[أروع ماقال البردوني]
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 12:03 م]ـ
يقال أن البردوني تميز بشعره الكلاسيكي والرومانسي تميزاً كبيراً
وهي حقيقة واضحة
وإني سوف أخصص هذه الصفحه لهذا الشاعر الكبير
واضعاً فيها أروع ماقال البردوني رحمة الله عليه
لا تقل لي: سبقتني و لماذا =لا أوالي وراءك الإنطلاقا؟
لم أسبقك في مجال التدنّي =و التلوّي: فكيف أرضي اللّحاقا؟
أنا إن لم يكن قريني كريما= في مجال السباق عفت السباقا
لا تقل: ضاع في الوحول رفاقي= و أضاعوا الضمير و الأخلاقا
لم أضيّع أنا ضميري و خلقي =و كفاني أنّي خسرت الرفاقا
لا تقل كنت صاحبي فادن منّي= لست أشري و لا أبيع نفاقا
لا تقل لي أين التقينا؟ و لا أين= افترقنا، فنحن لم نتلاقى؟
قد نسيت اللّقاء يوما و إنّي =لست أدري متى نسيت الفراقا؟
لا تذوّق صراحتي فهي مرّ= إنّما من تذوق المرّ ذاقا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 03:03 م]ـ
أهلا وسهلا أخي الحارث
عودة ميمونة إن شاء الله
اتحفتنا وهذا شيء قد تعودناه منك
لا حرمنا من قلمك
ونحن بانتظار المزيد
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 03:24 م]ـ
شاعر مبدع، لأنه عرف معنى الإبداع دون أن يرمي من ورائه إلى الوصول، وجد له من المحبين والمستمتعين بشعره أكثر مما كان يتوقع عرفوه ولم يعرفهم
وهذا رائعة من روائعه
ما أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب = وأكذب السيف إن لم يصدق الغضب
بيض الصفائح أهدى حين تحملها = أيد إذا غلبت يعلو بها الغلب
وأقبح النصر ... نصر الأقوياء بلا =فهم .. سوى فهم كم باعوا ... وكم كسبوا
أدهى من الجهل علم يطمئن إلى = أنصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
قالوا: هم البشر الأرقى وما أكلوا =شيئاً .. كما أكلوا الإنسان أو شربوا
ماذا جرى ... يا أبا تمام تسألني? = عفواً سأروي .. ولا تسأل .. وما السبب
يدمي السؤال حياءً حين نسأله = كيف احتفت بالعدى (حيفا) أو النقب)
من ذا يلبي؟ أما إصرار معتصم؟ = كلا وأخزى من (الأفشين) ما صلبوا
اليوم عادت علوج (الروم) فاتحة =وموطنُ العَرَبِ المسلوب والسلب
ماذا ترى يا (أبا تمام) هل iكذبت = أحسابنا؟ أو تناسى عرقه الذهب؟
عروبة اليوم أخرى لا ينم على = وجودها اسم ولا لون ولا لقب
تسعون ألفاً (لعمورية) اتقدوا =وللمنجم قالوا: إننا الشهب
قبل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا = نضج العناقيد لكن قبلها التهبوا
واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا =نضجاً وقد عصر الزيتون والعنب
(حبيب) وافيت من صنعاء يحملني = نسر وخلف ضلوعي يلهث العرب
ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي؟ = مليحة عاشقاها: السل والجرب
ماتت بصندوق» وضاح «بلا ثمن = ولم يمت في حشاها العشق والطرب
لكنها رغم بخل الغيث ما برحت = حبلى وفي بطنها» قحطان «أو» كرب «
وفي أسى مقلتيها يغتلي» يمن «= ثان كحلم الصبا ... ينأى ويقترب
» حبيب «تسأل عن حالي وكيف أنا؟ = شبابة في شفاه الريح تنتحب
كانت بلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية) = أما بلادي فلا ظهر ولا غبب
أرعيت كل جديب لحم راحلة = كانت رعته وماء الروض ينسكب
ورحت من سفر مضن إلى سفر = أضنى لأن طريق الراحة التعب
لكن أنا راحل في غير ما سفر = رحلي دمي ... وطريقي الجمر والحطب
إذا امتطيت ركاباً للنوى فأنا = في داخلي ... أمتطي ناري واغترب
قبري ومأساة ميلادي على كتفي = وحولي العدم المنفوخ والصخب
» حبيب «هذا صداك اليوم أنشده = لكن لماذا ترى وجهي وتكتئب؟
ماذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟ = إني ولدت عجوزاً .. كيف تعتجب؟
واليوم أذوي وطيش الفن يعزفني =والأربعون على خدّي تلتهب
كذا إذا ابيض إيناع الحياة على =وجه الأديب أضاء الفكر والأدب
وأنت من شبت قبل الأربعين على = نار (الحماسة) تجلوها وتنتخب
وتجتدي كل لص مترف هبة =وأنت تعطيه شعراً فوق ما يهب
شرّقت غرّبت من (والٍ) إلى (ملك) = يحثك الفقر ... أو يقتادك الطلب
طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت = فيك الأماني ولم يشبع لها أرب
لكن موت المجيد الفذ يبدأه =لادة من صباها ترضع الحقب
» حبيب «مازال في عينيك أسئلة = تبدو ... وتنسى حكاياها فتنتقب
وماتزال بحلقي ألف مبكيةٍ =من رهبة البوح تستحيي وتضطرب
يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا =ونحن من دمنا نحسو ونحتلب
سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا =يوماً ستحبل من إرعادنا السحب؟
¥