تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حُبُّ الوطن

ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 04 - 2008, 10:26 م]ـ

الوطن هو الأرض التي أول ما رأت عيناك سهولها وبطاحها، وتغلغلت في رئتيك أنسامها، ولعبت بين أحجارها مع أترابك، وهي التي تشدك إليها حبال الحنين مهما بعدت وكما قال الشاعر:

كم منزل في الأرض يألفه الفتى=وحنينه أبداً لأول منزل

وقد تسابق الشعراء في هذا المجال، وكانت عاطفتهم صادقة ومشاعرهم جياشة، وكما أنشد البكري:

أحب بلاد الله ما بين منعج=إليّ وسلمى أن يصوب سحابها

بلاد بها نيطت عليّ تمائمي=وأول أرض مس جلدي ترابها

وكذلك يصف ابن الرومي حبه لوطنه ويذكر العلة في ذلك حيث يقول:

ولي وطن آليت ألاّ أبيعه=وألا أرى غيري له الدهر مالكا

عهدت به شرخ الشباب ونعمة=كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا

وحبَّبَ أوطان الرجال إليهم=مآرب قضاها الشباب هنالكا

إذا ذكروا أوطانهم ذكَّرتهم=عهود الصبا فيها فحنوا لذالكا

وكذلك قال أعرابي يتشوق إلى وطنه: [/ B

ذكرت بلادي فاستهلت مدامعي=بشوق إلى عهد الصبا المتقادم

حننت إلى ربع به اخضر شاربي=وقُطّع عني قبل عقد التمائم

[ B] وكذلك قال إسحاق الموصلي في وصف شوقه لمدينته بغداد وما أصابه من الحزن على فراقها حيث يخاطب قلبه الذي راح ينفطر:

أتبكي على بغداد وهي قريبة=فكيف إذا ما ازددت عنها غداً بعدا

لعمرك ما فارقت بغداد عن قلى=لو أنا وجدنا من فراق لها بدا

كفى حزناً أن رحت لم أستطع لها=وداعاً ولم أحدث لساكنها عهدا

وهذا الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان يذكر وطنه متغنيا بجماله معتزا به:

موطني ... موطني

الجلال و الجمال و السناء و البهاء في رباك .... في رباك

و الحياة و النجاة و الهناء و الرجاء في هواك .... في هواك

هل اراك ... هل اراك ... سالما منعما و غانما مكرما ... سالما منعما و غانما مكرما

هل اراك في علاك تبلغ السما ... تبلغ السما .. موطني .. موطني

موطني .... موطني

الشباب لن يكل همه ان تستقل او يبيد .... او يبيد

نستقي من الردى و لن نكون للعدى كالعبيد .... كالعبيد

لا نريد .... لا نريد ذلنا المؤبد و عيشنا المنكد .. ذلنا المؤبد و عيشنا المنكد لا نريد

...

لا نريد .. بل نعيد بل نعيد مجدنا التليد .... مجدنا التليد موطني .... موطني

موطني موطني

الحسام و اليراع لا الكلام و النزاع رمزنا ... رمزنا

مجدنا و عهدنا وواجب الى الوفاء يهزنا ... يهزنا

عزنا ... عزنا غاية تشرف و راية ترفرف غاية تشرف و رايه ترفرف

يا هناه .. ياهناه في علاه ... في علاه قاهرا عداه قاهرا عداه موطني ... موطني

ولو استعرضنا صفحات الأدب العربي لوجدناها مليئة بذكر الأوطان ووصف جمالها والتعلق بها، ولا تكاد أوراق شاعر تخلو من ذكر الوطن .. والشواهد على ذلك كثيرة.


ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[18 - 04 - 2008, 05:45 م]ـ
السلام عليكم ...
بارك الله فيك أستاذنا على هذا الموضوع الرائع وجزاك الله كل خير ..

إيِه يا وطن ... وهل يحلو الحديث عن غير الوطن ... وهل يشعر بالوطن إلا من افتقد حضن الوطن ... وهل وهل وهل وهل ....

من أين أبدا والمقيل تحير ... والدمع في جوف الدموع تحجر
ماذا أقول وذي الدماء تكلمت .... ولسان أمتنا عقيم أبتر ..

لا أدري ما أقول وقد خجل المقيل .... غير بيت ألح على عقلي قبل أيام ..
أيا وطنا أصبنا في محبته جنون العشق ... والمجنون مكثار

واسمحوا لي بهذه الأبيات لابن للمعتز

يقول ابن المعتز

لا مثل منزلة الدويرة منزل =يادار جادك وابل وسقاك
بؤسا لدهر غيرتك صروفه = لم يمح من قلبي الهوى ومحاك
لم يحل للعينين بعدك منظر = ذم المنازل كلهن سواك
أي المعاهد منك أندب طيبه = ممساك بالآصال أم مغداك
أم برد ظلك ذي الغصون وذي الجنا =أم أرضك الميثاء أم رياك
وكأنما سطعت مجامر عنبر = أو فت فأر المسك فوق ثراك
وكأنما حصباء أرضك جوهر= وكأن ماء الورد مسك نداك
وكأنما أيدي الربيع ضحية = نشرت ثياب الوشي فوق ثراك

ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 12:42 ص]ـ
أحسنت الاختيار أختنا صاحبة القلم، لا عدمنا هذا القلم المعطاء

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 02:17 ص]ـ
فهد العسكر
صديان يغلي في حشاه المرجل = ترثي الجنوب له وتحنو الشمأل
هيهات تلهيه الطيور بشدوها = ويبلّ غلّته الرحيق السلسل
كابن الملوح لا يفرّ قراره = أبدا إلى ليلى يحنّ ويسال
يا لائمه سقيتم صاب الأسى = كفّوا متى بلّ الأوام الحنظل
هيمان كم ذكر الحمى وأقامه = وله وأقعده الهوى المتغلغل
وأغرورقت عيناه أو كادت فيا = لهوّى تطيب به النفوس وتكمل
وتجود بالغالي وسحقا لامرىء = لا يبذل الغالي النفيس ويبخل
بسبيل موطنه وحبّ بلاده = هذا ولا عاش الخؤون المبطل
لهفان ها هو والظلام مخيّم = متلهّف في جنحه متعلّل
متعطش والذكريات هواتفٌ= تهفو بخافقه الحنون وتنهل
وتعربد الأحلام فوق جفونه =سحرا ويقيها الهوى المسترسل
يصبو ويبعث والنسيم رسوله = قبلا يكاد يذوب فيها المرسل
لمسارح وملاعب ومراتع = ومرابع فيها البدور الكمّل
شطّت وعانقت الرؤى أطيافها = وعليه في وادي الكرى تتنزّل
ولهان قد طبع الحنين بذهنه = صورا فدعه غارقا يتخيّل
صورا مجنّحة بريشة وهمه = تغري وتدبر في الخيال وتقبل
منها أطلّت ذكريات حلوة = بيض يقصّ روّاه وهي تؤول
حفّت بها الآمال سكرى والمنى =ودنت فكاد يضمّها فتقبّل
فهنا الطفولة والصبا وهنا الهوى = وهناك ملعبه وهذا المنزل
وهنا الأحبّة ودّعوه ها هنا = ومضى وراح بحسنها يتغزّل
نشوان إذا أصغى بأذن خياله = والوهم يملى والوداد يسجّل
والوجد يرفض في قرارة روحه = والشوق يعزف والفؤاد يرتل
فشدا له ناي وغنى شاعر = وترنّمت ورق ورجّع جدول
وتساءلت أمّ وذكر والد = ودعا أخو روح وأمّن محفل
واستفرت أخت ونادت طفلة = والكل منهم شقة ما يجمل
دنيا من الأوهام غاب سويعة= فيها وعاد وقلبه يتململ
متفائل لا البأس يعرف مدخلا = لفؤاده وهو الشجيّ فيدخل
صرع الشكوكَ بحزمه ويقينه = ومن الوساوس ما يحرّ ويقتل
فاسمعه يا هذا يحيّى موطنا = في جانحيه له المقام الأوّل
وطني فديتك عش ودم واسلم وطب= فحمائم السلم القريب ستهدل
والمجد باسمك يا ربوع مسبّح = والفخر يهتف والزمان يهلل
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير