تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الأدب هل يعد وسيلة دعوة ناجحة]

ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[15 - 04 - 2008, 08:14 م]ـ

الأدب ... هل يعد وسيلة دعوة ناجحة؟

هذا اللقاء أعدة الصحفي وائل الظواهري في جريدة الرياض عن الأدب هل يعد وسيلة دعوة ناجحة مع عدد من أصحاب العلم وأدرجت تعليقي عن الموضوع بعد نهاية اللقاء

الأدب رسالة في الحياة:

قبل الدخول في الموضوع، يؤكد الدكتور إبراهيم محمد قاسم "أستاذ الأدب والبلاغة في الرئاسة العامة لتعليم البنات) أن الأدب له دوره ورسالته في الحياة، وبدون ذلك يكون عديم القيمة، بل إن الأدب عندما يفقد دوره الأساسي في الحياة يتحول إلى شيء قبيح مذموم، والقرآن الكريم يقرر هذه الحقيقة، فنجده يصنف الشعراء – وهم صنف من الأدباء – بين مذمومين وممدوحين بناء على الغاية من الأدب الذي ينشرونه، يقول الله تعالى "والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا"

ويبين الدكتور عبد الله بن إبراهيم اللحيدان (أستاذ الدعوة المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) أن العالم الآن بحاجة ماسة إلى الدعوة الإسلامية أكثر من ذي قبل، وما دمنا -نحن المسلمين- نعتقد أن الإسلام رسالة عالمية، فلا بد أن نؤدي أمانة تبليغ دعوة الإسلام بكل الوسائل، وننهج كل الطرق المشروعة التي تحقق مبدأ البلاغ المؤثر، في ظل قوله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"، وبناء على ذلك فإن طريقة الخطاب الدعوي والوسائل المتخذة فيه لها أثر في نجاح الدعوة الإسلامية وانتشارها، والعناية باللغة واختيارها منهج لا بد من العناية به.

الأدب سلاح مهم من أسلحة الدعوة:

ويعتبر الدكتور إبراهيم قاسم الأدب سلاحا مهما لا بد منه، يوضح ذلك بقوله: "ما من شك في أن الأدب من أهم أسلحة الدعوة الإسلامية، يسهم في نشرها، ويتجلى فيه أثر الإسلام عقيدة وفكرا، ويحمل المسلمين على التضحية والجهاد لإعلاء كلمة الله عز وجل، خاصة الشعر لكون أثره في النفوس أبلغ وحفظه أسهل وإقبال البشر عليه أكثر وأعظم، ولذلك كان اهتمام القرآن بهذه القضية دليلا على مدى أهميتها، فالأدب عامة والشعر بخاصة يمكن أن يسهم بنصيب وافر في إبراز صوت الإسلام وفي الدفاع عن الدعوة الإسلامية، يحمل فكرها، ويبشر بعقيدتها، وينبه على ما قد يحيق بها من أخطار، فيكون بذلك –بحق- سلاحا من أسلحة الدعوة الإسلامية، ويكون منبرا أو جهازا إعلاميا يذكي روح الإسلام، وينطق بقيمه ومثله العليا، ويتحدث عن مبادئه وتعاليمه الرفيعة. وحسبنا أن نستمع إلى ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت رضي الله عنه: "اهجهم (يقصد المشركين) وروح القدس معك، والله لهجائك أشد عليهم من وقع النبل في غبش الظلام". لنعلم مدى الأثر الذي يحققه الأدب عامة والشعر خاصة في نفوس الناس.

كيف نحقق الأدب الدعوي؟

ويرى الدكتور عبد الرحمن العشماوي (الأستاذ بكلية اللغة العربية سابقا) أنه لكي يسهم الأدب في الدعوة إلى الله ويكون له الأثر الفعال، لا بد أن يدرك الأدباء أن للأدب في الإسلام غايات تختلف عن غايات الأدب في غيره، ومن خلال تفهّم تلك الغايات والسعي لتحقيقيها يتحول الأدب إلى وسيلة من وسائل الدعوة الإسلامية، فغايات الأدب في الإسلام تسمو بالإنسان وترقى به في مدارج الفضيلة، وتنقي ضميره من شوائب الرذيلة، وتسهم إسهاما فعالا في إقامة المجتمع الإسلامي على أسس ثابتة من الحق والخير بما يفتحه أمامه من أفاق ثقافية واسعة تعمل على إيجاد الحوافز البناءة فيه معنوية كانت أم مادية. وهي تملأ النفوس بالأمل، وتبعد عنه شبح اليأس والقنوط، كما أنه يمكن من خلالها غرس الولاء الصادق للإسلام شرعة وتاريخا، وتأكيد العبودية لله عز وجل، وهو مع ذلك كله لا يغفل الجانب الروحي الوجداني ولا الجانب الإمتاعي الترفيهي الذي تتطلع إليه النفس بطبيعتها البشرية، بل كل ذلك أمر مطلوب، وبالتالي فإن الأدب يحقق للدعوة الإسلامية خدمات لا تستطيع تحقيقها الوسائل المادية الأخرى.

القصص والشعر والنثر كلها تسهم في نشر الدعوة:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير