تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مالك بن الريب واي مالك في الرثاء]

ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[15 - 04 - 2008, 01:41 م]ـ

القصيدة

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة +++++++*بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا

فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه++++*وليت الغضا ماشى الركاب لياليا

لقدكان في أهل الغضا لودنا الغضا ++++* مزار ولكن الغضا ليس دانيا

ألم ترني بعت الضلالة با اهدى ++++* وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا

و أصبحت في أرض الأعادي بعدما ++++ أراني عن أرض الأعادي قاصيا

دعاني الهوى من أهل ودّي وصحبنتي ++++* بذي الطبسين، فالتفت ورائيا

أجبت الهوى لما دعاني بزفرة ++++* تقنعت، منها أن ألام، ردائيا

أقول وقد حالت قرى الكرد بيننا ++++* جزى الله عمرا خير ما كان جازيا

إنْ الله يرجعني من الغزو لا أرى ++++* وإن قلّ مالي طالبا ما ورائيا

تقول ابنتي لما رأت طول رحلتي ++++* سفارك هذا تاركي لا أبا ليا

لعمري لئن غالت خراسان هامتي ++++* لقد كنت عن بابي خراسان نائيا

فإن أنج من بابي خراسان لا أعد ++++* إليها و إن منيتموني الأمانيا

فلله دري يوم أترك طائعا ++++* بنيَّ بأعلى الرقمتين، وماليا

قرأه أدبية ونقدية للنص:

عندما نقف أمام بكائية مالك بن الريب التميمي

نجد أنفسنا أمام سيل من الحزن اللامتناهي .. نستشف عاطفة شاعر متشبث بالحياة حتى آخر رمق .. تتلون

اللحظات الاخيرة في عين مالك بن الريب يصورها شعرا خلجات نفس تودع الدنيا بنزيف الشعر .. مالك

بن الريب روي أنه كان صعلوكا قاطع طريق فمر عليه سعيد بن عثمان بن عفان في جيش لفتح مرو اقليم من أقاليم خراسان. اقتنع مالك بانضمامه إلىالجيش وترك الصعلكة وقطع الطريق وأصبح غازيا في سبيل الله

واختلفت الروايات في موته فبعض الروايات تشير إلى أنه مات مسموما لدغته أفعى كانت في رحله.

والبعض يقول أنه أصيب بسهم فجرحه واندمل الجرح على غل وانفجر عند عودته ولست هنا أريد الطريقة التي مات بها شاعرنا فقد قالأحد الشعراء قد يكون المتنبي:

تعددت الاسباب والموت واحد

لكنني أريد الوقوف أمام هذه البكائية الحزينة التي تعتبر من أجمل المراثي في الأدب العربي إن لم تكن أجملها على الإطلاق لماذا؟.

لأن الشاعر يرثي نفسه وليس إنساناآخر ورثاء النفس دونه كل رثاء وشاعرنا رحمه الله يبدأ بناء قصيدته

على نداء التمنى وأكثر من هذا النداء في أبيات متفرقة من القصيدة لعله يجد من يجيب التساؤلات لتعزية

نفسه المودعة يتشبث بكل شيء حوله يتساءل فيجيب أحيانا وأحيانا وأحيانا يترك القاريء يجد اْجابة .. هو الموت يجب الروح فلايجد مالك معزيا إلامالك .. مالك يسأل مالك في قفر من الأرض وبيداء من الحزن تسيطر عليه لحظات اليأس فيفر إلى الشعر يستجدي به الحياة ليضخ فيه أمل الشعر فيجد مخرجا من ضنك اللحظة .. بالرغم من أنه صعلوك وحياة الصعاليك تحفها المخاطر لسطوتهم وغاراتهم إلا أحب الحياة فالبيت الأول والثاني

كما ذكرت يبدأه بنداء التمني ولكن هل ينفع التمني أو يقي من سطوة الموت

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ......................... بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا

فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه .................. وليت الغضا ماشى الركاب لياليا

وفي البيت التاسع والثلاثين

فياليت شعري هل تغيرت الرحى ++++++++ رحى الحرب أو أضحت بفلج كما هيا

أيضا نداء تمني واختلفت الروايات في هذا البيت فالبعض يقول رحى الحرب

والبعض يقول رحىالثفل هنا وهناك فالثفل ماتخلفه الرحى بعد طحن الحب وقد يكون تشبيها من الشاعر

لما خلفته الحرب من القتلى.

ثم نجده في البيت الأربعين

وياليت شعري هل بكت أم مالك ++++* كما كنت لو عالوا نعياك باكيا

يتمنى لمعرفة ماإذا كانت أم مالك ستبكيه بعد موته كما لوكانت هي ماتت فانه سيبكيها وهنا رقة الشاعر تتضح ومكانة الأنثى في نفسه وكفى به أن يذكرها لحظة الموت

والنداءات المتكررة تحمل بعدا انسانيا وبنائية فنية جميلة للقصيدة نداء يتبعه تمني وكل ذلك استشفاف هل سيحس من ذكرهم في قصيدته بفقده كما يحس هو بفقدهم وهو على أعتاب الفراق.

أعتمد شاعرنا على المساءلة في اسلوب فني جميل بارع في مساءلته

هل أبيتن ليلة بوادي الغضا

والجواب هنا مرتبط بحالة الشاعر النفسية فلطالما أنه متشبث بالحياة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير