من أجمل ما قاله
ابن الآبار
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 03:34 م]ـ
ابن الآبار
جاء في الوافي بالوفيات
ابن الأبار 595 - 658 هـ
محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن أبي بكر الحافظ
العلامة أبو عبد الله القضاعي البلنسي الكاتب الأديب المعروف بابن الأبار وبالأبار، ولد
سنة خمس وتسعين وسمع من أبيه الأبار وأبى عبد الله محمد بن نوح الغافقي وأبى الربيع
سليمان بن موسى بن سالم الكلاعى الحافظ وبه تخرج وعني بالحديث وجال في الأندلس
وكتب العالي والنازل وكان بصيراً بالرجال عارفاً بالتاريخ إماماً في العربية فقيهاً مقرئاً اخبارياً
فصيحاً له يد في البلاغة والإنشاء في النظم والنثر كامل الرياسة ذا جلالة وأبهة وتجمل وافر،
وله من المصنفات في الحديث والتاريخ والأدب، كمل الصلة لابن بشكوال بكتاب في ثلثة
أسفار قال الشيخ شمس الدين: اختصرته في مجلد واحد ومن رأى كلام الرجل علم محله
من الحديث، وكان له إجازة من أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي جمرة روى عنه بها، وقتل
مظلوماً بتونس على يد صاحبها لأنه تخيل منه الخروج وشق العصا وقيل إن بعض أعدايه
ذكر عند صاحب تونس أنه ألف تاريخاً وأنه تكلم فيه في جماعة فلما طلب أحسن بالهلاك
فقال للغلام: خذ البغلة وآمض بها إلى حيث شئت فهي لك، وله جزء سماه درر السمط في
خبر السبط ينال فيه من بني أمية ويصف علياً عليه السلام بالوحي وهذا تشيع ظاهر
ولكنه إنشاء بديع، قلت: وله كتاب تحفة القادم تراجم شعراء، وكتاب إيماض البرق والحلة
السيراء في أشعار الأمراء. توفى سنة ثمان وخمسين وستمائة
وهذه القصيدة من غرر قصائده
مَرْقُوم الخَدِّ مُوَرّدُه = يَكْسُونِي السُّقمَ مُجَرَّدُهُ
شَفّاف الدُّرِّ لَهُ جَسَدٌ = بِأبِي ما أَوْدَعَ مِجْسَدُهُ
فِي وَجْنَتِهِ منْ نِعْمَتِه = جَمْرٌ بِفُؤادِيَ مَوْقِدُهُ
وبِفيهِ شِفَاءُ ظَمَائِيَ لَوْ = يَدْنو لِذَمَائِيَ مَوْرِدُهُ
ويَدينُ بِصدْقِ اللهْجَةِ مَنْ = إِقْصادُ المُهْجَةِ مَقْصِدُهُ
أَسْتَنْجِزُ مَوْعِدَهُ فَيَرى = خُلْفاً أن يُنْجَزَ مَوْعِدُهُ
وَأُقِيمُ العُذْرَ لِعُذَّلِه = في خَوْنِ العَهْدِ فيُقْعِدُهُ
كَمْ يَفرِدُني بِالذُّلّ هَوى = صَلِفٍ بِالدَّلِّ تَفَرُّدُهُ
يَجْفُو المَعْمُودَ فَيُعدِمُه = وَيَهُشُّ إلَيْهِ فَيُوجِدُهُ
لَمْ يَرْضَ سِوى قَلْبي وَطَناً= لَكِنْ بِالهَدّ يُهَدّدُهُ
ما سلّ حُسَاماً نَاظِرُهُ = إلا وَهُنَالِكَ يُغمدُهُ
وَلهُ في النّحْرِ لِنَاهِدِهِ = رُمْحٌ لِلنَّحْرِ يُسَدّدُهُ
نَظَرَتْ عَينَايَ لَهُ خَطَأ = فَأبى الأنْظَارَ تَعَمُّدُهُ
ريمٌ يَرْمي عَنْ أكْحَلِهِ = زُرقاً تُصْمِي مَنْ يَصْمِدُهُ
مُتَدانِي الخُطْوَةِ مِنْ تَرَفٍ= أَتُرَى الأَحجالُ تُقَيِّدُهُ
يُدْمِيهِ الوَشْيُ بِآيَة ما = يُنضِيهِ الحَلْيُ ويُجْهِدُهُ
وَلاهُ الحُسْنُ وأمّرَهُ = وأتَاهُ السّحْرُ يُؤَيّدُهُ
بِغُروب الجَوْنَةِ مَطلَعُهُ = وَوَفاة السّلْوَةِ مَوْلِدُهُ
قَمَرَ الأقْمَار سَنَاهُ كَما = أَوْدَى بِالغُصْنِ تَأوُّدُهُ
أَصْدى لِلوَصْلِ وَأَحفَدُه = فيَصُدّ كَأنّيَ أحْقِدُهُ
والبُغْضُ يُنَوّلُنِي صَفَداً = وأنَا في الحُبِّ مُصَفَّدُهُ
هَلا أَوْلى مِنْ قَسْوَتِهِ = بَدَلاً بِالْعَطفِ يُؤَكِّدُهُ
وتَقَبَّل مِن يَحْيَى شِيَمَاً = تَلْقَى المنجودَ فتُنْجِدُهُ
مَلِكٌ لَمْ تَألُ إيَالَتُهُ = نَظَراً لِلْمُلكِ يُمَهّدُهُ
بِالطَّوْلِ يُسَألُ مُهَنَّؤُهُ = والصوْل يُسَلُّ مُهَنَّدُهُ
مَصْرَعُهَا ............ = والدّهْرُ يَهُون تَمَرُّدُهُ
وَأَعَادَ الدُّنْيَا لِنَضْرَتِها= وَعَتيد النّصر مُعَوّدُهُ
بَادٍ للّهِ تَوَاضُعُه = وَمُلوكِ العالَمِ أَعْبُدُهُ
في مَهْبط رُوحِ القُدسِ يُرى = وَفُوَيْق الأنْجُمِ مَصْعَدُهُ
مَنْ أوْسَعَ سُدّتَه خَدَماً = حَكَمتْ أنْ يُخدم سُؤْدَدُهُ
قامَت بِالحَقّ خِلافَتُهُ = يَتَقَلَّدُهُ وَيُقَلِّدُهُ
وَأتَى والدّين إلى تَلَفٍ = فَتَلافَى الدّينَ يُجَدّدُهُ
مَا أوْفَدَهُ العُدْوانُ غَدَا = يُطْفيهِ العَدْلُ ويُخْمِدُهُ
وَكَأنَّ عِدَاهُ وَصَارمَه = لَيْلٌ والصُّبْحُ يُبَدّدُهُ
قُبِضَتْ أيْدي الكُفّار بهِ = لَمّا بُسِطَتْ فيهِمْ يَدُهُ
¥