رباعيّات الأيّام
ـ[نزار جابر]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 11:45 م]ـ
: r
1 يَا نَسِيمَ الْفَجرِ قدْ ناحَ اليمامٌ=بَينَ أَغْصَانٍ هَوَىْ، أبكى الورودا
2 حِينَ صَاحَ الْجُرْحُ مِنْ سَهمٍ زَحوفٍ=هَلّ دَمعٌ، منْ غَياثٍ، كي يَزُودا
3 يَسْأَلُ الأقدَارَ عَنْ غدرِ الّليالي=كََيفَ أََطْيَارٌ عَلََتْ أََضْحَتْ رقُوْدَا!
4 دربُ إِنسٍ،قد جَرَتْ فيه الخطايا=أشعلتْ حِقداً، سَرى أدمى الْوُجُودَا
5 ذِكْرَيَاتُ الأَيْكِ قدْ فَاضَتْ نُوَاحَاً=كُلُّ طَيرٍ قَدْ نَعَى، ظِلاّ ً نَدِيمَا
6 يَذكُرُ الأيّامَ لَمّا َالْغُصْنُ نادَى=طَلْعَ فَجرٍ بالْمُنى يبدو كَلِيما
7 مِنْ سَناهُ، الصّبحُ يَدنو َمُستَنِيراًً=بَاسماً، يَدعُو الْمُنى، خِلاًّ حَمِيمَا
8 أيّها الْحبُُّ الّذي يَحبو كَسيراً=هَلْ سَتَبقَى بَاكيِاً، طِفلاً يَتِيمَا؟!
9 إٍِسْتَطَالَ الْغَدْرُ أَزهَاراً تُغَنّي=قَدْ سَقَاهَا مِنْ رَكِيدٍ مِنْ وَبَالٍ
10 وَانْحَنَتْ أَغْصَانُها تَشكُو بِشجوٍ=قَلْبَ إنْسٍ في صُدودٍ كَالْجِبالِ
11 ثمّ صَاحَتْ مِنْ أَنِينٍ وَاصْطِبارٍيَا= رَبِيعَاً أَيْنَ عَهدٌ بالْوِصِالِ!
12 كُنتَ لِي لُقْيَا وُجُودِي وَاشتياقي=ثمّ صِرتَ الآنَ تُبلى بِاعْتلالِ
13 كَمْ يعاني الْكون ُ، أدواءً وجوراً=وَارْتوَى ثغرُ الْوجُودِ الْكَأسَ جَمْراً
14 إِنْ بَكَىْ طَيرٌ جِرَاحَاً، قَالَ ظّنّاً=أنّه، غنّى الْهَوَى عَذبَاً وَ قطراً
15 أينَ وردُ الأمسِ يجري بالأماني=كانَ شهداً، نستقيهِ اليومَ مرّاً
16 وَ اكْتَوى أََعْوَادَنَا،دمعُ الأَيَامَى=ثمّ بَاتتْ فِي لَََهيِبِ الْقهْرِِ قَسْراً
17 يَاْ وُجُودَاً مُنذُ خَلْقٍ فِيْ عَنَاءٍ=حِينَ سَالَتْ وَاغْتلَتْ أَغلَى دِمَاءُ
18 أَزْهقتْ قلباً نديّاً وَاكْتوتهُ=في رَدَى، قََامَتْ لََهُ، تَبْكِي السَّمَاءُ
19 نَهجُ إِنْسٍِ لا يُبَالِي، صَوْنَ عِرْضٍ=غَوْثَ أَرْضٍِ بَعْدَمَا ضَاعَ الْوَفَاءُ
20 وَاجْتَبَى دربَ الْوَغَى، درباً شَقياً=منْ صَلِيلِ الْْجورِِ قَدْ عَمّ الْفَنَاءُ
21 يَاْ ضَمِيرَاً يَرْتَضي حَقّاً سَليِباً=وانْزَوَىْ عَنْ رَحْمَةٍ تَهْدِي الْعُقُوْلَ
22 واسْتَقَى نَوْحَ الثّكالى فِيْ خُنُوعٍ=وانْتَشَى مِنْ صَرخِ جُرْحٍ كَيْ يزُوْلَ
23 أَيْنَ عَهْدٌ كَانَ عَدْلاً، دَاْمَ أَمنَاًّ؟ =لَمْ يَرَ الْهَونَ الْذِي أَشْقَىْ الْكُهُوْلَ
24 هَلْ نَسِيتَ الْفجْرَ لَمَّاْ جَاْءَ هَدْيَاً!؟ =عنْ يقينٍ قَدْ طَوَىْ، فِكْرَاً جهُوْلَ
25 لَمْ تَعُدْ شَمسُ الْحَياةِ اليومَ تَزْهُو=كُلُّ صُبْحٍ منْ عَزَاءٍ فِيْ شحُوبٍ
26 قدْ تَوَارَى الْبَدْرُ فِي لَيلٍ غَسَوقٍ=أَكْثرَ الإنْسَانُ مِنْ هَولِ الْخُطُوبِ
27 حِدّةُ الأحْزَانِِ جَاْبَتْ كُلَّ وَادٍ=غَضْبَةُ الأقْدَارِ تَعْدُو فِي هَبُوبِ
28 يَاْ هُدَى الأيّامِ في كونٍ ذهوبٍ=طَالَ سُقْيَا الْخَوفِ بطشاً بالّشعُوبِ
29 حُلم طفلٍ قد تباكى مِنْ حَتوفٍ=أيقظََ الأيَّامَ، كي تشْكُو الْعِبَادَا
30 يَحْسَبُ الإنْسان لنْ يؤتى حساباً=سوف يَحيَا، دُونَمَا يَلقَى لِحَادَا
31 رَاغباً عنْ توبة، يَلْهُو ظَلُوْمَاً=يمْتطى ظهرَ الرّدى يَمضي عِنَادَا
32 قَدْ تنَاسَىْ هَدْرَ أَزْمَانٍ تدَاعَتْ=فَوقَ أَجْسَادٍ، بَلَتْ، وَلّتْ رَمَادَا
33 كُلُّ مَاْضٍِ كَانَ يَزْهُو فِيْ بُرُوجٍ=صَارَ ذِكْرَىْ حِينَ أَرْدَتْهُ الْمَنَايَا
34 مُنْيَةٌ دَامَتْ عُلُوّا وَارْتِقَاءًقْدْ تَهَاوَتْ بَينَ أَجْدَاثِ الْبَرَايَا
35 دَوْلَةٌ قَامَتْ بِكِبْرٍ وَاقْتِدَارٍ=لَمْ تعُدْ إلاّ سَرَابَاً أَوْ بَقَايَا
36 أَيْنَ مَنْ ظَنّوُا حَيَاةً فيْ خلودٍ!؟ =قَدْ تَلاشَوْا مِثلَ طَيْفٍ فِيْ مَرَايَا
38 كُلُّ جُرمٍ سَوفَ يَحسُو منْ جزاءٍ=قدرةُ الْمَوْلَى بحدٍ للْعصاةِ
39 أَيُّهَا الإنْسَانُ إنّ الكون فانٍ=كُلُّ سُلطَانٍ بلحدٍ في الْمَماتِ
40 كْنْ خَشيّاً عَابِدَاً، تَرْجُو الْمَفَازَا=لا تُطعْ قلباً غَفيّاً عنْ صلاةِ
41 يَا جُنُونَِ الإنْسِ إِِنّ الْحقَّ آتٍ=دَعْ عُيونَ الْحبِِّ تغْفُو فِيْ أَمَانٍ
42 عُدْ إِلَىْ فَجْرِ شَدَا حِينَ الْتقاهُ=دَربُ هديٍ، وَاسْتَقَى نهرَ الإيمَانِ
43 سِرْ عَلَىْ نََهجٍِ سَما دِينَاً وَعِلْمَاً=سَوفَ تَنأَىْ عَنْ ضَنِينٍ، عَنْ هَوَانِ
44 لَنْ يَدُومَ الظّلمُ، ُأَوْ يَجْنِي ثِمَارَاً=كُلُّ خَيرٍ من هُطُولِ الْغَيثِ، دَانِ
45 حُلْمُ طَيْرٍ فِيْ قِيِودٍ سَوفَ يَبقَىْ=آملاً فِيمَنْ سَيعْلُو منْ رِفَاقٍ
46 يَحْمِلُونَ الْعَهدَ نَبضَاً فِيْ عِرُوقٍ=وَالأَمَانِي سابحاتٍ، بِِاشْتِياقٍ
47 كُلّ غُصْنٍ سَالَ دَمْعَاً أَوْ تَهاوى=فِيْ بُطُوْنِ الأَرْضِِ، نَبْتُ الْجذْرِ بَاقٍ
48 إِِنْ تَوَاْرَىْ الْبَدرُ يَوْمَاً مِنْ غَمَامٍ=إِنّ طلعَ الْحُسْنِ دَومَاً فِيْ عِنَاقٍ
49 كلُ أدواءٍ سَتمْضِي كَالّليَالِي=ثمّ تَصْحُو الّشَمْسُ تَرْنُو للْوُجُودِ
50 ضحْكَةُ الأطْفَالِ تَشدُو فِيْ رَبِيعٍٍ=وَالمُنى تَزهُو عَلَى غُصْن ِالْوُرُودِ
51 حِينَ يَغدُو الصّبحُ أَنْسَامَاً وَعِطْرَاً=تُقبلُ الأيّامُ تسمو بِالْوُعُودِ
52 يَسْتَدِيمُ الْعَدلُ أَزْهَاراً وَظِلاّ=يكسرُ الأحرارُ أوهام القيودِ
53 يَاْ هُدَى الْخَلْقِ، الَّذِي أَحيا قُلُوباً=خَيْرَ نَهجٍ ٍ لِلْوَرَى، أَنْحَىْ الظّلاَمَا
54 كيفَ سِرْنَا خَلفَ نَفْسٍ في مَعَاصٍإِنْ تَسَامَتْ عَنْ عِدَا تَحْيَا سَلاَمَا
55 أَوْ تَعُودُ الرّوحُ تُسْقَى مِنْ طَهُورٍ=بِاهْتِدَاءِ تَرتَقِي، تَغْدُو إِمَامَا
56 ثُمّ تَسْرِي، فِيْ وتينِ الْقَلبِ تَصْفُو=تَجْتَبِي الْحبَّ الّذِي يَلْقَى المَلاَمَا
57 مَاْ أَقَامَ الْغَدرُ أَمنَاً أَوْ حَيَاةً=مَاْ أَدَامَ الْجَاهُ عُمْراً أَوْ أَعَادَا
58 لَو يَطُولُ الْعَيشُ دَهرَاً، كُلّ ذَاتٍ=فِي فِرَاقٍ مِثلَمَا جَاءَتْ فُرَادَى
59 أَيّهَا الإنْسَانُ فِيْ يَومٍ حَسُوْبٍ=حِيْنَ تَلْقَىْ الْوَعدَ تَرْجُو أََنْ تُعَادَا
60 يَوم حَقّ ٍ لاَ تَرَى خِلاّ شَفِيعَاً=غَيرَ رُوحٍ إنْ هَوتْ دَامَتْ وَقَادَا