الله أحكم خلق ذلك كله صنعا وأتقن أيما إتقان
قل للطبيب الفيلسوف بزعمه إن الطبيعة علمها برهان
أين الطبيعة عند كونك نطفة في البطن إذ مشجت به الماآن
أين الطبيعة حين عدت عليقة في أربعين وأربعين تواني
أين الطبيعة عند كونك مضغة في أربعين وقد مضى العددان
أترى الطبيعة صورتك مصورا بمسامع ونواظر وبنان
أترى الطبيعة أخرجتك منكسا من بطن أمك واهي الأركان
أم فجرت لك باللبان ثديها فرضعتها حتى مضى الحولان
أم صيرت في والديك محبة فهما بما يرضيك مغتبطان
يا فيلسوف لقد شغلت عن الهدى بالمنطق الرومي واليوناني
وشريعة الإسلام أفضل شرعة دين النبي الصادق العدنان
هو دين رب العالمين وشرعه وهو القديم وسيد الأديان
هو دين آدم والملائك قبله هو دين نوح صاحب الطوفان
وله دعا هود النبي وصالح وهما لدين الله معتقدان
وبه أتى لوط وصاحب مدين فكلاهما في الدين مجتهدان
هو دين إبراهيم وابنيه معا وبه نجا من نفحة النيران
وبه حمى الله الذبيح من البلا لما فداه بأعظم القربان
هو دين يعقوب النبي ويونس وكلاهما في الله مبتليان
هو دين داود الخليفة وابنه وبه أذل له ملوك الجان
هو دين يحيى مع أبيه وأمه نعم الصبي وحبذا الشيخان
وله دعا عيسى بن مريم قومه لم يدعهم لعبادة الصلبان
والله أنطقه صبيا بالهدى في المهد ثم سما على الصبيان
وكمال دين الله شرع محمد صلى عليه منزل القرآن
الطيب الزاكي الذي لم يجتمع يوما على زلل له ابوان
الطاهر النسوان والولد الذي من ظهره الزهراء والحسنان
وأولو النبوة والهدى ما منهم أحد يهودي ولا نصراني
بل مسلمون ومؤمنون بربهم حنفاء في الإسرار والإعلان
ولملة الإسلام خمس عقائد والله أنطقني بها وهداني
لا تعص ربك قائلا أو فاعلا فكلاهما في الصحف مكتوبان
جمل زمانك بالسكوت فإنه زين الحليم وسترة الحيران
كن حلس بيتك إن سمعت بفتنة وتوق كل منافق فتان
أد الفرائض لا تكن متوانيا فتكون عند الله شر مهان
أدم السواك مع الوضوء فإنه مرضى الإله مطهر الأسنان
سم الإله لدى الوضوء بنية ثم استعذ من فتنة الولهان
فأساس أعمال الورى نياتهم وعلى الأساس قواعد البنيان
أسبغ وضوءك لا تفرق شمله فالفور والإسباغ مفترضان
فإذا انتشقت فلا تبالغ جيدا لكنه شم بلا إمعان
وعليك فرضا غسل وجهك كله والماء متبع به الجفنان
واغسل يديك إلى المرافق مسبغا فكلاهما في الغسل مدخولان
وامسح برأسك كله مستوفيا والماء ممسوح به الأذنان
وكذا التمضمض في وضوئك سنة بالماء ثم تمجه الشفتان
والوجه والكفان غسل كليهما فرض ويدخل فيهما العظمان
غسل اليدين لدى الوضوء نظافة أمر النبي بها على استحسان
سيما إذا ما قمت في غسق الدجى واستيقظت من نومك العينان
وكذلك الرجلان غسلهما معا فرض ويدخل فيهما الكعبان
لا تستمع قول الروافض إنهم من رأيهم أن تمسح الرجلان
يتأولون قراءة منسوخة بقراءة وهما منزلتان
إحداهما نزلت لتنسخ أختها لكن هما في الصحف مثبتتان
غسل النبي وصحبه أقدامهم لم يختلف في غسلهم رجلان
والسنة البيضاء عند أولي النهى في الحكم قاضية على القرآن
فإذا استوت رجلاك في خفيهما وهما من الأحداث طاهرتان
وأردت تجديد الطهارة محدثا فتمامها أن يمسح الخفان
وإذا أردت طهارة لجنابة فلتخلعا ولتغسل القدمان
غسل الجنابة في الرقاب أمانة فأداءها من أكمل الإيمان
فإذا ابتليت فبادرن بغسلها لا خير في متثبط كسلان
وإذا اغتسلت فكن لجسمك دالكا حتى يعم جميعه الكفان
وإذا عدمت الماء فكن متيمما من طيب ترب الأرض والجدران
متيمما صليت أو متوضئا فكلاهما في الشرع مجزيتان
والغسل فرض والتدلك سنة وهما بمذهب مالك فرضان
والماء ما لم تستحل أوصافه بنجاسة أو سائر الأدهان
فإذا صفى في لونه أو طعمه مع ريحه من جملة الأضغان
فهناك سمي طاهرا ومطهرا هذان أبلغ وصفه هذان
فإذا صفى في لونه أو طعمه من حمأة الآبار والغاران
جاز الوضوء لنا به وطهورنا فاسمع بقلب حاضر يقظان
ومتى تمت في الماء نفس لم يجز منه الطهور لعلة السيلان
إلا إذا كان الغدير مرجرجا غدقا بلا كيل ولا ميزان
أو كانت الميتات مما لم تسل والما قليل طاب للغسلان
والبحر اجمعه طهور ماءه وتحل ميتته من الحيتان
إياك نفسك والعدو وكيده فكلاهما لأذاك مبتديان
أحذر وضوءك مفرطا ومفرطا فكلاهما في العلم محذوران
فقليل مائك في وضوئك خدعة لتعود صحته إلى البطلان
¥