تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأصنام لأن "ما" لما لا يعقل ولو كان إبليس لقال "من" التي هي لمن

يعقل. فقال رحمه الله تعالى: فقد ذهب بعض المفسرين إلى أن المراد

بهذا قصيّ لأنه سمى أولاده الأربعة عبد مناف وعبد العزى وعبد قصي

وعبد الدار. والضمير في "يشركون" له ولأولاده من أعقابه الذين يسمون

أولادهم بهذه الأسماء وأمثالها، فقلت له: وهذا أيضاً فاسد لأنه تعالى

قال: "خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها" وليس كذلك إلا آدم

لأن الله تعالى خلق حواء من ضلعه، فقال رحمه الله تعالى: المراد بهذا

أن زوجه من جنسه عربية قرشية، فما رأيت التطويل معه.

وسألته في ذلك المجلس عن قول المتكلمين في الواجب والممكن

لأنهم قالوا: الواجب ما لا يتوقف وجوده على وجود ممكنة والممكن ما

يتوقف وجوده على وجود واجبه، فقال رحمه الله: هذا كلام مستقيم،

فقلت: هذا القول هو عين القول بالعلة والمعلول، فقال: كذا هو، إلا أن

ذلك علة ناقصة ولا يكون علةً تامة إلا بانضمام إرادته فإذا انضمت الإرادة

إلى وجود الواجب تعين وجود الممكن.

ثم اجتمعت به بعد ذلك مرات عديدة وكان إذا رآني قال:

(أيش حس الإيرادات، أيش حس الأجوبة، أيش حس الشكوك?)

أنا أعلم أنك مثل القدر التي تغلي تقول بق بق بق، أعلاها أسفلها

وأسفلها أعلاها، (لازمني لازمني تنتفع). وكنت أحضر دروسه ويقع لي

في أثناء كلامه فوائد لم أسمعها من غيره ولا وقفت عليها في كتاب، رحمه الله تعالى.

وعلى الجملة فما رأيت ولا أرى مثله في اطّلاعه وحافظته ولقد صدَّق ما سمعنا به عن الحفاظ الأول وكانت هممه علية إلى الغاية لأنه كان كثيراً ما ينشد:

تموت النفوس بأوصابها**ولم تشك عوادها ما بها

وما أنصفت مهجة تشتكي**هواها إلى غير أحبابها

وينشد أيضاً:

من لم يقد ويدس في خيشومه**رهج الخميس فلن يقود خميسا

انتهى.

http://www.alwaraq.com/index2.htm?i=280&page=1

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير