ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 02:22 م]ـ
هذا مقام الهيبة والخوف
بات يدعو الواحدَ الصمدا = في ظلام الليل منفردا
خادمٌ لم تُبقِ خدمتَهُ = منه , لا روحاً ولا جسدا
قد جفت عيناه غمضهما = والخليُّ القلبِ قد رقدا
في حشاه من مخافته = حُرُقاتٌ تلذع الكبِدَا
لو تراه وهو منتصبٌ = مُشعرٌ أجفانَهُ السُهُدا
كلما مرّ الوعيد به =سحّ دمعُ العين فاطّردا
قائلٌ:" يا منتهى أملي = نجّني مما أخافُ غدا
وذاك مقام الحب والرجاء
صَاحِبُ الحُبّ حَزِينٌ قَلبُهُ = دائمُ الغُصّةِ مَحزُونٌ دَنِفْ
هَمُّهُ في اللهِ لا في غَيْرِهِ = ذاهِبُ العَقلِ وَباللهِ كَلِفْ
أشعَثُ الرّأسِ خَمِيصٌ بطنُهُ = أصْفَرُ الوَجنَةِ والطَّرْفُ ذَرفْ
دَائِمُ التّذكارِ مِنْ حُبّ الذي = حُبُّهُ غَايَةُ غَايَاتِ الشّرَفْ
فإذا أمعنَ في الحُبِّ لَهُ = وَعَلاهُ الشّوْقُ من داءٍ كثفْ
باشرَ المحرَابَ يَشكُو بثَّهُ = وَأمَامَ اللهِ مَوْلاهُ وَقَفْ
قَائماً قُدّامَهُ مُنْتَصِباً = لَهِجاً يَتْلُو بآياتِ الصُّحُفْ
رَاكِعاً طَوْراً وَطَوْراً ساجداً = باكياً وَالدّمعُ في الأرضِ يَكِفْ
أوْرَدَ القَلبَ على الحُبّ الّذي = فِيهِ حُبُّ اللهِ حَقّاً، فَعَرَفْ
ثمّ جَالَتْ كَفُّهُ في شَجَرٍ = أنبَتَ الحُبَّ، فَسمَّى واقتَطَفْ
فيا عجبا من قلوب لا تعرف خوفا ولا رجاء
أسأل الله أن يصلح فساد قلوبنا
آمين ..
جزاك الله خيرا يا رؤبة الخير على تلك الموعظة الجميلة
دمت سالما
وإياك وبارك فيك وعافاك ..
والسلام,,,