تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[آراء حول كتاب الأغاني]

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 04:26 ص]ـ

الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني

من هو أبو الفرج الأصبهاني؟

علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن

مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو الفرج الأصبهاني الكاتب العلامة الاخباري صاحب الأغاني. ولد سنة أربع وثمانين

ومائتين، وتوفي سنة ست وخمسين وثلاث مائة، كذا قال الشيخ شمس الدين وغيره. القالي وصاحب الأغاني، وثلاث ملوك: معز الدولة وكافور وسيف الدولة.

وسمع أبو الفرج من جماعة لا يحصون، وروى عنه الدارقطني وغيره.

استوطن بغداد وكان من أعيان أدبائها، وأفراد مصنفيها، وكان أخبارياً نسابة، شاعراً

ظاهر التشيع. قال أبو علي التنوخي: كان يحفظ أبو الفرج من الشعر والأغاني والأخبار والمسندات

والأنساب ما لم أر قط من يحفظ مثله. ويحفظ من سوى ذلك من علوم أخر، منها: اللغة

والنحو والخرافات والمغازي والسير، وصنف لبني أمية أقاربه ملوك الأندلس تصانيف

وسيرها إليهم، وجاءه الإنعام على ذلك. قال الشيخ شمس الدين: رأيت شيخنا ابن تيمية

يضعفه ويتهمه في نقله ويستهول ما يأتي به، وما علمت فيه حرجاً إلا قول ابن أبي الفوارس:

خلط قبل أن يموت. وقد أثنى على كتابه الأغاني جماعة من جلة الأدباء، انتهى. قال ابن عرس الموصلي: كتب إلي أبو تغلب ابن ناصر الدولة يأمرني بابتياع كتاب الأغاني،

فابتعته له بعشرة آلاف درهم، فلما حملته إليه ووقف عليه قال: لقد ظلم وراقه المسكين،

وإنه ليساوي عشرة آلاف دينار، ولو فقد ما قدرت عليه الملوك إلا بالرغائب، وأمر أن

يكتب له به نسخة أخرى. وأبيعت مسودات الأغاني وأكثرها في ظهور بخط التعليق،

فاشتريت لأبي أحمد بن محمد بن حفص بأربعة آلاف درهم. وأهدى أبو الفرج به نسخة

لسيف الدولة ابن حمدان فأعطاه ألف دينار. وبلغ ذلك الصاحب ابن عباد فقال: لقد قصر

سيف الدولة، وإنه يستاهل أضعافها، ووصف الكتاب وأطنب في وصفه، ثم قال: لقد

اشتملت خزانتي على مائتي ألف مجلد وسبعة عشر ألف مجلد ما منها ما هو سميري غيره،

ولا راقني منها سواه. ولم يكن كتاب الأغاني يفارق سيف الدولة في سفر ولا حضر.

وقال

أبو الفرج: جمعته في خمسين سنة، وكتبت به نسخة واحدة وهي التي أهديت لسيف

الدولة.

قال ياقوت: كتبت منه نسخة بخطي في عشر مجلدات، وجمعت تراجمه، ونبهت على

فوائده، وذكرت السبب الذي من أجله وضع تراجمه. ووجدته يعد بشيء ولا يفي به في

غير موضع منه، كقوله في آخر أخبار أبي العتاهية: وقد طالت أخباره ها هنا، وسنذكر

أخباره مع عتب في موضع آخر، ولم يفعل. وقال في موضع آخر: أخبار أبي نواس مع

جنان، إذ كانت سائر أخباره قد تقدمت، ولم يتقدم شيء، إلى أشباه ذلك. والأصوات

المائة هي تسع وتسعون، وما أظن إلا أن الكتاب قد سقط منه شيء، أو يكون النسيان

غلب عليه، والله أعلم.

قلت: وقد ذكرت في صدر الكتاب في الديباجية عندما سردت أسماء الكتب المصنفة في

التواريخ، جماعة ممن اختار كتاب الأغاني. وكان أبو الفرج من أصحاب الوزير أبي محمد

المهلبي الخصيصين به، وكان أبو الفرج وسخاً في نفسه ثم في ثوبه قذراً، لم يكن يغسل دراعة

يلبسها، ولا تزال عليه أن تبلى. وكان له قط اسمه يقق، مرض ذلك القط بقولنج فحقنه

بيده، وخرج ذلك الغائط على يديه، وقد طرق الباب عليه بعض أصحابه الرؤساء، فخرج

إليهم وهو بتلك الحال، لم يغسل يديه، واعتذر إليهم بشغله عنهم بأمر القط. وكان يوماً على

مائدة الوزير أبي محمد المهلبي، فقدمت سكباجة، فوافقت من أبي الفرج سعلة، فبدر من

فمه قطعة بلغم وقعت في وسط السكباجة، فقال الوزير: إرفعوها وهاتوا من هذا اللون

بعينه في غير هذه الغضارة. ولم يبن عنده ولا في وجهه إنكار، ولا داخل أبا الفرج استحياء

ولا انقباض.

وكان الوزير من الصلف على ما حكي عنه، أنه كان إذا أراد أكل شيء بملعقة كالأرز

واللبن وغير ذلك، وقف من الجانب الأيمن غلام معه ثلاثون ملعقة زجاجاً مجروداً، فيأخذ

ملعقة ويأكل بها لقمة واحدة، وناولها لغلام آخر وقف على يساره، ثم يتناول ملعقة غيرها

جديدة ويأكل بها لقمة واحدة، ثم يدفعها إلى الغلام الذي على يساره حتى لا يدخل الملعقة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير