تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[جنة الشوك وطه حسين]

ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 12:48 ص]ـ

في عام 1945م أخرج طه حسين كتابه "جنة الشوك" ومهد له بمقدمة طويلة وطأ بها لما انطوى عليه الكتاب من لون جديد من ألوان الأدب التي لم يعرفها الأدب العربي المعاصر، وإن كان معروفاً وذائعاً في الآداب الأوروبية القديمة والمعاصرة، وألمّ به الأدب العربي القديم، ولكن دون أن ينمو ويمتد، ودون أن يحظى باسم مصطلحي يدل على سمته وهويته.

نشر طه حسين معظم نصوص كتابه في الصحافة السيارة، واتخذ النثر وسيلته لبث نقداته اللاذعة فيما حوله من ضروب الحياة المصرية، وكان الأسلوب الحواري القصير مطيته إلى تلك النقدات: الفتى التلميذ والشيخ الأستاذ، وتنهض الفقرة على لفتة الفتى التلميذ يعقبها تجلية الشيخ الأستاذ لها من خلال إجابة موجزة هي أشبه ما تكون بقلب الحكمة عن مسارها، وتوخي تفريغها من حمولتها وتوجيهها إلى حيث النقد الاجتماعي أو السياسي، وإليك النماذج التالية:

تكريم قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: كيف تجتمع الصفوة الممتازة من المثقفين لتكريم كاتب يحسن الخطأ أكثر مما يحسن الصواب؟

قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: لأن هذه الصفوة تكرم اسم شخص تعرفه لا مؤلف كتاب لم تقرأه"

رعية

قال الطالب الفتى لاستاذه الشيخ: لو أن المنصور الذي ضرب الكلب مثلا لرعيته وضع الأسد موضع الكلب، فكيف كان يقول؟

قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: كان يقول أجع أسدك يأكلك، وكان ذلك احرى أن يغير رأيه في الرعية وسياسته لها، فيقيم الأمر بينه وبين المسلمين على الهيبة والحب، لا على الازدراء والاغراء"

رعية

قال الطالب الفتى لاستاذه الشيخ: لو أن المنصور الذي ضرب الكلب مثلا لرعيته لم يشبه رعيته بالكلاب ولا بالأسود، وانما أخذها كما خلقها الله ناساً من الناس، فكيف كان يقول؟

قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: كان يقول: أنصف شعبك يحببك"

تصوير

قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: لا أعرف شيئاً أبرع، ولا أبلغ، ولا أدق في تصوير بؤس البائسين، وثراء المثرين، والتفاوت المخزي بين الطبقات من هجاء "جوفينال".

قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: ألا أدلك على شيء هو أبرع وأبلغ، وأدق تصويراً لذلك من هجاء "جوفينال"؟! انظر إلى حياة المصريين"

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير