تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عنترة والفخر والاعتذار]

ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 11:15 م]ـ

عنترة بن شداد هو أحد أمثلة الفتوة والبطولة العربية في عهد ما قبل الإسلام، وعلم شامخ من أعلام القوة والنضال والصبر والجلد عند استعار وطيس الوغى واشتعال نار الحرب والقتال، لقد كانت حياة أسد البيداء، وقاهر الصحراء سلسلة انتصارات رائعة سطرت أمجاده في التاريخ بحروف متألقة، وجعلته أسطورة من الأساطير تتحدث عنها الأجيال وتفاخر بها القرون، ولا مراء مطلقاً في أن عنترة كان أشهر فرسان العرب في الجاهلية، وأبعدهم صيتاً وأسيَرهم ذكراً، بما كان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفساً، وأجودهم بما ملكت يده، وأوفاهم بالعهد وأنجزهم للوعد، نظمت فروسية عنترة أشعاره، وصدقت أشعاره فروسيته، شاعر ينطق لسانه عن سنانه، وتتجلى مآثره في بيانه، ويضرب المثل في شجاعته وأخلاقه، وفي شدوته ولينه وفي قتاله ونسيبه.

هذه الشخصية الفذة الشجاعة هي موضوع هذه الصفحة نسطر فيها فخره بنفسه وبيان ملحمته الحماسية التي تعد من ملاحم العرب الشهيرة، وموقفه من سواد بشرته والتي هي من أهمّ ما كان عنترة يطرقه في أشعاره.

قال عنترة يعتذر عن سواده ويفتخر بنفسه:

تعيرني العدا بسواد جلدي = وبيضُ خصائلي تمحو السوادا

سلي يا عبل قومك عن فعالي = ومن حضر الوقيعةَ والطرادا

وردتُ الحربَ والأبطالُ حولي = تهزُّ أكفها السمرَ الصعادا

وخضتُ بمهجتي بحرَ المنايا = ونارُ الحربِ تتقد اتقادا

وعدتُ مخضباً بدم الأعادي = وكربُ الركض قد خضبَ الجوادا

وكمْ خلفتُ من بكرٍ رداحٍ = بصوت نواحها تشجي الفؤادا

وسيفى مرهفُ الحدينِ ماض= تقدُّ شفاره الصخرَ الجمادا

ورمحي ما طعنتُ به طعيناً = فعادَ بعينه نظرَ الرشادا

ولولا صارمي وسنانُ رمحي = لما رفعتْ بنو عبسٍ عمادا (الموضوع لم ينته، وللجديث بقية)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير