[قصيدة العذراء والطبق]
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[15 - 04 - 2008, 08:35 م]ـ
عرفت (العلاقة الشريفة) عبر القنوات الفضائية فأرادت أن تخوض التجربة فماذا جنت؟! لقد جنت هذه البكر العذراء جنيناً بين أحشائها بعد قصة دامية مؤلمة 0 وقعت الفتاة مع صاحبها في قبضة رجال الأمن، وجاء أبوها بعد استدعائه ليرى الفاجعة 0
وقف أمام ابنته وقد تمنى الموت قبل أن يراها في ذلك الموقف صرخ في مجمع من رجال الأمن دعوني أقتلها لقد شوهت سمعتي 000 لقد دمرت شرفي 00 لقد سودت وجهي أمام الناس 00 رفعت البنت رأسها وواجهت أباها بهذه الكلمات:
كفى لوماً أبي أنت الملامُ ... كفاك فلم يَعُدْ يُجدي المَلامُ
بأيِّ مواجعِ الآلام أشكوا ... أبي من أين يُسعفني الكلامُ
عفافي يشتكي وينوحُ طهري ... ويُغضي الطرف بالألم احتشامُ
أبي كانت عيونُ الطهر كحْلى ... فسال بكحلها الدمعُ السِّجامُ
تقاسي لوعة الشكوى عذاباً ... ويجفو عين شاكيها المنامُ
أنا العذراءُ يا أبتاه أمست ... على الأرجاس يُبصِرُها الكرامُ
سهامُ العارِ تُغْرَسُ في عفافي ... وما أدراك ما تلك السهامُ؟!
أبي من ذا سيغضي الطرف عذراً ... وفي الأحشاءِ يختلجُ الحرامُ
أبي من ذا سيقبلني فتاةً ... لها في أعين الناس اتهامُ!!؟
جراحُ الجسمِ تلتئمُ اصطباراً ... وما للعِرْضِ إن جُرِحَ التئامُ!!
أبي قد كان لي بالأمس ثغرٌ ... يلفُّ براءتي فيه ابتسامُ
بألعابي أداعبكم وأغفو ... بأحلامٍ يطيبُ بها المنامُ
يقيمُ الدارَ بالإيمانِ حزمٌ ... ويحملها على الطهر احتشامُ
أجبني يا أبي ماذا دهاها ... ظلامٌ لا يُطاق به المقام ُ
أجبني أين بسمتها لماذا ... غدا للبؤس في فمها ختامُ
بأي جريرة وبأيِّ ذنبٍ ... يُساقُ لحمأة العارِ الكرامُ
أبي هذا عفافي لا تلمني ... فمن كفيك دنّسه الحرامُ
زرعتَ بدارنا أطباق فسقٍ ... جناها يا أبي سمٌّ وسَامُ
تشُبُّ الكفرَ والإلحادَ ناراً ... لها بعيون فطرتنا اضطرامُ
نرى قِصَصَ الغرامِ فيحتوينا ... مثارُ النفس ما هذا الغرامُ!
فنون إثارةٍ قد أتقنوها ... بها قلبُ المشاهِد مستهامُ
نرى الإغراءَ راقصةً وكأساً ... وعهراً يرتقي عنه الكلامُ
كأنَّك قد جلبت لنا بغيّاً ... تراودنا إذا هجع النيامُ
فلو للصخر يا أبتاه قلبٌ ... لثارَ 000 فكيف يا أبت الأنامُ
تخاصمني على أنقاض طهري ... وفيك اليومَ لو تدري الخصامُ
زرعت الشوك في دربي فأجرى ... دمَ الأقدامِ وانهدَّ القَوَامُ
جناكَ وما أبّرّيء منه نفسي ... ولستُ بكلِّ ما تَجْني أُلامُ
أبي هذا العتابُ وذاك قلبي ... يؤرّقه بآلامي السقامُ
ندمتُ ندامةً لو وزّعوها ... على ضُلاّل قومي لاستقاموا!!!
مددتُ إلى إله العرش كفى ... وقد وَهَنَتْ من الألم العظامُ
إلهي إن عفوتَ فلا أُبالي ... وإن أرغى من الناس الكلامُ
أبي لا تغضِ رأسك في ذهولٍ ... كما تغصيه في الحُفَرِ النَّعامُ
لجاني الكرْم كأسُ الكرم حلوٌ ... وَجَنْيُ الحنظل المرُّ الزؤامُ
إذا لم ترضَ بالأقدارِ فاسألْ ... ختام العيش إن حَسُنَ الختامُ
وكبّرْ أربعاً بيديك واهتف ... عليك اليومَ يا دنيا السلامُ
أبي حطمْتَنِي وأتيتَ تبكي ... على الأنقاض ما هذا الحُطامُ؟!!
أبي هذا جناك دمَاءُ طْهري!! ... فمن فينا أيا أبتِ المُلامُ!!؟
الشاعر محمد بن عبدالرحمن المقرن
المرجع: كتاب مليكة الطهر ص135