مَنْ هو الحَيْصَ بَيْص
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 04:09 م]ـ
الحيص بيص لقب الشاعر المشهور سعد بن محمد بن سعد، الملقب شهاب الدين، أبو الفوارس التميمي، ويعرف بابن الصيفي ولقب بالحيص بيص لأنه رأى الناس في حركة مزعجة واختلاط، فقال: ما للناس في حيص بيص؟ ومعناه الشدة والأختلاط، وتفقه على مذهب الشافعي، وغلب عليه الشعر والأدب.
له ديوان شعر مشهور، توفي يوم الثلاثاء خامس شهر شعبان من هذه السنة، وله ثنتان وثمانون سنة، وصلّي عليه بالنظامية، ودفن بباب التبن، ولم يعقب، ولم يكن له في المراسلات بديل، كان يتقعر فيها ويتفاصح جداً، فلا تواتيه إلا وهي معجرفة.
ومن شعر الحيص بيص الجيد:
سلامة المرء ساعة عجب =وكل شيءٍ لحتفه سبب
يفر والحادثات تطلبه =يفر منها ونحوها الهرب
وكيف يبقى على تقلبه =مسلماً من حياته العطب
ومن شعره أيضاً:
لا تلبس الدهر على غرة =فما لموت الحي من بد
ولا يخادعك طول البقا =فتحسب التطويل من خلد
يقرب ما كان آخراً =ما أقرب المهد من اللحد
ويقرب من هذا ما ذكره صاحب (العقد) أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي في عقده:
ألا إنما الدنيا غضارة أيكةٍ =إذا اخضر منها جانب جف جانب
وما الدهر والآمال إلا فجائع =عليها وما اللذات إلا مصائب
فلا تكتحل عيناك منها بعبرةٍ =على ذاهب منها فإنك ذاهب
ملحظة: مَنْ أراد معرفة إعراب حيص بيص فهي موجودة في منتدى النحو والصرف
وسوف أتابع أخبار الحيص بيص وشعره إن شاء الله
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 05:05 م]ـ
ومن أمثالهم أخي الكريم الغالي محمد:
ــ إنك لتحسب علي الأرض حيصاً بيصاً:
وحيص بيص، أي ضيقة.
ــ تركتهم في حيصَ بيصَ وحيصِ بيصِ:
ويقال: حيصَ بيصَ وحيصِ بيصِ. فالحيص، الفرار. والبوص، الفوت. وحيص من بنات الياء، وبيص من بنات الواو، فصيرت الواو ياء ليزدوجا. يضرب لمن وقع في أمر لا مخلص له منه فراراًِ أو فوتاً.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 05:08 م]ـ
أشكرك د. مروان على ما تقدمه
كما أشكرك على تحقيق المبهج فقد أبدعت
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 05:29 م]ـ
ومن طرائف ما يروى عنه ماذكره العلامة المدقق المحقق
ابن خلكان؛ في وفيات الأعيان، في ترجمة:
ابن قطان البغدادي؛
أبو القاسم هبة الله بن الفضل بن القطان بن عبد العزيز بن محمد بن الحسين بن علي بن أحمد ابن الفضل بن يعقوب بن يوسف بن سالم، المعروف بابن قطان الشاعر المشهور البغدادي:
((وله مع حيص بيص ماجرايات، فمن ذلك أن حيص بيص خرج ليلة من دار الوزير شرف الدين أبي الحسن علي بن طراد الزينبي، فنبح عليه جرو كلب وكان متقلداً سيفاً، فوكزه بعقب السيف فمات، فبلغ ذلك ابن الفضل المذكور، فنظم أبياتاً وضمنها بيتين لبعض العرب قتل أخوه ابناً له، فقدم إليه ليقتاد منه فألقى السيف من يده وأنشدهما، والبيتان المذكوران يوجدان في الباب الأول من كتاب " الحماسة "، ثم إن ابن الفضل المذكور عمل الأبيات في ورقة وعلقها في عنق كلبة لها أجر ورتب معها من طردها وأولادها إلى باب دار الوزير كالمستغيثة، فأخذت الورقة من عنقها وعرضت على الوزير، فإذا فيها:
يا أهل بغداد إن الحيص بيص أتى = بفعلة أكسبته الخزي في البلد
هو الجبان الذي أبدى تشاجعه = على جري ضعيف البطش والجلد
وليس في يده مال يديه به = ولم يكن ببواء عنه في القود
فأنشدت جعدة من بعدما احتسبت = دم الأبيلق عند الواحد الصمد
" أقول للنفس تأساء وتعزية = إحدى يدي أصابتني ولم ترد "
" كلاهما خلف من فقد صاحبه = هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي "
والبيت الثالث مأخوذ من قول بعضهم:
قوم إذا ما جنى جانيهم أمنوا = من لؤم أحسابهم أن يقتلوا قودا
"وهو من جملة أبيات في الكراس الذي أوله لقي بشار، وينظر في الحماسة" وهذا التضمين في غاية الحسن، ولم أسمع مثله مع كثرة ما يستعمل الشعراء التضمين في أشعارهم، إلا ما أنشدني الشيخ مهذب الدين أبو طالب محمد المعروف بابن الخيمي - المذكور في ترجمة الشيخ تاج الدين الكندي في حرف الزاي - لنفسه وأخبرني أنه كان بدمشق وقد رسم السلطان بحلق لحية شخص له وجاهة بين الناس، فحلق نصفها، وحصلت فيه شفاعة، فعفا عنه في الباقي، فعمل فيه ولم يصرح باسمه، بل رمزه وستر، وهو:
¥