تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[شاعر الحب والحرب]

ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 08:53 م]ـ

ما مظاهر الفخر عند عنترة، انظر إليه وهو يخاطب عبلة طالباً منها:

أثني عليَّ بما عَلِمْتِ فإنني =سَمْحٌ مُخالقتي إذا لم أُظلَمِ

ويسألها أن تمدحَه بِما علِمتْ من صفاته، ويَحُضُّها ثانيةً على السُّؤال بصيغة الماضي الذي هو بمنزلة الأمر، ويُناديها في قوله:

هَلاَّ سأَلْتِ الخَيلَ يا ابنةَ مالِكٍ=إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِمَا لَم تَعْلَمِي

يُخْبِركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِي=أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَمِوانظر إلى قوله وتأمل به:

ولقد شفى نفسي وأبرأَ سُقْمَها =قِيلُ الفوارسِ وَيْكَ عنترَ أقدِمِ

ما الدافع الذي جعل عنترة يخوض المعلركة مفتخراً:

ولقد ذكرتُكِ والرّماحُ نواهِلٌ =منّي وبِيضُ الهندِ تقطر من دمي

فَوَدِدْتُ تقبيلَ السُّيوفِ لأنّها =لَمَعَتْ كبارِقِ ثَغْرِكِ المُتَبَسِّمِ

فهو شاعر الحرب والحُب، وإذا كان حُبُّهُ لم يُرَوِّ نفْسَهُ، فإنّ الحربَ رَوَّتْها، ورَفَعتْ اسمَهُ، وأقرَّتْ شجاعتَهُ في النّفوس، وحرّرتْهُ من العبوديّة، وجعلَتْهُ المَثَلَ الأعلى للفارس البطل.

ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 09:12 م]ـ

هذي قصيدة رائعة من عيون الشعر العربي جمع فيها عنترة بين الغزل والحمكة والفخر والحماسة وإليكموها:

حكم سيوفك في رقاب العذل = وإذا نزلت بدار ذل فارحل

وإذا بليت بظالم كن ظالما = وإذا لقيت ذوي الجهالة فاجهل

وإذا الجبان نهاك يوم كريهة = خوفا عليك من ازدحام الجفل

فاعص مقالته ولا تحفل بها = واقدم إذا حق اللقافي الأول

واختر لنفسك منزلا تعلو به= أو مت كريما تحت ظل القسطل

فالموت لا ينجيك من آفاته = حصن ولو شيدته بالجندل

موت الفتى في عزة خير له = من أن يبيت أسير طرف أحكل

إن كنت في عدد العبيد فهمتي = فوق الثريا والسماك الأعزل

أو أنكرت فرسان عبس نسبتي = فسنان رمحي والحسام يقر لي

وبذابلي ومهندي نلت العلا = لا بالقرابة والعديد الأجزل

ورميت مهري في العجاج فخاضه = والنار تقدح في شفار الأنصل

ولقد نكبت بني حريقة نكبة = لما طعنت صميم قلب الأخيل

وقتلت فارسهم ربيعة عنوة = والهيذبان وجابر ابن مهلل

وابني ربيعة والحريش ومالكا = والزبرقان غدا طريح الجندل

وأنا ابن سوداء الجبين كأنها = ضبع ترعرع في رسوم المنزل

الساق منها مثل ساق نعامة = والشعر منها مثل حب الفلفل

والثغر من تحت اللثام كأنه = برق تلألأ في الظلام المسدل

يا نازلين على الحمى ودياره = هلا رأيتم في الديار تقلقلي

قد طال عزكم وذلي في الهوى = ومن العجائب عزكم وتذللي

لا تسقني ماء الحياة بذلة = بل فاسقني بالعز كأس الحنظل

ماء الحياة بذلة كجهنم = وجهنم بالعز أطيب منزل

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 10:20 م]ـ

ومن جميل قصائده:

إذا كشف الزمان لك القناعا * ومد إليك صرف الدهر باعا

فلا تخش المنية والقينها * ودافع ما استطعت لها دفعا

ولا تختر فراشًا من حرير * ولا تبك المنازل والبقاعا

وحولك نسوة يبكين حزنًا * ويهتكن البراقع واللفاعا

يقول لك الطبيب: دواك عندي * إذا ما جس كفك والذراعا!

ولو علم الطبيب دواء داء * يرد الموت ما قاسى النزاعا

وفي يوم الذوابل قد تركنا * لنا بفعالنا خبرًا مشاعا

أقمنا بالذوابل سوق حرب * وصيرنا النفوس لها متاعا

حصاني كان دلال المنايا * فخاض غمارها وشرى وباعا

وسيفي كان في الهيجا طبيبًا * يداوي رأس من يشكو الصداعا

أنا العبد الذي خُبرت عنه * فقد عاينتني فدعِ السماعا

ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 10:41 م]ـ

مشكور أيها الكريم: صريخ الحيارى على ما قدمت

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 03:21 م]ـ

أخي محمد:

يسقط الطير حيث ينتثر الحب * وتُغشى منازل الكرماء

(نحن في منتدى الأدب)

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 03:37 م]ـ

بارك الله لك وقفاتك أخي محمد عند أبواب عنترة ..

ومنهم من يرى أنه كان يظهر عند الحديث في الحب جباناً على خلاف ماكان في الحرب.

فما رأيك في ذلك؟

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير