تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[القرآن هذب اللغة العربية]

ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 12:42 ص]ـ

القرآن الكريم هذّب اللغةالعربية.

من الآثار التي كان للقرآن الكريم الفضل فيها على اللغة العربية: أنه هذب اللغة العربية من الحوشية، ومن الألفاظ الغريبة؛ فأقامها في هذا الأسلوب المُعجز من البيان والبلاغة. ولو رجعنا مثلاً إلى الشِّعر العربي، نجد في قصائدكثيرة كلمات غريبة، وكلمات زائدة، وكلمات وحشية؛ بل هناك تنافر حروف، بل هناك تعمّدإلى الإغراب، وتعمّد إلى التّعمية أحياناً. أمّا القرآن الكريم، فهو الذي أتى بهذاالأسلوب المُحكَم، بل الأسلوب السّهل الممتنِع الذي يلذّ الآذان حين تستمع له، والأفواه حين تنطق به، والقلوب حين تصغي إليه. هذا الأسلوب الذي يميِّز عربيّتنا، والذي استطاع أن يفتح القلوب حين فتح العربُ الأمصار؛ فإذا أهلها مشدُوهون، وإذا هم يهجرون لغتَهم المختلفة إلى لغته الصافية الشفافة. ونقرأ كثيراً حين يتكلّم القرآنعن البعث والحساب، وعن الرحمة والمغفرة، وعن التحدث إلى الرسول، وعن أخبارالأوّلين، وعن قصص الأوّلين، نرى لكلِّ مقام مقالاً أو مقتضى الحال. فها هو كما قال الرافعي: "ألفاظ إذا اشتدت، فأمواج البحار الزاخرة. وإذ هي لانت، فأنفاس الحياةالآخِرة. تصف الدنيا، فمنها عمادها ونظامها. وتصِف الآخرة، فمنه جنّتها وضرامها. ومتى وعدتْ من كرَم الله، جعلت الثغور تضحك في وجوه الغيوم. ومتى أوعدت بعذاب الله، جعلت الألسنة تُرعَد من حمّى القلوب".

نجد بعض الآيات القرآنية كما يقول الله -عز وجل-: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ * وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لايُظْلَمُونَ * وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَايَفْعَلُونَ * وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَاجَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَيَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}. في سياق آخَر، نقرأ قوله -سبحانه وتعالى- في سورة (الضحى)، وهو يلاطف محمداً ويواسيه، يقول الله -عز وجل-: {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ * وَأَمَّاالسَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}. الآيات كثيرة والقرآن الكريم حينما يهذِّب اللغة العربية، ويضع المثال البيانيّ الرائع أمام الناس، فيخاطب البشريّة كلّها.

ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 12:58 ص]ـ

ما أروعه من كلام ..

وللاستزادة من أثرالقرآن في تهذيب اللغة أخي تأبط شعرًا, أفضل أن تطلع على كتاب

(أثر الإسلام في التوحيد اللغوي) للباحث: خالد الأكوع .. فإن فيه غنيةً وسدادًا.

ـ[مُسلم]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 09:51 م]ـ

بارك الله فيك اخى ... موضوع رائع وجميل ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير