تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[القول البديع في وصف الربيع]

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[14 - 04 - 2008, 03:45 م]ـ

بسم اله الرحمن الرحيم ..

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد ..

سنذكر في هذه الصفحة ـ بإذن الله ـ روائع ما قيل في وصف الطبيعة ... متأملة مشاركة الأخوة والأخوات الأفاضل ..

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[14 - 04 - 2008, 03:47 م]ـ

ابن خفاجة الأندلسي

يصف نهراً في الأندلس

لله نهرٌ سال َفي بطحاءِ

أشهى وروداً من لمى الحسناءِ

مُتعطفٌ مثلَ السوارِ كأنهُ

والزهرُ يَكنُفُه مَجَرُّ سماءِ

قد رق حتى ظُن قوساً مفرغاً

من فضةٍ في بُردةٍ خضراءِ

وغدت تُحف به الغصونُ كأنها

هُدب تحف بمقلةٍ زرقاءِ

ولطالما عاطيتُ فيه مدامةً

صفراء تَخضبُ أيديَ الندماءِ

والريحُ تعبثُ بالغصونِ وقد جرى

ذهبُ الأصيلِ على لُجينِ الماءِ

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[14 - 04 - 2008, 03:48 م]ـ

ابن سهل الأندلسي

يصف نهراً

لله نهرٌ ما رأيتُ جمَالَهُ

إلا ذكرتُ لديه نهرَ الكوثرِ

والشمسُ قد ألقت عليه رداءها

فتراهُ يرفلُ في قميصٍ أصفرِ

والطيرُ قد غنَّت لشطحِ رواقصٍ

فوقَ الغديرِ جَرَرنَ ثوبَ تَبختُرِ

وكأنَّما أيدي الربيع عَشيَّةً

حلَّين لَبَّاتِ الغصونِ بجوهرِ

وكأنَّ خُضرَ ثِمارهِ وبياضِه

ثَغرٌ تَنَسَّمَ تَحتَ خَدِّ مُعَذَّرِ

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[14 - 04 - 2008, 03:49 م]ـ

ابن هاني الأندلسي

في وصف المطر

ألؤلؤٌ دمعُ هذا الغيثِ أم نقطُ

ما كانَ أحسنهُ لو كان يُلتقطُ

أهدى الربيعُ إلينا روضةً أنفاً

كما تنفسَ عن كافورهِ السفطُ

غمائمٌ في نواحي الجو عالقةٌ

حفلٌ تحدر منها وابلٌ سبطُ

بين السحابِ وبين الريحِ ملحمةٌ

معامعٌ وظبي في الجو تخترطُ

كأنه ساخطٌ يرضي على عجلٍ

فما يدومُ رضى منه ولا سخطُ

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[14 - 04 - 2008, 03:50 م]ـ

حمدونة بنت زياد

وهي تصف وادي الاشات

أباح الدمع أسراري بِوَادي

له للحسن أثار بَوَادي

فمن نهر يطوف بكل روض

ومن روض يرف بكل وادي

ومن بين الضباء مهاة أنس

سبت لبي وقد ملكت فؤادي

لها لحظ ترقده لأمر

وذاك الأمر يمنعني رقادي

إذا سدلت ذوائبها عليها

رأيت البدر في أفق السواد

كأن الصبح مات له شقيق

فمن حزن تسربل بالسواد

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[14 - 04 - 2008, 03:59 م]ـ

يقول ابن حمديس في وصف بركة:

والبركة هي حوض الماء الذي كانت تزين به معظم باحات القصور الفخمة في الأندلس في ذلك الوقت الذي حكم فيه المسلمون الأندلس، وكانت تلك البرك مزينة بتماثيل الأسود والعصافير التي تخرج من أفواهها المياه كـ (نوافير):

وضراغم سكنت عرين رياسه = تركت خرير الماء فيه زئيرا

فكأنما غشى النضار جسومها= واذاب في افواهها البلورا

أسد كأن سكونها متحرك =في النفس لو وجدت هناك مثيرا

وتخالها والشمس تجلو لونها= نارا والسنتها اللواحس نورا

فكأنما سلت سيوف جداول=ذابت بلانار فعدن غديرا

وكأنما نسج النسيم لمائه =درعا فقدر سردها تقديرا

وبديعه الثمرات تعبر نحوها=عيناي بحر عجائب مسجورا

شجرية ذهبية نزعت الى =سحر يؤثر في النهى تاثيرا

قد سرجت أغصانها فكانما =قبضت بهن من الفضاء طيورا

وكانما ياتي لوقع طيرها =ان تستقل بنهضها وتطيرا

من كل واقعه ترى منقارها =ماء كسلسال اللجين نميرا

خرس تعد من الفصاح فإن شدت =جعلت تغرد بالمياه صفيرا

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[14 - 04 - 2008, 04:05 م]ـ

يقول ابن الجهم ..

أما ترى شجرات الورد مظهرة ....... لنا بدائع قد ركبن في قضب

كأنهن يواقيت يطيف بها ....... زبرجد وسطها شذر من الذهب

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[14 - 04 - 2008, 04:07 م]ـ

ويقول بوصف سارية ..

وسارية ترتاد أرضا تجوبها ..... شغلت بها عين قليل هجودها

أتتنا بها ريح الصبا فكأنها ..... فتات تزجيها عجوز تقودها

تميس بها ميسا فلا هي أن ونت ...... ولا إن أسرعت تستعيدها

ـ[محمد سعد]ــــــــ[14 - 04 - 2008, 05:55 م]ـ

الطبيعة في بلاد الأندلس هي في الواقع المرجع الأول الذي استلهمه شعراء الأندلس ,واستمدوا منه الفيض الزاخر من أغاني الطبيعة التي نظموها تمجيداً لجمال طبيعة وطنهم.

وفيما يلي بعض أمثلة لذلك:

*قال ابن هانئ الأندلسي يصف جُلنّارة, وهي زهرة الرمان:

وبنتِ أيكٍ كالشباب النضر=كأنها بين الغصون الخضر ِ

جنان بازٍ أوجنانُ صقر=قد خلّفته لقوة بوكر ِ

* وقال المعتمد بن عبّاد في وصف الياسمين ,وهي من الأزهار المحبوبة لدى الأندلسيين:

وياسمين ٍ حسَن ِالمنظر ِ=يفوقُ في المرأى وفي المخبر ِ

كأنه من فوق أغصانه=دراهمُ في مُطرف ِ أخضر ِ

*وقال الشاعر الأديب أبي عثمان المصحفي في وصف السفرجل:

ومصفرةُ تختال في ثوب نرجس ٍ=وتعبقُ من مسك زكي التنفس

لها ريحُ محبوب ٍوقسوةُ قلبه=ولون مُحبّ حُلّة السُّقم مكتسي*

وقال ابن زيدون يصف نوعاًَ من العنب اسمه"أطراف العذارى"أهداه إلى جدَّه:

أتاك محُييّاً عني اعتبارا=عذارى دُونه ريقُ العذارى

تخال الشهُّد منه مستمدّا=ونفحَ المسك منه مستعارا

يروقُ العين منه جسم ماء=غدا ثوبُ الهواء له شعارا

ولولا أنني قد نلت منه=ولم أسكر لخِلتُ به عُقارا

*ومن روائع شعر ابن هانئ ما نظمه في وصف المطرومايعقبه من جمال الطبيعة, حيث قال:

ألؤلؤة مع هذا الغيث أم نقط=ماكان أحسنه لوكان يلتقط

كأن تهتانا في كل ناحية=مدّ من البحر يعلو ثم ينهبط

والبرق يظهر في لألاء عزّته=قاض من المزن في أحكامه شطط

والأرض تبسط في هذاالثرىورقاً=كما تنشر في حافاتها البسط

والريح تبعث أنفاساً معطره=مثل العبير بماء الورد يختلط

ومن الشعر الذي قيل في وصف الطبيعة ماجاء مؤطراً بمجالس الشراب والأنس,

كما في قول ابن عمار من مقدمة لقصيدة مدح فيها المعتمد بن عبّاد:

أدر الزجاجة فالنسيم قد انبرى =والنجمُ قد صرف النعاس عن السرى

والصبح قدأهدى لنا كا فورة=لما استردّ الليلُ منا العنبرا

والرّوضُ كالحسنا كساهُ زهرُهُ=وشياً وقلّده نداه الجوهرا

روضّ كأن النهر فيه معصم=صاف ٍأطل على رداء أخضرا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير