ـ[ابن قتيبة]ــــــــ[10 - 11 - 2003, 03:49 ص]ـ
يا أبا رية:
وأما ضعف ابنك في الإنشاء فلأَن الإنشاء فكرة ولفظ وما دام صغيراً ففكره ضعيف ولا سبيل إلى تقويته إلا بأساليب خاصة. وأحسن طريقة هو أن تدعه يقرأ أمامك في كل يوم قطعة من جريدة تختارها أو موضوعاً من كتاب مدرسي من كتب الإنشاء ثم تناقشه فيما يفهمه من المقال وتوضح له الألفاظ والمعاني. فإذا فهم عشرين أو ثلاثين مقالاً على هذه الطريقة فإنه ينطلق في التعبير بسهولة ويجمع في ذهنه معاني طيبة وألفاظاً كثيرة يعبر بها، وأضف إلى ذلك أن تعطيه كل يوم بيتاً من الشعر يكون فيه معنى حسِّي فيفهم البيت ويشرحه كتابةً ثم تصلح له فهمه إن أخطأ ويعيد الكتابة على البيت مرة أو اثنتين أو أكثر فإن حفظ أربعين أو خمسين بيتاً وفهم معانيها وصار يحسن كتابتها من تلقاء نفسه. . .
وبلاختصار قوِّ في ابنك الميل إلى القراءة في الجرائد والمجلات والكتب وراقبه أنت في ذلك وهذا ما يكفي، ومن أحسن ما يفيده قراءة مجلة (كل شيء) لأن فيها معلومات مفيدة سهلة التناول ودعه يقرأها كلها أمامك على أيام بشرط أن يقرأ فصيحاً.
هذا والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[ألف بيت]ــــــــ[17 - 11 - 2003, 07:01 ص]ـ
أشكر الأخ الحبيب / ابن قتيبة (الملقب نفسه بأديب أهل السنة ابن قتيبة ـ رحمه الله تعالى ـ) على هذه المشاركة الممتعة.
وليسمح لي بذكر هذه الفوائد التي نبتت في ذهني وأنا أقلب النظر في كلام الأديب الكبير الرافعي ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ.وهي:
1.تفسير الكشاف للزمخشري لا ينصح به أهل العلم لانحراف مؤلفه عن منهج أهل السنة والجماعة وتكلم عنه باختصار وذكر حسناته وسيئاته الشيخ عائض القرني في كتابه (كتب في الساحة الإسلامية) فارجع إليه غير مأمور.
2.كتاب نهج البلاغة:هو كتاب منسوب لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه وأرضاه.والذي جمعه معتزلي رافضي متهم في دينه واسمه المرتضى أبي طالب علي بن حسين بن موسى الموسري (المتوفى سنة 436هـ).
قال الشيخ محمد صالح المنجد ـ حفظه الله ـ:وخلاصة المآخذ التي قيلت فيه يمكن حصرها في التالي:
1.بين مؤلف الكتاب وبين علي رضي الله عنه سبع طبقات من الرواة وقد قام بحذفهم كلهم، ولهذا لا يمكن قبول كلامه من غير إسناد
2.لو ذكر هؤلاء الرواة فلا بد من البحث عنهم وعن عدالتهم.
3.عدم وجود أكثر هذه الخطب قبل ظهور الكتاب يدل على وضعها.
4.المرتضى ـ صاحب الكتاب ـ ليس من أهل الرواية بل إنه من المتكلم في دينه وعدالته.
5.ما فيه من سب لسادات الصحابة كافٍ في إبطاله.
6.ما فيه من الهمز واللمز والسب مما ليس هو من أخلاق المؤمنين فضلا عن أئمتهم كعلي رضي الله عنه.
7.فيه من التناقض والعبارات الركيكة ما يعلم قطعاً أنه لا يصدر عن أئمة البلاغة واللغة.
8.كونه أصبح عند الرافضة مسلَّماً به ومقطوعاً بصحته كالقرآن مع كل هذه الاعتراضات يدل على عدم مراعاتهم في أمور دينهم لأصول التثبت والتأكد السليمة.
وبناءً على ما تقدم ذكره يتبين عدم ثبوت نسبة هذا الكتاب لعلي رضي الله عنه، وعليه؛ فإن كل ما فيه فإنه لا يحتج به في المسائل الشرعية أيًّا كانت، أما من قرأه ليطالع بعض ما فيه من الجمل البلاغية فإن حكمه حكم بقية كتب اللغة، من غير نسبة ما فيه لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه. (راجع موقع الإسلام سؤال وجواب ( www.islam-qa.com) ( سؤال رقم 30905))
**هذه الرسالة أين أجدها من كتب الرافعي ـ رحمه الله تعالى ـ هل هي في كتاب مستقل أم أنها في أحد كتبه؟
**واسمح لي يا ابن قتيبة أن أشكر الأستاذ خالد على هذه الرسالة البليغة فقد استمتعت في قراءتها.
**وللفائدة فكتاب (أدب الكاتب لابن قتيبة) له شروح كثيرة من أفضلها ـ كما قال الرافعي في وحي قلمه ـ هو شرح الجواليقي.
شكرا لكم مرة أخرى وعذرا للتطفل والإطالة.