[القصيدة العمرية للشاعر "حافظ إبراهيم "]
ـ[تنوين]ــــــــ[19 - 03 - 2008, 05:51 م]ـ
:::
نظم الشاعر: حافظ إبراهيم , قصيدة طويلة تتكون من “185 بيتا” عن الخليفة العادل عمر بن الخطاب، تحدث فيها عن قصته قبل الإسلام وبعده وكيف أصبح مدافعا صلبا عنه، بعد أن كان من ألد أعدائه. كما تطرق لعدد من مواقفه المشهورة.
أنشد الشاعر هذه القصيدة بمدرج وزارة المعارف، بدرب الجماميز بالقاهرة مساء يوم الجمعة 8 فبراير/ شباط سنة 1918.
عمر بن الخطاب
حسب القوافي وحسبي حين ألقيها**أني إلى ساحة الفاروق أهديها
لاهم هب لي بيانا أستعين به ** على قضاء حقوق نام قاضيها
قد نازعتني نفسي أن أوفيها ** و ليس في طوق مثلي أن يوفيها
فمر سري المعاني أن يواتيني ** فيها فإني ضعيف الحال واهيه
(مقتل عمر)
مولى المغيرة لا جادتك غادية ** من رحمة الله ما جادت غواديها
مزقت منه أديما حشوه همم ** في ذمة الله عاليها و ماضيها
طعنت خاصرة الفاروق منتقما ** من الحنيفة في أعلى مجاليها
فأصبحت دولة الإسلام حائرة ** تشكو الوجيعة لما مات آسيها
مضى و خلّفها كالطود راسخة ** و زان بالعدل و التقوى مغانيها
تنبو المعاول عنها و هي قائمة ** و الهادمون كثير في نواحيها
حتى إذا ما تولاها مهدمها ** صاح الزوال بها فاندك عاليها
واها على دولة بالأمس قد ملأت ** جوانب الشرق رغدا في أياديها
كم ظللتها و حاطتها بأجنحة ** عن أعين الدهر قد كانت تواريها
من العناية قد ريشت قوادمها ** و من صميم التقى ريشت خوافيها
و الله ما غالها قدما و كاد لها ** و اجتث دوحتها إلا مواليها
لو أنها في صميم العرب ما بقيت ** لما نعاها على الأيام ناعيها
ياليتهم سمعوا ما قاله عمر ** و الروح قد بلغت منه تراقيها
لا تكثروا من مواليكم فإن لهم ** مطامع بَسَمَاتُ الضعف تخفيها
(إسلام عمر)
رأيت في الدين آراء موفقة ** فأنزل الله قرآنا يزكيها
و كنت أول من قرت بصحبته ** عين الحنيفة و اجتازت أمانيها
قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها ** بنعمة الله حصنا من أعاديها
خرجت تبغي أذاها في محمدها ** و للحنيفة جبار يواليها
فلم تكد تسمع الايات بالغة ** حتى انكفأت تناوي من يناويها
سمعت سورة طه من مرتلها ** فزلزلت نية قد كنت تنويها
و قلت فيها مقالا لا يطاوله ** قول المحب الذي قد بات يطريها
و يوم أسلمت عز الحق و ارتفعت ** عن كاهل الدين أثقالا يعانيها
و صاح فيها بلال صيحة خشعت ** لها القلوب ولبت أمر باريها
فأنت في زمن المختار منجدها ** و أنت في زمن الصديق منجيها
كم استراك رسول الله مغتبطا ** بحكمة لك عند الرأي يلفيها
(عمر وبيعة أبي بكر)
و موقف لك بعد المصطفى افترقت ** فيه الصحابة لما غاب هاديها
بايعت فيه أبا بكر فبايعه ** على الخلافة قاصيها و دانيها
و أطفئت فتنة لولاك لاستعرت ** بين القبائل و انسابت أفاعيها
بات النبي مسجا في حظيرته ** و أنت مستعر الاحشاء داميها
تهيم بين عجيج الناس في دهش ** من نبأة قد سرى في الأرض ساريها
تصيح: من قال نفس المصطفى قبضت ** علوت هامته بالسيف أبريها
أنساك حبك طه أنه بشر ** يجري عليه شؤون الكون مجريها
و أنه وارد لابد موردها ** من المنية لا يعفيه ساقيها
نسيت في حق طه آية نزلت ** و قد يذكّر بالايات ناسيها
ذهلت يوما فكانت فتنة عمم ** وثاب رشدك فانجابت دياجيها
فللسقيفة يوم أنت صاحبه ** فيه الخلافة قد شيدت أواسيها
مدت لها الأوس كفا كي تناوله ** فمدت الخزرج الايدي تباريها
و ظن كل فريق أن صاحبهم ** أولى بها و أتى الشحناء آتيها
حتى انبريت لهم فارتد طامعهم ** عنها وآخى أبو بكر أواخيها
(عمر و علي)
و قولة لعلي قالها عمر ** أكرم بسامعها أعظم بملقيها
حرقتُ دارك لا أبقي عليك بها ** إن لم تبايع و بنت المصطفى فيها
ما كان غير أبى حفص يفوه بها** أمام فارس عدنان وحاميها
كلاهما في سبيل الحق عزمته ** لا تنثني أو يكون الحق ثانيها
فاذكرهما وترحم كلما ذكروا ** أعاظما ألِّهوا في الكون تأليها
(عمر و جبلة بن الأيهم)
كم خفت في الله مضعوفا دعاك به ** و كم أخفت قويا ينثني تيها
و في حديث فتى غسان موعظة ** لكل ذي نعرة يأبى تناسيها
فما القوي قويا رغم عزته ** عند الخصومة و الفاروق قاضيها
وما الضعيف ضعيفا بعد حجته ** و إن تخاصم واليها و راعيها
(عمر و أبو سفيان)
¥