحث إذاً بقلق عن أشكال جديدة ولغة جديدة، سيكون من الصعب الآن تمييز الغث من السمين فيها. وهذا ليس مطلوباً تحت هذه الوطأة

وكعبرة مما يجري، يستحيل إدراج كل ما يُكتَب من قصائد في شعر النثر العربي، تحت التسمية المعروفة لقصيدة النثر. فهذه باتت من باب تسمية الكل باسم الجزء، وقد ذهبت التجارب الشعرية منذ الستينات حتى اليوم مذاهب شتى في خلق أشكالها، حتى لدى شعراء الجيل الواحد، بل حتى لدى الشاعر الواحد نفسه، ولم يعد صالحاً القول بشعر قصيدة النثر لتعريف كل ما يُكتَب نثراً الآن، أو للمقارنة مع القصيدة الموزونة أو قصيدة التفعيلة والقصيدة الحرة. وهذه الحال، إذا دلت على شيء فعلى حيوية اللغة العربية، وعلى دينامية شعر النثر وقدراته الخلاّقة على توليد نفسه بنفسه وصناعة قصيدة، أسنصطلح على تسميتها قصيدة نثر أم غير ذلك، فالمسألة أبعد من ذلك. إنها مسألة نهر الشعر يشق مجراه، غير آبه بالعشاب والأدوية الوعرة والجبال و… لا بالتسميات. وسيصل على طريقته وقيصدته ـ وهي طرائق وقصائد شتى ـ إلى البحر. ولن يخطئ الهدف

ـ[أبو دلامة]ــــــــ[14 - 09 - 2003, 12:21 ص]ـ

جزيت خيرا أخي خالد الشبل على هذا الموضوع الجيد

قال تعالى: {فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض}

شعر النثر طلاسم يخيل إليهم من سحرهم أنها تسعى

والتأريخ له القول الفصل في بقاء الأصلح والأجمل

وسيتربع شعر الوزن والقافية على عرش الأضواء

أبودلامة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير